المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

التوقيت الزمني للمراجعة والبدء بالمراجعة الجديدة (حفظ السجلات)
2024-08-06
رعمسيس الثالث ووصف أجزاء طيبة.
2024-10-14
معاني لفظ الوحي في القرآن
30-05-2015
دراسات مهمة حول قرص الشمس
5-5-2016
الاب الموحد
14-11-2017
استحباب الترتيل في القراءة ومعناه
17-9-2021


مناظرة الامام الرضا مع زنديق  
  
4182   10:16 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص151-153.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

خف زنديق متمرس في الزندقة و الالحاد الى الامام الرضا (عليه السّلام) و كان في مجلسه جماعة فالتفت الامام إليه قائلا: أ رأيت إن كان القول قولكم - من انكار اللّه تعالى- و ليس هو كما تقولون أ لسنا و إياكم شرعا سواء و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و اقررنا؟ ...

فسكت الزنديق أمام هذه الحجة الدامغة فانه لو كان الامر كما يذهب إليه الزنادقة من انكار اللّه تعالى فما الذي يضر الموحدين من صلاتهم و صومهم و اضاف الامام بعد ذلك قائلا: و ان لم يكن القول قولكم و هو كما نقول: أ لستم قد هلكتم و نجونا ...

و اراد الامام انه اذا انكشف الامر لهم من وجود الخالق العظيم المدبر لهذه الاكوان فقد هلك الملحدون و باؤوا بالخزي و العذاب الأليم و فاز المؤمنون و المتقون.

و قدم الزنديق الى الامام (عليه السّلام) الاسئلة التالية:

س 1- رحمك اللّه اوجدني كيف هو - يعني اللّه- و أين هو؟ ...

ج 1- ان الذي ذهبت إليه غلط و هو اين الأين و كان و لا أين و هو كيف الكيف و كان و لا كيف و لا يعرف بكيفوفته و لا بأينونته و لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء ...

ان اللّه تعالى نور السموات و الأرض و يستحيل ان يتصف بالأين و الكيف و غيرهما من صفات الممكن الذي مثاله الى العدم فهو سبحانه لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء.

س 2- إذن انه لا شي‏ء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس.

ج 2- ويلك لما عجزت حواسك عن ادراكه انكرت ربوبيته و نحن اذا عجزت حواسنا عن ادراكه ايقنّا أنه ربنا و انه شي‏ء بخلاف الأشياء ...

ان ادراك الحواس محدود كما و كيفا كما انها لا تدرك الاشياء الكثيرة من الممكنات فهي لا تدرك- مثلا- حقيقة الروح فكيف تدرك واجب الوجود تعالى و تقدس؟

س 3- اخبرني متى كان؟ ...

ج 3- اخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان؟ ...

لقد سخر الامام (عليه السّلام) من سؤاله فاللّه تعالى حقيقة مشرقة يبصره كل أحد بآثاره و عظيم صنعه و بدائع مخلوقاته ففي كل مرحلة من الوجود هو موجود و يستحيل ان يقال انه متى كان.

س 4- ما الدليل عليه؟ ...

ج 4- إني لما نظرت الى جسدي فلم يمكني فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فاقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا و منشئا ...

ان كل ذرة في هذا الكون تدلل على وجود الخالق العظيم المكون لها.

ان الانسان إذا نظر الى نفسه و الى ما فيه من الأجهزة و الخلايا العجيبة فانه يؤمن باللّه تعالى و في الحديث من عرف نفسه فقد عرف ربه لقد خلق اللّه تعالى الانسان في أحسن تقويم فلا يمكن الزيادة أو النقصان في أعضائه و من المعلوم ان خلق الانسان بهذه الدقة المذهلة يدل على وجود اللّه فان الأثر يدل على المؤثر و المعلول يدل على وجود علته - كما يقول المنطقيون- .

و من آيات اللّه تعالى دوران الفلك و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر قال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس : 40] ‏ فسبحان اللّه ما اكثر آياته التي تدلل عليه.

س 5- لم لا تدركه حاسة البصر؟ ...

ج 5- للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم و من غيرهم ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل ...

ان حاسة البصر و غيرها من حواس الانسان محدودة فكيف تدرك الخالق‏ العظيم أو تبصره و تنظر إليه انما تدرك و تبصر بعض الممكنات.

س 6- حده- أي اللّه تعالى- لي؟ ...

ج 6- لا حدّ ...

إن الحد إنما هو للممكنات و أما واجب الوجود فانه يستحيل عليه الحد.

س 7- لم- أي لما ذا لا يحد-؟.

ج 7- لأن كل متناه محدود متناه و إذا احتمل التحديد احتمل الزيادة و اذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود و لا متزايد و لا متناقص و لا متجزي و لا متوهم ...

لقد اقام الامام (عليه السّلام) البرهان على استحالة تحديد الواجب العظيم فان التحديد- كما ذكرنا- انما هو من شئون الممكنات.

س 8- أخبرني عن قولكم: إنه لطيف و سميع و بصير و عليم و حكيم أ يكون السميع لا بالاذن و البصير لا بالعين و اللطيف لا بعمل اليدين و الحكيم لا بالصنعة؟

ج 8- إن اللطيف منا- أي من المخلوقات- على حد ايجاد الصنعة أو ما رأيت أن الرجل اتخذ شيئا فيلطف في اتخاذه؟

فيقال: ما الطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل (لطيف) اذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركب في الحيوان منه أرواحها و خلق كل جنس مباينا من جنسه في الصورة و لا يشبه بعضه بعضا فكل به لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته.

ثم نظرنا الى الاشجار و حملها اطايبها المأكولة منها و غير المأكولة فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه و قلنا: إنه سميع لأنه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش الى الثرى من الذرة الى ما هو اكبر منها في برّها و بحرها و لا يشتبه عليه لغاتها فقلنا: إنه سميع لا بأذن و قلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء و يرى دبيب النمل في الليلة الدجية و يرى مضارها و منافعها و مفاسدها و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصر خلقه‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.