المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

تفاعلات البروبان الحلقي
2023-09-12
قياس السبر والتقسيم
18-8-2016
ما هو الشكر؟
8-05-2015
Keith Porter
28-10-2015
‏النظائر وفصلها
20-10-2016
أبو ذر الغفاري (رحمه الله) وهمه
4-6-2022


منابع التفسير في عهد التابعين  
  
5213   06:55 مساءاً   التاريخ: 15-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص378-381.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

كان التلقي في التفسير هو العنصر الاولى ، والاداة المفضلة لفهم كتاب اللّه تعالى ، ذلك العهد ، اذ كان التابعون يسيرون في اثر الصحابة وكانوا تربيتهم بالذات ، فانتهجوا منهجهم بطبيعة الحال غير انهم اخذوا بالتوسع والتفتح الى آفاق واسعة الارجاء ، حسب توسع رقعة الاسلام ودخول الاقوام في دين اللّه افـواجا ، ومعهم علومهم وآدابهم وثقافاتهم ، كما نبهنا فازداد التبصر والتفتح الى آفاق اوسع ، والتطلع الى ارجاء ابعد.

ولا شك ، انه كلما ازداد علم الرجل وتنوعت ثقافاته وترامت معارفه ، فانه يزداد تبصره ويتوسع تفكيره وتفهمه للأمور ، مهما كان نمطها ، وأيا كان نسجها.

وبعد فيمكننا تنويع المصادر التي كان التابعون يعتمدونها لفهم معاني كلام اللّه تعالى وتبيين مقاصده ومرامينه ، الى الامور التالية :

اولا : مـراجـعـة الـكتاب نفسه ، حيث القرائن والدلائل في كلام اى متكلم ، خير شهود على كشف مـراده والـوقوف على مرامه وهكذا القرآن ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض ، كما قال الامام امير المؤمنين (عليه السلام).

ثانيا : ملاحظة ما تلقوه من اقوال الصحابة واحاديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بشان تبيين معاني الكتاب .

حيث الاسئلة حول لفيف من معاني القرآن كانت كثيرة على عهده (صلى الله عليه واله)

وكان عليه البيان ، كما كان عليه البلاغ ومن تلك الاسئلة واجوبتها كانت وفرة وفيرة مدخرة على ايدي الصحابة يؤدونها الى الذين اتبعوهم بإحسان .

وقد تقدم حديث مسروق بن الاجدع ، ووصفه لعلوم الاصحاب المتلقاة من النبي الكريم .

ثـالـثا : مراعاة اسباب النزول والمناسبات المستدعية لنزول آية او آيات او سورة ونحوها ، حيث كانت في متناولهم القريب ، وهم الذين نقلوها الينا فيما نقلوه من الاثار والاخبار.

وحـيـث كـانـت الايـات النازلة بشأنها ، ناظرة الى جوانب وخصوصيات تحتضنها تلك الحوادث والـمـناسبات ، فأنها بدورها تصبح خير دلائل على رفع كثير من الابهام الوارد في الفاظ تلكم الايات بـالـذات وكـان اصـحـاب ذلك العهد (عهد التابعين) اما حضروا تلك المشاهد بأنفسهم ، او بإمكانهم الملاقاة مع شهود القضايا ، والاخذ منهم مشافهة .

وهذا من اكبر المصادر لرفع الابهام عن وجه كثير من الايات ، وكان في متناولهم القريب .

رابعا : مراجعة اللغة في صميمها ، ولا سيما اشعار العرب وهي ديوآنها.

ودائرة مـعارفها ، للوقوف على مزايا اللغة واساليب كلام العرب والقرآن نزل على نمطها وعلى نفس نسجها في التعبير والبيان وان كان في اسلوب ارقى وعلى نسج اقوى .

وكـان ابن عباس يوصي اصحابه بل يحضهم على مراجعة اشعار العرب للتعرف على غريب القرآن ولقد عد زعيم هذه الناحية من التفسير بالخصوص ، حتى لقد قيل بشأنه : انه هو الذي ابدع الطريقة اللغوية لتفسير القرآن (1)

كـان يـقـول : الـشعر ديوان العرب ، فاذا خفى علينا حرف من القرآن الذي انزله الل ه بلغة العرب ، رجعنا الى ديوانها ، فالتمسنا ذلك منه .

