المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حب الجاه و المدح و الثناء  
  
1926   02:36 مساءاً   التاريخ: 5-10-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص130-132.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / حب الدنيا والرئاسة والمال /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016 1909
التاريخ: 31-8-2022 1887
التاريخ: 2024-05-25 697
التاريخ: 5-10-2016 1981

أن من غلب على قلبه حبّ الجاه صار مقصورا لهم على مراعاة الخلق ، مشغوفا بالتودّد إليهم و المراياة لأجلهم ، و لا يزال في أقواله و افعاله ملتفتا إلى ما عظم منزلته عندهم ، و ذلك بذر النفاق و أصل الفساد ، و يجرّ ذلك لا محالة إلى التساهل في العبادات و المراياة بها و إلى اقتحام المحظورات للتوصّل بها إلى اقتناص القلوب.

ولذلك شبه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حبّ الشرف و المال ، و إفسادهما للدين بذئبين ضاريين‏(1)، و قال (صلى الله عليه واله): إنه ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل»(2) إذ النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول و الفعل وكل من طلب المنزلة في قلوب النّاس فيضطر إلى النفاق معهم و إلى‏ التظاهر بخصال حميدة و هو خال عنها ؛ و ذلك عين النفاق.

و علاجه العلمي أن يعلم أن السّبب الذي لاجله أحبّ الجاه و هو كمال القدرة على أشخاص النّاس و على قلوبهم إن صفى و سلم فآخره الموت، فليست من الباقيات الصالحات بل لو سجد له كل من على وجه الأرض و إلى خمسين سنة لا يبقى الساجد و لا المسجود له ، و يكون حاله كحال من مات قبله من ذوي الجاه مع المتواضعين له فهذا ينبغي أن يترك به الدين الذي هو الحياة الابدية التي لا انقطاع لها و من فهم الكمال الحقيقي و الكمال الوهمي كما سبق صغر الجاه في عينه إلا أن ذلك انما يصغر في عين من ينظر إلى الآخرة كأنه يشاهدها و يستحقر العاجلة ، و يكون الموت كالحاصل عنده.

و أبصار أكثر الخلق ضعيفة مقصورة على العاجلة لا يمتد نورها إلى مشاهدة العواقب كما قال اللّه تعالى : {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى : 16، 17] , و قال : {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة : 20، 21] , إلى غيرها من الايات.

فمن هذا حده فينبغي أن يعالج قلبه في حبّ الجاه بالعلم بالافات العاجلة ، و هو أن يتفكر في الاخطار التي يستهدف لها أرباب الجاه في الدنيا ، فان كل ذي جاه محسود مقصود بالايذاء و خائف على الدّوام على جاهه و محترز من أن يتغير منزلته في القلوب و القلوب أشد تغيّرا من القدر في غليانه ، و هي مردّدة بين الاقبال و الاعراض  فكل ما يبنى على قلوب الخلق يضاهي ما يبنى على امواج البحر ، فانّه لا ثبات له و الاشتغال بمراعاة القلوب و حفظ الجاه و دفع كيد الحساد و منع أذى الاعداء اشتغال عن اللّه و تعرض لمقته في العاجل و الاجل كل ذلك غموم عاجلة مكدّرة للذة الجاه فلا يفي في الدّنيا أيضا مرجوها بمخوفها فضلا عمّا يفوت في الاخرة فهذا ينبغي أن يعالج البصيرة الضعيفة ، و أما من نفذت بصيرته و قوي ايمانه فلم يلتفت إلى الدّنيا ، فهذا هو العلاج من حيث العلم.

و أما من حيث العمل فاسقاط الجاه عن قلوب الخلق بالانس و الخمول‏(2) , و القناعة بالقبول من الحلق و الاعتزال عن النّاس و الهجرة إلى مواضع الخمول ، فان المعتزل في بيته في البلدة التي هو بها مشهور لا يخلو عن حب المنزلة التي ترسخ له في القلوب بسبب عزلته ، فربّما يظن‏ أنه ليس محبّا لذلك الجاه و هو مغرور و إنما سكنت نفسه لأنها ظفرت بمقصودها.

ولو تغير الناس عما اعتقدوا فيه و ذموه او نسبوه إلى أمر غير لايق به جزعت نفسه و تألمت و ربما توصلت إلى الاعتذار من ذلك و إماطة ذلك الغبار عن قلوبهم و ربّما يحتاج في إزالة ذلك عن قلوبهم إلى كذب و تلبيس و لا يبالي به و به يتبين أنه بعد محب للجاه و المنزلة.

ولا يمكنه أن لا يحب المنزلة في قلوب الناس ما دام يطمع في الناس ، و لا يقطع الطمع عن الناس إلا بالقناعة فمن قنع استغنى عن النّاس و إذا استغنى لم يشتغل قلبه بالنّاس و لم يكن لقيام منزلته بالقلوب عنده وزن و يستعين على جميع ذلك بالاخبار الواردة في ذم الجاه و مدح الخمول مثل قولهم المؤمن لا يخلو من ذلة أو علّة أو قلة.

و حبّ المدح كحبّ الجاه حرمة و إباحة و نفعا و ضرا ، و علاجه علاج حبّ الجاه و علمه بان الصّفة الممدوح بها إن فقدت فاستهزاء و إن وجدت فالدنيوية كمال وهمي و الدينية موقوفة على الخاتمة.

و علاج كراهة الذم العلم بان الصّفة المذموم بها إن وجدت فتبصير للعيوب و فيه الفرح و الشغل بالازالة و إن فقدت فكفارة للذنوب و فيه الشّكر للّه و الترحم عليه حيث أهل نفسه كما قال النبي (صلى الله عليه واله): «اللهمّ اهد قومي فانّهم لا يعلمون»(3) , لما ان كسروا رباعيّته‏(4).

والانسان يفرح بما يذم عدوّه و هو شخص عدوّه نفسه فينبغي أن يفرح إذا سمع ذمّها و يشكر الذامّ عليها و يعتقد فطنته و ذكائه لما وقف على عيوبها ، فيكون ذلك كالتشفي له من نفسه و يكون غنيمة عنده إذ صار بالمذمة أوضع في أعين النّاس حتى لا يبتلى بفتنة الجاه و إذا سبقت إليه حسنات لم ينصب فيها فعساه يكون جبرا لعيوبه التي هو عاجز عن اماطتها ، و لو جاهد نفسه طول عمره في هذه الخصلة الواحدة و هي أن يستوي عنده ذامّه و مادحه  لكان له شغل شاغل فيه لا يتفرغ معه لغيره ، و بينه و بين السعادة عقبات كثيرة هذه إحدى تلك العقبات و لا يقطع شي‏ء منها إلا بالمجاهدة الشديدة في العمر الطويل.

___________________________

1- الذئب الضاري الذي اعتاد اكل لحوم الناس و قد مر الحديث بلفظه عن قريب.

2- تنبيه الخواطر: ج 1 ص 256.

3- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة و الحديث في الصحيح انه صلى اللّه عليه و آله قال حكاية عن نبي من الأنبياء حين ضربه قومه( المعنى) تنبيه الخواطر: ج 1 ص 99 و فيه:« اللهم اغفر لقومي ...».

4- الرباعيية بالفتح السن التي بين الثنية و الناب من كل جانب و الجمع الرباعيات. م.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.