المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

شرائط وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
10-8-2017
Gaussian Triangle Picking
8-2-2020
ماهي مميزات مبيدات الادغال المثبطة لعملية التركيب الضوئي؟
16-12-2021
Microminerals : Copper
16-12-2021
اوبرون اللاكتوز
12-1-2016
مكوّنات الاُمّة عند الحقوقيّين
12-02-2015


تأثيرات الأسرة الاجتماعية في الطفل  
  
2350   10:40 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص8ـ10
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

للأسرة تأثير ونفوذ اجتماعي في الطفل، فإحساس الحياة الاجتماعية الحالية والمستقبلية عند الطفل رهن بالأسس والّلبنات الاولية التي كونتها الاسرة، فتقدم او تخلف الفرد في محيط الحياة الاجتماعية يرتبط بالأسس والركائز التي تحققت في الاسرة في فترة الطفولة، ونستطيع في هذا المجال ان نذكر باختصار وإيجاز العديد من الآثار الاجتماعية، واهمها ما يلي :

1- التأثيرات الثقافية: الاسرة هي المسؤول عن وضع اللبنة الاولى في ثقافة الطفل و ذهنيته، في العلم والفكر. ورؤية الطفل وفلسفته للحياة، وردود افعاله تجاه الحوادث ومظاهرها، وكيفية تطبيق العادات والتقاليد، وطريقة اختيارها وانتقائها، ونوع اللغة والأدب واللهجة. وأنواع القيم المقدسة عند الطفل، كل ما ذكرناه غالباً ما ينشأ عن الأسرة ويصدر عنها.

والأسرة هي أفضل الطرق واهمها في انتقال التراث الثقافي للمجتمع الى الاجيال اللاحقة، والوسط الذي يصنع للوطن افراداً يتمتعون بفكر خاص، واسلوب حياتي معين.

وكذلك تنشأ وتتكون خصائصهم النفسية والمعنوية المرتبطة بالثقافة بما يتلقون ويُلقنون في الأسرة.

2- التأثيرات السياسية: يتعلم الطفل أولى دروسه السياسية من الاسرة، وتؤثر طريقة تفكير الوالدين وعملهما في مجال الحرية والاحزاب، والقوانين، والمقررات، والجيش والتعبئة، والعلاقات الوطنية، والدولية، والحكومة، وإدارة المجتمع، في ذهنية الطفل وطريقة تفكيره، وما أكثر المواقف الايجابية والسلبية التي يتخذها فرد ما تجاه حادثة معينة والتي تنتقل عن طريق الاسرة الى الطفل، فتصرف الطفل بناءً على تلك التعاليم والمواقف التي تنشأ في غمرتها، فالأطفال وحتى الناشئة والشباب يتبنون مواقف والديهم وطرق تفكيرهم ويطبقون ما رأوه وسمعوه في محيطهم الاسري.

3- من الناحية الاقتصادية: غالباً ما تنشأ نظرة الطفل ورؤيته الإيجابية او السلبية تجاه العمل والسعي والجد، وقبول او رفض الطفل لشغل معين، ناتج عما يتلقنه ويتعلمه في محيطه الاسري، فالأب الذي يظهر الملل والتعب تجاه إنجاز عمله اليومي، والام التي تظهر تنفراً وعدم رضىً عن عمل زوجها، يزرعان النفور والكره في نفسية الطفل تجاه عمل وشغل ما بشكل تلقائي.

المواقف المتخذة تجاه الانتاج والاستهلاك، وتبني البخل او الاسراف، والتقنين او التبذير، والاقتار او البذل، والآراء تجاه الثروة والمال، والنظرة تجاه الملكية او الاشتراكية، والتقتير او السخاء، التي لها اهمية في الأخلاق الاقتصادية، كل ذلك له اثره الايجابي او السلبي في نفسية الطفل.

4- من ناحية الروابط والعلاقات: باختصار، إن كل جوانب المحيط العائلي تعد درساً حقيقاً: استقامة الوالدين او انحرافهم، صفاؤهم او كدورتهم، تعاملهم الحسن أو السيء، روابطهم الانسانية ووصلهم ارحامهم، والانس والألفة مع الناس، الابتعاد او الانزواء عنهم، طريقة المحاكمة والتفكير واسلوب المعاملة، ومقدار الجزاء والمكافأة ونوعها كل ذلك درس ومعلم حقيقي للطفل.

يسعى الطفل من خلال ارتباطه الدائم بوالديه وانسه بهم والفته معهم، وعلاقته الحارة والودية،

واوضاع حياته العائلية النقية الى تطبيق وتنفيذ كل ما يشاهده ويراه في أسرته، وبناءً على هذا يحق لنا الادعاء بأن مستقبل الطفل بيد والديه، وهذا الأمر يصدق حتى سن التمييز والتكليف، وبشكل عام فإن المدنية والظروف السياسية والاجتماعية تنشأ عادة عن الأسر ، وإذا اردنا الإصلاح فيجب ان نبدأ ذلك من الاسرة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.