أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
957
التاريخ: 12-11-2016
647
التاريخ: 12-11-2016
525
التاريخ: 12-11-2016
801
|
كان لملوك الأعاجم صفة للنساء مكتوبة عندهم وكانوا يبعثون في طلب من يكون على هذه الصفة من النساء ولا يقصدون العرب فقال له زيد بن عدي إني أعرف عند عبدك النعمان من بناته وبنات عمه أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة قال فتكتب فيهن قال أيها الملك إن شر شيء في العرب وفي النعمان أنهم يتكرمون بأنفسهم عن العجم فأنا أكره أن يتعنتهن وإن قدمت أنا عليه لم يقدر على ذلك فابعثني وابعث معي رجلا يفقه العربية فبعث معه رجلا جلدا فخرجا حتى بلغا الحيرة ودخلا على النعمان قال له زيد إن الملك احتاج إلى نساء لأهله وولده وأراد كرامتك فبعث إليك قال وما هؤلاء النسوة قال هذه صفتهن قد جئنا بها وكانت الصفة أن المنذر أهدى أنوشروان جارية أصابها عند الغارة على الحارث بن أبي شمر الغساني وكتب يصفها أنها معتدلة الخلق نقية اللون والثغر بيضاء وطفاء قمراء دعجاء عيناء قنواء شمراء زجاء برجاء أسيلة الخد شهية القد جثيلة الشعر بعيدة مهوى القرط عيطاء عريضة الصدر كاعب الثدي ضخمة مشاشة المنكب والعضد حسنة المعصم لطيفة الكف سبطة البنان لطيفة طي البطن خميصة الخصر غرثى الوشاح رداح القبل رابية الكفل لفاء الفخذين ريا الروادف ضخمة المنكبين عظيمة الركبة مفعمة الساق مشبعة الخلخال لطيفة الكعب والقدم قطوف المشي مكسال الضحى بضة المتجرد سموع للسيد ليست بخلساء ولا سفعاء ذليلة الأنف عزيزة النفر لم تفد في بؤس حنينة رزينة زكية كريمة الخال تفتخر بنسب أبيها دون فصيلتها وبفصيلتها دون جماع قبيلتها قد أحكمتها الأمور في الأدب فرأيها رأي أهل الشرف وعملها عمل أهل الحاجة صناع الكفين قطيعة اللسان زهرة الصوت تزين البيت وتشين العدو أن أردتها اشتهت وإن تركتها انتهت تحملق عيناها وتحمر وجنتاها وتدبدب شفتاها وتبادرك الوثب فقبلها كسرى وأمر بإثبات هذه الصفة فبقيت إلى أيام كسرى بن هرمز فقرأ زيد هذه الصفة على النعمان فشق ذلك عليه وقال لزيد والرسول يسمع ما في عين السواد وفارس ما تبلغون حاجتكم فقال الرسول لزيد ما العين قال البقر وأنزلهما يومين وكتب إلى كسرى إن الذي طلب الملك ليس عندي وقال لزيد اعذرني عنده فلما عاد إلى كسرى قال لزيد أين ما كنت أخبرتني قال قد قلت للملك وعرفته بخلهم بنسائهم على غيرهم وإن ذلك لشقائهم وسوء اختيارهم وسل هذا الرسول عن الذي قال فإني أكرم الملك عن ذلك فسأل الرسول فقال إنه قال ما في بقر السواد ما يكفيه حتى يطلب ما عندنا فعرف الغضب في وجهه ووقع في قلبه وقال رب عبد قد أراد ما هو أشد من هذا فصار أمره إلى التباب وبلغ هذا الكلام النعمان وسكت كسرى على ذلك أشهرا والنعمان يستعد حتى أتاه كتاب كسرى يستدعيه فحين وصل الكتاب أخذ سلاحه وما قوي عليه ثم لحق بجبلي طيء وكان متزوجا إليهم وطلب منهم أن يمنعوه فأبوا عليه خوفا من كسرى فأقبل وليس أحد من العرب يقبله حتى نزل في ذي قار في بني شيبان سرا فلقي هانئ بن مسعود بن عمرو الشيباني وكان سيدا منيعا والبيت من ربيعة في آل ذي الجدين لقيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين وكان كسرى قد أطعمه الأبلة فكره النعمان أن يدفع إليه أهله لذلك وعلم أن هانئا يمنعه مما يمنع منه أهله فأودعه أهله وماله وفيه أربعمائة درع وقيل ثمانمائة درع وتوجه النعمان إلى كسرى فلقي زيد بن عدي على قنطرة ساباط فقال أنج نعيم فقال أنت يا زيد فعلت هذا أما والله لئن انفلت لا فعلن بك ما فعلت بأبيك فقال زيد امض نعيم فقد والله وضعت لك أخية لا يقطعها المهر الأرن فلما بلغ كسرى أنه بالباب بعث إليه فقيده وبعث به إلى خانقين حتى وقع في الطاعون فمات فيه قال والناس يظنون أنه مات بساباط ببيت الأعشى وهو يقول:
