أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2016
3694
التاريخ: 15-10-2015
3614
التاريخ: 2023-03-22
1447
التاريخ: 4-8-2016
3060
|
خف زنديق متمرس في الزندقة و الالحاد الى الامام الرضا (عليه السّلام) و كان في مجلسه جماعة فالتفت الامام إليه قائلا: أ رأيت إن كان القول قولكم - من انكار اللّه تعالى- و ليس هو كما تقولون أ لسنا و إياكم شرعا سواء و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و اقررنا؟ ...
فسكت الزنديق أمام هذه الحجة الدامغة فانه لو كان الامر كما يذهب إليه الزنادقة من انكار اللّه تعالى فما الذي يضر الموحدين من صلاتهم و صومهم و اضاف الامام بعد ذلك قائلا: و ان لم يكن القول قولكم و هو كما نقول: أ لستم قد هلكتم و نجونا ...
و اراد الامام انه اذا انكشف الامر لهم من وجود الخالق العظيم المدبر لهذه الاكوان فقد هلك الملحدون و باؤوا بالخزي و العذاب الأليم و فاز المؤمنون و المتقون.
و قدم الزنديق الى الامام (عليه السّلام) الاسئلة التالية:
س 1- رحمك اللّه اوجدني كيف هو - يعني اللّه- و أين هو؟ ...
ج 1- ان الذي ذهبت إليه غلط و هو اين الأين و كان و لا أين و هو كيف الكيف و كان و لا كيف و لا يعرف بكيفوفته و لا بأينونته و لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشيء ...
ان اللّه تعالى نور السموات و الأرض و يستحيل ان يتصف بالأين و الكيف و غيرهما من صفات الممكن الذي مثاله الى العدم فهو سبحانه لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشيء.
س 2- إذن انه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس.
ج 2- ويلك لما عجزت حواسك عن ادراكه انكرت ربوبيته و نحن اذا عجزت حواسنا عن ادراكه ايقنّا أنه ربنا و انه شيء بخلاف الأشياء ...
ان ادراك الحواس محدود كما و كيفا كما انها لا تدرك الاشياء الكثيرة من الممكنات فهي لا تدرك- مثلا- حقيقة الروح فكيف تدرك واجب الوجود تعالى و تقدس؟
س 3- اخبرني متى كان؟ ...
ج 3- اخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان؟ ...
لقد سخر الامام (عليه السّلام) من سؤاله فاللّه تعالى حقيقة مشرقة يبصره كل أحد بآثاره و عظيم صنعه و بدائع مخلوقاته ففي كل مرحلة من الوجود هو موجود و يستحيل ان يقال انه متى كان.
س 4- ما الدليل عليه؟ ...
ج 4- إني لما نظرت الى جسدي فلم يمكني فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فاقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا و منشئا ...
ان كل ذرة في هذا الكون تدلل على وجود الخالق العظيم المكون لها.
ان الانسان إذا نظر الى نفسه و الى ما فيه من الأجهزة و الخلايا العجيبة فانه يؤمن باللّه تعالى و في الحديث من عرف نفسه فقد عرف ربه لقد خلق اللّه تعالى الانسان في أحسن تقويم فلا يمكن الزيادة أو النقصان في أعضائه و من المعلوم ان خلق الانسان بهذه الدقة المذهلة يدل على وجود اللّه فان الأثر يدل على المؤثر و المعلول يدل على وجود علته - كما يقول المنطقيون- .
و من آيات اللّه تعالى دوران الفلك و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر قال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس : 40] فسبحان اللّه ما اكثر آياته التي تدلل عليه.
س 5- لم لا تدركه حاسة البصر؟ ...
ج 5- للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم و من غيرهم ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل ...
ان حاسة البصر و غيرها من حواس الانسان محدودة فكيف تدرك الخالق العظيم أو تبصره و تنظر إليه انما تدرك و تبصر بعض الممكنات.
س 6- حده- أي اللّه تعالى- لي؟ ...
ج 6- لا حدّ ...
إن الحد إنما هو للممكنات و أما واجب الوجود فانه يستحيل عليه الحد.
س 7- لم- أي لما ذا لا يحد-؟.
ج 7- لأن كل متناه محدود متناه و إذا احتمل التحديد احتمل الزيادة و اذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود و لا متزايد و لا متناقص و لا متجزي و لا متوهم ...
لقد اقام الامام (عليه السّلام) البرهان على استحالة تحديد الواجب العظيم فان التحديد- كما ذكرنا- انما هو من شئون الممكنات.
س 8- أخبرني عن قولكم: إنه لطيف و سميع و بصير و عليم و حكيم أ يكون السميع لا بالاذن و البصير لا بالعين و اللطيف لا بعمل اليدين و الحكيم لا بالصنعة؟
ج 8- إن اللطيف منا- أي من المخلوقات- على حد ايجاد الصنعة أو ما رأيت أن الرجل اتخذ شيئا فيلطف في اتخاذه؟
فيقال: ما الطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل (لطيف) اذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركب في الحيوان منه أرواحها و خلق كل جنس مباينا من جنسه في الصورة و لا يشبه بعضه بعضا فكل به لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته.
ثم نظرنا الى الاشجار و حملها اطايبها المأكولة منها و غير المأكولة فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه و قلنا: إنه سميع لأنه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش الى الثرى من الذرة الى ما هو اكبر منها في برّها و بحرها و لا يشتبه عليه لغاتها فقلنا: إنه سميع لا بأذن و قلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء و يرى دبيب النمل في الليلة الدجية و يرى مضارها و منافعها و مفاسدها و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصر خلقه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|