أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
3885
التاريخ: 19-09-2014
2321
التاريخ: 24-04-2015
2223
التاريخ: 5-11-2014
2634
|
في سنة 1959 ألَّف الأديب المصري المعروف مصطفى محمود كتاب « اللَّه والإنسان » ، وأنكر فيه وجود الخالق ، وألفت في الرد عليه كتاب « اللَّه والعقل » ، ثم تتبعته في مقالاته ومؤلفاته . . فقرأت له في مجلة « روز اليوسف » تاريخ 10 - 4 - 1967 مقالا أقر فيه بالبعث والحياة بعد الموت ، وأشرت إلى ذلك في بعض حواشي المجلد الأول من هذا التفسير ص 77 .
ومصطفى محمود أديب بطبعه ، غني بذكائه الفطري الذي يكشف الدقيق الغامض من أسرار اللغة ، وخير شاهد على هذه الحقيقة ما كتبه عن القرآن الكريم بمجلة « صباح الخير » تاريخ 1 - 1 - 1970 بعنوان « المعمار القرآني » نقتطف منه ما يلي :
« اني أحار في وصف الشعور الذي تلقيت به أول عبارة من القرآن . . فكانت كلماته تسعى إلى نفسي وكأنها مخلوق حي مستقل له حياته الخاصة . . وقد اكتشفت دون أن أدري حكاية الموسيقى الداخلية الباطنية في العبارة القرآنية ، وهذا سر من أعمق الأسرار في التركيب القرآني . . انه ليس بالشعر ولا بالنثر ولا بالكلام المسجوع ، وإنما هو بيان خاص من الألفاظ صيغت بطريقة تكشف عن الموسيقى الباطنية فيها . .
ان الموسيقى المألوفة تأتي من الخارج ، وتصل إلى الاذن من خارج العبارة ، وليس من داخلها ، بل من البحر والوزن والقافية ، أما موسيقى القرآن فتخلو من القافية والوزن والتشطير ومع ذلك فهي تقطر من كل حرف . . من أين ؟ وكيف ؟ هذا سر من أسرار القرآن لا يشاركه فيه أي تركيب أدبي . . انه محير لا ندري كيف يتم . . انه نسيج وحده بين كل ما كتب باللغة العربية سابقا ولاحقا .وتقليده محال » .
أجل ، ان تقليده محال . . وهنا يكمن سر الاعجاز . . وبعد أن قدم الكاتب العديد من الشواهد على هذه الحقيقة من كلمات اللَّه وآياته قال :
« وليست الموسيقى الباطنية هي كل ما انفردت به العبارة القرآنية ، بل ان مع هذه الموسيقى صفة أخرى تشعرك بأنها من صنع الخالق لا من صنع المخلوق . .
اسمع القرآن يصف العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة بكلمة رقيقة مهذبة لا تجد لها مثيلا ولا بديلا في أية لغة : { فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً} [الاعراف : 189 ].
هذه الكلمة تغشاها . . تغشاها . . يمتزج الذكر والأنثى كما يمتزج ظلان ، وكما تذوب الألوان بعضها في بعض . . هذا اللفظ العجيب يعبر به القرآن عن التداخل الكامل بين اثنين هو ذروة في التعبير . . لقد انفرد القرآن بخاصة عجيبة تحدث الخشوع في النفس ، وتؤثر في الوجدان والقلب بمجرد أن تلامس كلماته الأذن ، وقبل أن يبدأ العقل في العمل ، فإذا بدأ يحلل ويتأمل اكتشف أشياء جديدة تزيده خشوعا ، ولكنها مرحلة ثانية قد تحدث وقد لا تحدث ، قد تكشف الآية عن سرها وقد لا تكشف ، قد تؤتي البصيرة وقد لا تؤتي ، ولكن الخشوع ثابت ومستقر »
وهذه أيضا إحدى ظواهر الإعجاز في القرآن . . وختم الكاتب صاحب كتاب « اللَّه والإنسان » مقاله الطويل بقوله : « ان القرآن لفظا ومعنى من اللَّه الذي أحاط بكل شيء علما » .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|