المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05

دور الإعلام المحلي
30-8-2019
انقسام الوجود إلى الذهنيّ والخارجيّ
1-07-2015
طرق معرفة النبي والامام
2-08-2015
الماء الصالح للاستخدام
20-3-2018
شبهات وردود حول الأصول الأربعمائة.
2023-11-15
Silicon Properties
30-10-2018


سخاء الامام الرضا  
  
3653   09:41 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص35-37.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

لم يكن شي‏ء في الدنيا أحبّ الى الامام الرضا (عليه السّلام) من الاحسان الى الناس و البر بالفقراء و قد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده و احسانه كان منها ما يلي:

1- انه انفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خرسان و ذلك في يوم عرفة فانكر عليه الفضل بن سهل و قال له: إن هذا المغرم ...

فأجابه الامام: بل هو المغنم لا تحدث مغرما ما ابتغيت به أجرا و كرما .

انه ليس من المغرم في شي‏ء صلة الفقراء و الاحسان الى الضعفاء ابتغاء مرضاة اللّه تعالى و انما المغرم هو الانفاق بغير وجه مشروع كأنفاق الملوك و الوزراء الأموال الطائلة على المغنيين و العابثين.

2- و وفد عليه رجل فسلم عليه و قال له: أنا رجل من محبيك و محبي آبائك و مصدري من الحج و قد نفذت نفقتي و ما معي ما أبلغ مرحلة فان رأيت أن‏ ترجعني الى بلدي فاذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك فقال له: اجلس رحمك اللّه و اقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا و بقي هو و سليمان الجعفري و حيثمة فاستأذن الامام منهم و دخل الدار ثم خرج ورد الباب و خرج من اعلى الباب و قال: أين الخرساني فقام إليه فقال (عليه السّلام) له: خذ هذه المائتي دينار و استعن بها في مئونتك و نفقتك و لا تتصدق بها عني و انصرف الرجل مسرورا قد غمرته نعمة الامام و التفت إليه سليمان فقال له: جعلت فداك لقد أجزلت و رحمت فلما ذا سترت وجهك عنه ...

فأجابه (عليه السّلام): انما صنعت ذلك مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته أ ما سمعت حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة و المذيع بالسيئة مخذول .. أ ما سمعت قول الشاعر:

متى آته يوما لأطلب حاجة       رجعت الى أهلي و وجهي بمائه‏

3- و من سخائه أنه اذا أتي بصحفة طعام عمد الى أطيب ما فيها من طعام و وضعه في تلك الصفحة ثم يأمر بها الى المساكين و يتلو هذه الآية {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [البلد: 11] ثم يقول: علم اللّه عز و جل أن ليس كل انسان يقدر على عتق رقبة فجعل له السبيل الى الجنة .

4- و من بوادر جوده و كرمه أن فقيرا قال له: أعطني على قدر مروتك ...

فأجابه الامام: لا يسعني ذلك ..

و التفت الفقير الى خطأ كلامه فقال ثانيا: اعطني على قدر مروّتي ...

و قابله الامام ببسمات فياضة بالبشر قائلا: اذن نعم ..

و أمر له بمائتي دينار ان مروءة الإمام لا تعد فلو اعطاه جميع ما عنده فان ذلك‏ ليس على قدر مروءته و رحمته التي هي امتداد لمروءة جده الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله).

5- و من معالي كرمه ما رواه أحمد بن عبيد اللّه عن الغفاري قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عليّ حق فتقاضاني و ألحّ علي فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ثم توجهت نحو الامام الرضا (عليه السّلام) و كان في العريض فلما قربت من بابه خرج و عليه قميص و رداء فلما نظرت إليه استحييت منه و وقف لما رآني فسلمت عليه و كان ذلك في شهر رمضان فقلت له: جعلت فداك لمولاك علي , عليّ حق شهرني فأمرني بالجلوس حتى يرجع فلم أزل في ذلك المكان حتى صليت المغرب و أنا صائم و قد مضى بعض الوقت فهممت بالانصراف فاذا الامام قد طلع و قد احاط به الناس و هو يتصدق على الفقراء و المحوجين و مضيت معه حتى دخل بيته ثم خرج فدعاني فقمت إليه و أمرني بالدخول الى منزله فدخلت و اخذت أحدثه عن أمير المدينة فلما فرغت من حديثي قال لي: ما أظنك أفطرت بعد قلت: لا فدعاني بطعام و أمر غلامه أن يتناول معي الطعام و لما فرغت من الافطار أمرني أن ارفع الوسادة و آخذ ما تحتها فرفعتها فاذا دنانير فوضعتها في كمي و أمر بعض غلمانه أن يبلغوني الى منزلي فمضوا معي و لما صرت الى منزلي دعوت السراج و نظرت الى الدنانير فاذا هي ثمانية و اربعون دينارا و كان حق الرجل علي ثمانية و عشرين دينارا و قد كتب على دينار منها ان حق الرجل عليك ثمانية و عشرون دينارا و ما بقي فهو لك‏ .

هذه بعض بوادر كرمه و هي تنم عن نفس خلقت للإحسان و البر و المعروف .. كما كان (عليه السّلام) يكرم الضيوف و يغدق عليهم بنعمه و احسانه و كان يبادر بنفسه لخدمتهم و قد استضافه شخص و كان الامام يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فبادر الضيف لا صلاحه فوثب الامام و اصلحه بنفسه و قال لضيفه: انا قوم لا نستخدم اضيافنا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.