أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
3873
التاريخ: 5-11-2014
3576
التاريخ: 5-11-2014
1928
التاريخ: 5-11-2014
1777
|
هو من ظريف البديع ، أن يسترسل الشاعر في تغزّله ، والخطيب في تفكّهه ، فيستظرف في أُسلوب بيانه ، يقترب من مطلوبه شيئاً فشيئاً ، ويدنو إليه على طريقة أهل الاستدلال في خُطىً حثيثة متواصلة ، بتمهيد مقدّمات منتهية إلى النتيجة المتوخّاة فيأتي بشواهد ودلائل ، ويقيس كما يقيس الفقيه المتكلّف ، ويبرهن على شاكلة الحكيم المتفلسف ، وهكذا يقترب من مقصوده مليّاً ... وهو فنّ من أساليب البيان ، دقيق مسّه ، رقيق رمسه ، قلّ مَن يتوفّق لمثله في قدرة الاستحواذ على مشاعر مَن سمع الخطاب ، ( إنّ من البيانِ لسحراً ) .
أنشد ابن المعتزّ لنفسه :
أسـرفتُ في الكتمانِ وذاك منّي دَهاني (1)
كـتمتُ حـبَّك حتّى كـتـمتُه كـتـماني
فـلم يـكن لـي بُدّ مِـن ذِكـره بلساني
قال ابن رشيق : وهذه الملاحة نفسها ، والظرف بعينه .
وقال أبو نؤاس :
سُـخِّنتَ مِـن شدّة البرودةِ حـ ـتـى صرتَ عندي كأنّك النارُ
لا يعجبِ السامعونَ من صفتيّ كـذلك الـثلجُ بـاردٌ حـارُّ
قاب ابن رشيق : فهذا مذهب كلامي فلسفي (2) .
قال ابن معصوم : وهذا النوع أَوّل من ذَكره الجاحظ : وهو عبارة عن أن يأتي البليغ بحجّة على ما يدّعيه على طريق المتكلّمين ، وهي أن تكون بعد تسليم المقدّمات مستلزمة للمدّعى (3) .
قال ابن أبي الإصبع : وزعم الجاحظ أنّه لا يوجد منه شيء في القرآن ، والكتاب مشحون به (4) ومنه محاججات إبراهيم ( عليه السلام ) مع قومه من قوله تعالى {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ} ـ إلى قوله ـ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ }[الأنعام : 80-83] ، وذكروا أنّ من أَوّل سورة الحج إلى قوله : {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [الحج : 7] خمس نتائج تُستنتج من عشر مقدّمات رتيبة .
وذكر أبو الحسن الرمّاني ـ في الضرب الخامس من باب المبالغة ـ : إخراج الكلام مخرج الشكّ للمبالغة في العدل والمظاهرة في الاحتجاج ، فمِن ذلك قوله تعالى : {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [سبأ : 24] . وقوله : {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف : 81] وعلى هذا النحو خرج مخرج قوله تعالى : {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} [الفرقان : 24] جاء على التسليم أنّ لهم مستقرّاً خيراً من جهة السلامة من الآلام ؛ لأنّهم ( أي المشركون ) ينكرون إعادة الأرواح إلى الأجساد ، فقيل : على هذا أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرّاً ، ومنه قوله : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم : 27] على التسليم أنّ أحدهما أهون من الآخر فيما يسبق إلى نفوس العقلاء (5) .
__________________
(1) دهى فلاناً : أصابه بداهية .
(2) العمدة : ج2 ص79 و80 .
(3) أنوار الربيع : ج4 ص356 .
(4) بديع القرآن : ص37 .
(5) النكت في إعجاز القرآن : ص105 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|