أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-04-2015
1862
التاريخ: 25-04-2015
2424
التاريخ: 26-11-2014
1797
التاريخ: 13-10-2014
1959
|
كان التلقي في التفسير هو العنصر الاولى ، والاداة المفضلة لفهم كتاب اللّه تعالى ، ذلك العهد ، اذ كان التابعون يسيرون في اثر الصحابة وكانوا تربيتهم بالذات ، فانتهجوا منهجهم بطبيعة الحال غير انهم اخذوا بالتوسع والتفتح الى آفاق واسعة الارجاء ، حسب توسع رقعة الاسلام ودخول الاقوام في دين اللّه افـواجا ، ومعهم علومهم وآدابهم وثقافاتهم ، كما نبهنا فازداد التبصر والتفتح الى آفاق اوسع ، والتطلع الى ارجاء ابعد.
ولا شك ، انه كلما ازداد علم الرجل وتنوعت ثقافاته وترامت معارفه ، فانه يزداد تبصره ويتوسع تفكيره وتفهمه للأمور ، مهما كان نمطها ، وأيا كان نسجها.
وبعد فيمكننا تنويع المصادر التي كان التابعون يعتمدونها لفهم معاني كلام اللّه تعالى وتبيين مقاصده ومرامينه ، الى الامور التالية :
اولا : مـراجـعـة الـكتاب نفسه ، حيث القرائن والدلائل في كلام اى متكلم ، خير شهود على كشف مـراده والـوقوف على مرامه وهكذا القرآن ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض ، كما قال الامام امير المؤمنين (عليه السلام).
ثانيا : ملاحظة ما تلقوه من اقوال الصحابة واحاديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بشان تبيين معاني الكتاب .
حيث الاسئلة حول لفيف من معاني القرآن كانت كثيرة على عهده (صلى الله عليه واله)
وكان عليه البيان ، كما كان عليه البلاغ ومن تلك الاسئلة واجوبتها كانت وفرة وفيرة مدخرة على ايدي الصحابة يؤدونها الى الذين اتبعوهم بإحسان .
وقد تقدم حديث مسروق بن الاجدع ، ووصفه لعلوم الاصحاب المتلقاة من النبي الكريم .
ثـالـثا : مراعاة اسباب النزول والمناسبات المستدعية لنزول آية او آيات او سورة ونحوها ، حيث كانت في متناولهم القريب ، وهم الذين نقلوها الينا فيما نقلوه من الاثار والاخبار.
وحـيـث كـانـت الايـات النازلة بشأنها ، ناظرة الى جوانب وخصوصيات تحتضنها تلك الحوادث والـمـناسبات ، فأنها بدورها تصبح خير دلائل على رفع كثير من الابهام الوارد في الفاظ تلكم الايات بـالـذات وكـان اصـحـاب ذلك العهد (عهد التابعين) اما حضروا تلك المشاهد بأنفسهم ، او بإمكانهم الملاقاة مع شهود القضايا ، والاخذ منهم مشافهة .
وهذا من اكبر المصادر لرفع الابهام عن وجه كثير من الايات ، وكان في متناولهم القريب .
رابعا : مراجعة اللغة في صميمها ، ولا سيما اشعار العرب وهي ديوآنها.
ودائرة مـعارفها ، للوقوف على مزايا اللغة واساليب كلام العرب والقرآن نزل على نمطها وعلى نفس نسجها في التعبير والبيان وان كان في اسلوب ارقى وعلى نسج اقوى .
وكـان ابن عباس يوصي اصحابه بل يحضهم على مراجعة اشعار العرب للتعرف على غريب القرآن ولقد عد زعيم هذه الناحية من التفسير بالخصوص ، حتى لقد قيل بشأنه : انه هو الذي ابدع الطريقة اللغوية لتفسير القرآن (1)
كـان يـقـول : الـشعر ديوان العرب ، فاذا خفى علينا حرف من القرآن الذي انزله الل ه بلغة العرب ، رجعنا الى ديوانها ، فالتمسنا ذلك منه .