( فداك وما ينجى من الموت ربه ... بساباط حتى مات وهو محرزق )
وكان موته قبل الإسلام فلما مات استعمل كسرى إياس بن قبيصة الطائي على الحيرة وما كان عليه النعمان وكان كسرى اجتاز به لما سار إلى ملك الروم فأهدى له هدية فشكر ذلك له وأرسل إليه فبعث كسرى بأن يجمع ما خلفه النعمان ويرسله إليه فبعث إياس إلى هانئ بن مسعود الشيباني يأمره بإرسال ما استودعه النعمان فأبى هانئ أن يسلم ما عنده فلما أبى هانئ غضب كسرى وعنده النعمان بن زرعة التغلبي وهو يحب هلاك بكر بن وائل فقال لكسرى أمهلهم حتى يقيظوا ويتساقطوا على ذي قار تساقط الفراش في النار فتأخذهم كيف شئت فصبر كسرى حتى جاؤوا نحو ذي قار فأرسل إليهم كسرى النعمان بن زرعة يخيرهم واحدة من ثلاث إما أن يعطوا بأيديهم وإما أن يتركوا ديارهم وإما أن يحاربوا فولوا أمرهم حنظلة بن ثعلبة العجلي فأشار بالحرب فآذنوا الملك بالحرب فأرسل كسرى إياس بن قبيصة الطائي أمير الجيش ومعه مرازبة الفرس والهامرز النسوي وغيره من العرب تغلب وأياد وقيس بن مسعود بن قيس بن ذي الجدين وكان على طف سفوان فأرسل الفيول وكان قد بعث النبي فقسم هانئ بن مسعود دروع النعمان وسلاحه فلما دنت الفرس من بني شيبان قال هانئ بن مسعود يا معشر بكر لا طاقة لكم في قتال كسرى فاركنوا إلى الفلاة فسارع الناس إلى ذلك فوثب حنظلة بن ثعلبه العجلي وقال يا هانئ أردت نجاتنا فألقيتنا في الهلكة ورد الناس وقطع وضن الهوادج وهي الحزم للرحال فسمي ( مقطع الوضن ) وضرب على نفسه قبة وأقسم أن لا يفر حتى تفر القبة فرجع الناس واستقوا ماء لنصف شهر فأتتهم العجم فقاتلهم بالجنود فانهزمت العجم خوفا من العطش إلى الجبايات فتبعتهم بكر وعجل وأبلت يومئذ بلاء حسنا اصطفت عليهم جنود العجم فقال الناس هلكت عجل ثم حملت بكر فوجدت عجلا تقاتل وامرأة منهم تقول:
( إن يظفروا يحرزوا فينا الغرل ... إيها فداء لكم بني عجل )
فقاتلوهم ذلك اليوم ومالت العجم إلى بطحاء ذي قار خوفا من العطش فأرسلت إياد إلى بكر وكانوا مع الفرس وقالوا لهم إن شئتم هربنا الليلة وإن شئتم أقمنا ونفر حين تلاقون الناس فقال بل تقيمون وتنهزمون إذا التقينا وقال زيد بن حسان السكوني وكان حليفا لبني شيبان فأطيعوني وأكمنوا لهم ففعلوا ثم تقاتلوا وحرض بعضهم بعضا وقالت ابنة القرين الشيبانية:
( إيها بني شيبان صفا بعد صف ... أن تهزموا يصبغوا فينا القلف)
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبهم لتخف أيديهم لضرب السيوف فجالدوهم وبارزا لها مرز فبرز إليه برد بن حارثة اليشكري فقله برد ثم حملت ميسرة بكر وميمنتها وخرج الكمين فشدوا على قلب الجيش وفيهم إياس بن قبيصة الطائي وولت إياد منهم منهزمة كما وعدتهم فانهزمت الفرس واتبعتهم بكر تقتل ولا تلتفت إلى سلب وغنيمة وقال الشعراء في وقعة ذي قار فأكثروا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|