أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
1895
التاريخ: 5-10-2016
3300
التاريخ: 5-10-2016
2191
التاريخ: 5-10-2016
2655
|
للدنيا ماهية في نفسها و ماهية في حق العبد ، أما ماهية الدنيا و حقيقتها في نفسها ، فعبارة عن أعيان موجودة : هي الأرض و ما عليها و الأرض هي العقار و الضياع و أمثالهما ، و ما عليها تجمعه المعادن و النبات و الحيوان ، و المعادن تطلب لكونها إما من الآلات والزينة كالنحاس و الرصاص و الجواهر و أمثالها ، أو من النقود كالذهب و الفضة ، و النبات يطلب لكونه من الأقوات أو الأدوية ، و الحيوانات تطلب إما لملكية أبدانها و استخدامها كالعبيد و الغلمان أو لملكية قلوبها و تسخيرها ليترتب عليه التعظيم و الإكرام و هو الجاه ، أو للتمتع و التلذذ بها كالجواري و النسوان ، أو للقوة و الاعتضاد كالأولاد , هذه هي الأعيان المعبر عنها بالدنيا ، و قد جمعها اللّه سبحانه في قوله : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آل عمران: 14].
وحب جميع ذلك من رذائل قوة الشهوة ، إلا حب تسخير القلوب لقصد الغلبة و الاستيلاء ، فإنه من رذائل قوة الغضب , و بذلك يظهر أن حب الدنيا المتعلق بقوة الشهوة أعم من الشره بأول تفسيريه .
وأما ماهيتها في حق العبد ، فعبارة عن جميع ما له قبل الموت ، كما أن بعد الموت عبارة عن الآخرة ، فكل ما للعبد فيه نصيب و شهوة و حظ و غرض و لذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الدنيا في حقه ، و للعبد فيه علاقتان ، علاقة بالقلب : و هو حبه له ، و علاقة بالبدن : و هو إشغاله بإصلاحه ، ليستوفي منه حظوظه , إلا أن جميع ما له إليه ميل و رغبة ليس بمذموم وذلك لأن ما يصحبه في الدنيا و تبقى ثمرته معه بعد الموت - أعني العلم النافع و العمل الصالح - فهو من الآخرة في الحقيقة ، و إنما سمي بالدنيا باعتبار دنوه ، فإن كلا من العالم و العابد قد يلتذ بالعلم و العبادة بحيث يكون ذلك ألذ الأشياء عنده ، فهو و إن كان حظا عاجلا له في الدنيا إلا أنه ليس من الدنيا المذمومة ، بل هو من الآخرة في الحقيقة ، و إن عد من الدنيا من حيث دخوله في الحس و الشهادة ، فإن كل ما يدخل فيهما فهو من عالم الشهادة - أعني الدنيا - و لذا جعل نبينا (صلّى اللّه عليه و آله) الصلاة من الدنيا ، حيث قال : «حبب إلي من دنياكم ثلاث : الطيب و النساء ، و قرة عيني في الصلاة» ، مع أنها من أعمال الآخرة.
فالدنيا المذمومة عبارة عن حظ عاجل ، لا يكون من أعمال الآخرة و لا وسيلة إليها ، و ما هو إلا التلذذ بالمعاصي و التنعم بالمباحات الزائدة على قدر الضرورة في تحصيل العلم و العمل.
وأما قدر الضرورة من الرزق ، فتحصيله من الأعمال الصالحة - كما نطقت به الأخبار- قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : العبادة سبعون جزءا ، أفضلها طلب الحلال».
وقال (صلّى اللّه عليه و آله): ملعون من ألقى كله على الناس» , وقال السجاد (عليه السّلام) : «الدنيا دنياءان : دنيا بلاغ ، و دنيا ملعونة» , وقال الباقر (عليه السلام) : «من طلب الدنيا استعفافا عن الناس ، و سعيا على أهله ، و تعطفا على جاره ، لقى اللّه - عز و جل - يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر» , وقال الصادق (عليه السّلام) : «الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه» , وقال (عليه السّلام) «إن اللّه تبارك و تعالى ليحب الاغتراب في طلب الرزق» وقال (عليه السّلام) : «ليس منا من ترك دنياه لآخرته و لا آخرته لدنياه» , وقال (عليه السّلام) : «لا تكسلوا في طلب معايشكم ، فإن آباءنا كانوا يركضون فيها و يطلبونها» , وقال له (عليه السّلام) رجل : «إنا لنطلب الدنيا و نحب أن نؤتاها ، فقال : تحب أن تصنع بها ما ذا؟ , قال : أعود بها على نفسي وعيالي ، و أصل بها و أتصدق ، و أحج و أعتمر، فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة» , وكان أبو الحسن (عليه السّلام) يعمل في أرض قد استنقعت قدماه في العرق ، فقيل له : «جعلت فداك! أين الرجال؟ , فقال : و قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه و من أبي ، فقيل : و من هو؟ , فقال : رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أمير المؤمنين و آبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، و هو من عمل النبيين و المرسلين و الأوصياء و الصالحين».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|