تأسست هذه الامارة على تخوم فارس, وكان اصحابها من العرب الذين ينتسبون الى قبيلة لخم اليمنية , يتوارث فيها احد افراد الاسرة اسرة الامير ثم يثبته ملك الملوك الفارسي في مركزه. وبلغ عرب الحيرة مراتب هامة لانهم شكلوا حلقة الاتصال بين الجزيرة العربية وبلاد فارس خاصة خلال عهد اميرهم النعمان الاول.

ولقد تابع هؤلاء القوم رحلة التطور والتمدن والقوة خلال عهد المنذر الثالث, ولا يغفل عن الذكر النعمان بن المنذر الخامس الذي اختلف مع الملك الفارسي كسرى, وسنة 602م الغت الدولة الفارسية الاستقلال الذاتي الذي تمتع به اللخمينيون لفترات طويلة وعينوا من قبلهم حاكما فارسيا تخضع له القبائل العربية وبقيت الحال كذلك حتى الفتح العربي سنة 633م.

وتروي المراجع التاريخية ان الفرس ادخلوا الى الحيرة اعدادا من الاسرى الرومان خلال حروبهم المتعددة معهم وهؤلاء تمازجوا مع السكان العرب وكانوا يحملون معهم تأثيراتهم الرومانية- البيزنطية. وبالانتقال نحو بلاد الشام سوف نعثر امارة اخرى كونها الغساسنة.