أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2022
1971
التاريخ: 5-10-2016
2268
التاريخ: 5-10-2016
1976
التاريخ: 7-11-2021
2719
|
قال اللّه تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف : 45].
وقال النّبي (صلى الله عليه واله): «الدّنيا حلم(1) , و أهلها عليها مجازون معاقبون»(2) , و قال (صلى الله عليه واله) في قلة ما بقي من الدّنيا بالاضافة إلى ما سبق مثل «هذه الدّنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقي متعلقا بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع»(3) , و قال (صلى الله عليه واله): «ما الدنيا في الاخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم اصبعه في اليم فلينظر بم يرجع إليه»(4) , من الاصل و كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى سلمان (رضي الله عنه) بمثالها فقال «مثل الدنيا مثل الحيّة يلين مسها و يقتل سمها ، فاعرض عمّا يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما أيقنت من فراقها ، و كن آنس ما تكون منها أحذر ما تكون منها ، فان صاحبها كلّما اطمأن منها إلى سرور أشخصته عنه مكروهة و السلام»(5).
«وكان الحسن بن عليّ (عليه السلام) يتمثل بهذا البيت : يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها ان اغترارا بظلّ زائل حمق»(6) , وقال الباقر (عليه السلام) في حديث جابر : «فانزل الدّنيا كمنزل نزلته ثمّ ارتحلت منه ، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شيء ، قال إني انما ضربت لك هذا مثلا لانها عند أهل اللبّ و العلم باللّه كفيء الظلال»(7).
و عنه (عليه السلام): «مثل الحريص على الدّنيا كمثل دودة القزّ كلما ازدادت على نفسها لفّا كان أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّا»(8).
و قال الصّادق (عليه السلام): «مثل الدّنيا مثل ماء البحر كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله»(9).
و روي إن عيسى (عليه السلام) «كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوزة شمطاء هتماء(10) عليها من كلّ زينة فقال لها : كم تزوّجت؟ , قالت : لا احصيهم قال : فكلّهم مات عنك أو كلّهم طلقك؟.
قالت : بل كلّهم قتلتهم فقال عيسى (عليه السلام): بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين كيف تهلكينهم واحدا واحدا و لا يكونون منك على حذر»(11) , و قال عيسى (عليه السلام): «الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها»(12).
وقال بعض الحكماء : ما أشبه حال الانسان و اغتراره بالدّنيا و غفلته عن الموت و ما بعده من الاهوال و انهماكه في اللذات الفانية العاجلة الممتزجة بالكدورات بشخص مدلى في بئر مشدود وسطه بحبل و في أسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه منتظر سقوطه فاتح فاه لالتقامه ، و في أعلى ذلك البئر جرذان أبيض و أسود لا يزال يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا و لا يفتران عن قرضه آنا من الانات ، و ذلك الشخص مع أنه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا قد أقبل على قليل عسل قد تلطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمع عليه زنابير كثيرة وهو مشغول بلطعه منهمك فيه ملتذّ بما أصاب منه مخاصم لتلك الزّنابير عليه ، قد صرف باله بأجمعه إلى ذلك غير ملتفت إلى ما فوقه و إلى ما تحته.
فالبئر هو الدنيا ، و الحبل هو العمر ، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت ، و الجرذان الليل و النهار القارضان للأعمار ، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدّنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام والزّنابير هم أبناء الدّنيا المتزاحمون عليها ، و ما أشد انطباق هذا المثال على الممثل له فنسأل اللّه الهداية و البصيرة ، و نعوذ به من الغفلة و الغواية.
______________
1- الحلم بالضم و بضمتين الرؤيا. ق.
2- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 202 , و تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 145.
3- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 148.
4- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 150.
5- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 147.
6- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 145.
7- الكافي : ج 2 , ص 133.
8- الكافي : ج 2 , ص 134.
9- الكافي : ج 2 , ص 136.
10- الشمط بالتحريك بياض شعر الرأس يخالط سواده و المرأة شمطاء , و الهتماء منكسرة الثنايا من اصولها.
11- تنبيه الخواطر : ج 1 ص 146.
12- تنبيه الخواطر : ج 1 ص 147.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|