وايـضـا قـولـه : اذا سألتموني عـن غـريب القرآن فالتمسوه في الشعر ، فان الشعر ديوان العرب (2)
خامسا : انحاء العلوم والمعارف التي تعرف اليها المسلمون ، بفضل التوسع في رقعة الاسلام وازدحام وفـود الاداب والـثقافات المستوردة عليهم ، يحملها امم ذووا حضارات عريقة ، كانوا يدخلون في دين اللّه افواجا.
وقد اسلفنا ان التوسع في الاطلاع على العلوم والمعارف ، مهما كان نمطها ، فانه يزيد في قوة الفهم وامـكـان لمس حقائق الامور ، ويرتفع مستوى قدرة الاستنباط بدرجات ، لا يبلغها من اعوزه النيل منها بنسبة اعوازه .
وهكذا استفاد التابعون ـ ومن بعدهم ـ بالعلوم والمعارف المستجدة .
والمستزادة مع تقادم الايام استفادوا بها في فهم معاني كلام اللّه تعالى وقد {أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان : 6] .
سـادسـا : اعـتمادهم على ما فتح اللّه عليهم من طريق الاجتهاد والنظر في كتاب اللّه تعالى ، وقد روت لـنا كتب التفسير كثيرا من اقوال هؤلاء التابعين في التفسير ، قالوها بطريق الراي والنظر والاجـتهاد ، مما لم يصل الى علمهم شيء فيها عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) او عن احد الصحابة فكانوا يعملون الـنـظر فيها ، بإمعان النظر في دلائل وقرائن كانت تساعدهم على فهم الاية ، مما مرت الاشارة الى بعضها ، .و غير ذلك من ادوات الفهم ووسائل البحث والتنقيب .
الامـر الـذي ساعد على فتح باب الاجتهاد بشان التفسير ، وفي سائر شؤون الشريعة ، واستمرت الطريقة المرضية عبر التاريخ وقد نوهنا عنها.
سـابـعـا : اسـتـنادهم الى نصوص من كتب العهدين ، مما جاء اجماله في القرآن ، وتعرضت لتفاصيلها كتب السالفين ، مما لم يحتمل فيه التحريف كجوانب من تاريخ انبيا بني اسرائيل وسيرة ملوكهم وما شابه من قصصهم واخبارهم . وذلـك كـكـثـير من قصص ابراهيم الخليل ولوط ويوسف ، ففي التوراة ما في القرآن من تفاصيل اخـبـارهـم ، سـوى ان الـقرآن جاء بالصحيح المعقول منها ، مختزلا ، بينما في التوراة صور محرفة ومـرفوضة لدى العقل السليم سوى بعض لقطات وخطفات جات سليمة ، يمكن الاستفادة منها احيانا الامـر الـذي كان نبها الصحابة والتابعين يعنونه بالذات (3) دون الاستناد المطلق من غير تـحـر او تحقيق {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر : 17، 18].
امـا الاخـذ مـن اهل الكتاب ، والانصياع لهم في كل ما يسطرون ، فهذا كان مما يتحاشاه الصحابة والـتـابـعون ، نعم سوى شراذم من غوغاء العوام ، او اهل الدغل من الساسة الحاكمة على البلاد على ما نسرد قصتهم في فصله القادم ان شاء اللّه .
فالذي ذكر الذهبي ، من اعتماد التابعين ، في فهم معاني كتاب اللّه تعالى ، على ما اخذوه من اهل الكتاب مـمـا جافي كتبهم (4) فانه ـ على اطلاقه ـ مرفوض وقد فندنا مزاعم الرجوع الى اهل الكتاب ، فيما حسبوه بشان الصحابي الجليل عبد اللّه بن عباس .
____________________________
1- المذاهب الاسلامية لتفسير القرآن ، ص 69 التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 75.
2- الاتقان ، ج1 ، ص 119.
3- وهـذا نـظـيـر ما وقف عليه المولى ابو الكلام آزاد ، بشان ((ذي القرنين )) من الدلائل فـي الـتـوراة ، انه كورش ، الملك الفارسي الذي قام بإعادة بنا البيت وتحريره وايراد ابناء اسرائيل الذين كان قد اضطهدهم الطاغية بخت نصر ملك بابل يومذاك .
4- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 99.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|