وايـضـا قـولـه : اذا سألتموني عـن غـريب القرآن فالتمسوه في الشعر ، فان الشعر ديوان العرب (2)

خامسا : انحاء العلوم والمعارف التي تعرف اليها المسلمون ، بفضل التوسع في رقعة الاسلام وازدحام وفـود الاداب والـثقافات المستوردة عليهم ، يحملها امم ذووا حضارات عريقة ، كانوا يدخلون في دين اللّه افواجا.

وقد اسلفنا ان التوسع في الاطلاع على العلوم والمعارف ، مهما كان نمطها ، فانه يزيد في قوة الفهم وامـكـان لمس حقائق الامور ، ويرتفع مستوى قدرة الاستنباط بدرجات ، لا يبلغها من اعوزه النيل منها بنسبة اعوازه .

وهكذا استفاد التابعون ـ ومن بعدهم ـ بالعلوم والمعارف المستجدة .

والمستزادة مع تقادم الايام استفادوا بها في فهم معاني كلام اللّه تعالى وقد {أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان : 6] .

سـادسـا : اعـتمادهم على ما فتح اللّه عليهم من طريق الاجتهاد والنظر في كتاب اللّه تعالى ، وقد روت لـنا كتب التفسير كثيرا من اقوال هؤلاء التابعين في التفسير ، قالوها بطريق الراي والنظر والاجـتهاد ، مما لم يصل الى علمهم شيء فيها عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) او عن احد الصحابة فكانوا يعملون الـنـظر فيها ، بإمعان النظر في دلائل وقرائن كانت تساعدهم على فهم الاية ، مما مرت الاشارة الى بعضها ، .و غير ذلك من ادوات الفهم ووسائل البحث والتنقيب .

الامـر الـذي ساعد على فتح باب الاجتهاد بشان التفسير ، وفي سائر شؤون الشريعة ، واستمرت الطريقة المرضية عبر التاريخ وقد نوهنا عنها.

سـابـعـا : اسـتـنادهم الى نصوص من كتب العهدين ، مما جاء اجماله في القرآن ، وتعرضت لتفاصيلها كتب السالفين ، مما لم يحتمل فيه التحريف كجوانب من تاريخ انبيا بني اسرائيل وسيرة ملوكهم وما شابه من قصصهم واخبارهم . وذلـك كـكـثـير من قصص ابراهيم الخليل ولوط ويوسف ، ففي التوراة ما في القرآن من تفاصيل اخـبـارهـم ، سـوى ان الـقرآن جاء بالصحيح المعقول منها ، مختزلا ، بينما في التوراة صور محرفة ومـرفوضة لدى العقل السليم سوى بعض لقطات وخطفات جات سليمة ، يمكن الاستفادة منها احيانا الامـر الـذي كان نبها الصحابة والتابعين يعنونه بالذات (3) دون الاستناد المطلق من غير تـحـر او تحقيق {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر : 17، 18].

امـا الاخـذ مـن اهل الكتاب ، والانصياع لهم في كل ما يسطرون ، فهذا كان مما يتحاشاه الصحابة والـتـابـعون ، نعم سوى شراذم من غوغاء العوام ، او اهل الدغل من الساسة الحاكمة على البلاد على ما نسرد قصتهم في فصله القادم ان شاء اللّه .

فالذي ذكر الذهبي ، من اعتماد التابعين ، في فهم معاني كتاب اللّه تعالى ، على ما اخذوه من اهل الكتاب مـمـا جافي كتبهم (4) فانه ـ على اطلاقه ـ مرفوض وقد فندنا مزاعم الرجوع الى اهل الكتاب ، فيما حسبوه بشان الصحابي الجليل عبد اللّه بن عباس .
____________________________
1- المذاهب الاسلامية لتفسير القرآن ، ص 69 التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 75.
2- الاتقان ، ج1 ، ص 119.
3- وهـذا نـظـيـر ما وقف عليه المولى ابو الكلام آزاد ، بشان ((ذي القرنين )) من الدلائل فـي الـتـوراة ، انه كورش ، الملك الفارسي الذي قام بإعادة بنا البيت وتحريره وايراد ابناء اسرائيل الذين كان قد اضطهدهم الطاغية بخت نصر ملك بابل يومذاك .
4- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 99.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .