المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



قال المأمون عن الرضا  
  
3228   09:22 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص56-58.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

اعلن المأمون الملك العباسي فضل الامام الرضا و سمو مكانته و منزلته في كثير من المناسبات و هذه بعضها:

أ- قال المأمون للفضل بن سهل و أخيه: ما أعلم أحدا افضل من هذا الرجل‏ - يعني الامام علي بن موسى- على وجه الأرض فالأمام حسب قول المأمون أعلم علماء الدنيا و افضلهم في جميع انحاء المعارف و العلوم.

ب- اشاد المأمون بالأمام الرضا (عليه السّلام) في رسالته التي بعثها للعباسيين الذين نقموا عليه تقليده للامام بولاية العهد قال: ما بايع له المأمون - أي للامام الرضا- الا مستبصرا في أمره عالما بأنه لم يبق أحد على ظهرها - أي على ظهر الأرض- أبين فضلا و لا أظهر عفة و لا أورع ورعا و لا أزهد زهدا في الدنيا و لا أطلق نفسا و لا أرضى في الخاصة و العامة و لا أشد في ذات اللّه منه و ان البيعة له لموافقة لرضى الرب .

و حددت هذه الكلمات بعض الصفات الرفيعة الماثلة في الامام (عليه السّلام) و التي تميز بها على غيره و هي:

أ- إن الامام أبين الناس فضلا و علما.

ب- انه أعف انسان على وجه الأرض.

ج- إنه أزهد الناس في مباهج الحياة و زينتها.

ه- انه أندى الناس كفا و أوفرهم جودا و عطاء للمحرومين.

و- ان الخاصة و العامة قد اجمعت على الاقرار له بالفضل و لم يظفر بذلك أحد غيره.

ز- انه من أشد الناس في ذات اللّه فانه لا يخشى في جنب اللّه لومة لائم.

ح- ان بيعة المأمون للامام بولاية العهد كانت موافقة لرضى اللّه تبارك و تعالى.

ج- جاء في الوثيقة التي عهد بها بولاية العهد للامام (عليه السّلام) ما نصه: فكانت خيرته بعد استخارته للّه و اجهاد نفسه في قضاء حقه في عباده و بلاده في البيتين - أي البيت العباسي و الاسرة العلوية زادها اللّه شرفا- جميعا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما رأى من فضله البارع و علمه الناصع و ورعه الظاهر و زهده الخالص و تخليه من الدنيا و تسلمه من الناس و قد استبان له ما لم تزل الاخبار عليه متواطية و الالسن عليه متفقة و الكلمة فيه جامعة و لما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا و ناشئا و حدثا

و مكتملا فعقد له بالعهد و الخلافة من بعده .

و اشادت هذه الكلمات بالصفات الكريمة التي تميز بها الامام الرضا (عليه السّلام) على الاسرة العلوية و الاسرة العباسية و هي:

1- الفضل البارع و العلم الناصع.

2- الورع عن محارم اللّه تعالى.

3- عدم إساءته الى أي انسان فقد كان مصدر خير و رحمة للناس.

4- الزهد في الدنيا.

5- اجتماع كلمة المسلمين عليه.

و قد عرف المأمون هذه الصفات الرفيعة الماثلة في الامام و هي التي حفزته لترشيح الامام لولاية العهد حسبما يقول.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.