المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Passive and anti-passive
24-1-2022
حُسْنُ الانتهاء
25-03-2015
من اتبع عليا عليه السلام على ذلك فهو الشيعي حقا (حقوق الاخوان)
22-12-2019
استراتيجيات حل المسائل الرياضية-2
15-4-2018
هاية مطاف الصراع بين الامام (ع) ومعاوية
13-4-2021
الهدف من بناء مسجد ضرار
8-10-2014


اثبات الرضا لعصمة الأنبياء  
  
3614   02:21 مساءاً   التاريخ: 15-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص559-561
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-8-2016 2748
التاريخ: 31-7-2016 3226
التاريخ: 1-8-2016 2930
التاريخ: 30-7-2016 4117

روى الصدوق في عيون أخبار الرضا : حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى  (عليه السلام)  فقال له المأمون يا ابن رسول الله أ ليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى قال فما معنى قول الله عز وجل فعصى آدم ربه فغوى فقال (عليه السلام) إن الله تبارك وتعالى قال لآدم {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] وأشار لهما إلى شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35] ولم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما

وقال {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 20، 21] ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عز وجل {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 121، 122] وقال عز وجل {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] .

فقال له المأمون فما معنى قول الله عز وجل {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف: 190] فقال له الرضا  (عليه السلام)  إن حواء ولدت لآدم وإن آدم (عليه السلام) وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه وقالا {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189] فلما  تاهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة وكان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تبارك وتعالى فتعالى الله عما يشركون ، فقال المأمون أشهد أنك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقا فأخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم (عليه السلام) فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فقال الرضا  (عليه السلام)  إن إبراهيم  (عليه السلام) وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السرب الذي اختفى فيه فلما جن عليه الليل فرأى الزهرة قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار فلما أفل الكوكب قال لا أحب الآفلين لأن الأفول من صفات المحدث لا

من صفات القديم {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } [الأنعام: 77] يقول لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين فلما أصبح ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على الإنكار والاستخبار لا على الأخبار والاقرار فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس يا قوم اني برئ مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما انا من المشركين وانما أراد  إبراهيم  (عليه السلام)  بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لا

تحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما قال الله عز وجل {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ } [الأنعام: 83].

قال المأمون بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان قال الرضا (عليه السلام) إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فقضى موسى على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات فقال هذا من عمل الشيطان يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى  (عليه السلام)  من قتله انه يعني الشيطان عدو مضل مبين .

فقال المأمون فما معنى قول موسى رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي قال يقول إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16] قال موسى رب بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة فلن أكون ظهيرا للمجرمين بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى فأصبح موسى (عليه السلام) في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه على آخر فقال له يا موسى انك لغوي مبين قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم لأؤدبنك وأراد أن يبطش به فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو من شيعته قال يا موسى أ تريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد الا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين .

قال المأمون جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن فما معنى قول موسى لفرعون فعلتها إذا وانا من الضالين قال الرضا  (عليه السلام)  إن فرعون قال لموسى لما اتاه وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال موسى فعلتها إذا وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) أ لم يجدك يتيما فاوى يقول أ لم يجدك وحيدا فاوى إليك الناس ووجدك ضالا يعني عند قومك فهدى أي هداهم إلى معرفتك ووجدك عائلا فاغنى يقول أغناك بان جعل دعاءك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران (عليه السلام) لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال فقال الرضا  (عليه السلام)  إن كليم الله موسى بن عمران علم أن الله تعالى غني عن أن يرى بالأبصار ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه فقالوا لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار سبعة آلاف ثم اختار منهم سبعمائة ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم فخرج بهم إلى الطور وسأل الله تعالى أن يكلمه ويسمعهم كلامه فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق أسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأن الله عز وجل أحدثه في الشجرة الزيتونة وجعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا لن نؤمن لك بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا فقال موسى يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله تعالى إياك فأحياهم الله وبعثهم معه فقالوا إنك لو سألت الله أن يريك تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى يا قوم إن الله

تعالى لا يرى بالأبصار ولا كيفية له وانما يعرف بآياته ويعلم باعلامه فقالوا لن نؤمن لك حتى تسأله فقال موسى يا رب انك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت اعلم بصلاحهم فأوحى الله تعالى إليه يا موسى سلني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه وهو يهوي فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل بآية من آياته جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك يقول رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي وانا أول المؤمنين منهم بأنك لا ترى .

فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن .

أخبرني عن قول الله عز وجل {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]فقال الرضا  (عليه السلام)  لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم يهم بذنب ولا يأتيه ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق  (عليه السلام)  أنه قال همت بان تفعل وهم بان لا يفعل .

فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا } [الأنبياء: 87] الآية فقال الرضا  (عليه السلام)  ذاك يونس بن متى  (عليه السلام)  ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن إن لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } [الفجر: 16] أي ضيق وقتر فنادى في الظلمات أي ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب الله تعالى له وقال عز وجل {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات: 143، 144]. فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن . فأخبرني عن قول الله عز وجل {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110] قال الرضا  (عليه السلام)  يقول الله عز وجل حتى إذا استيأس الرسل من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن .

فأخبرني عن قول الله عز وجل ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال الرضا  (عليه السلام)  لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما فلما جاءهم (صلى الله عليه وآله) بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا أ جعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب وانطلق الملأ  منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا في

الملة الآخرة إن هذا الا اختلاق فلما فتح الله عز وجل على نبيه (صلى الله عليه وآله) مكة قال له يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك

مغفورا بظهوره عليهم .

فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن .

أخبرني عن قول الله عز وجل {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ} [التوبة: 43] لهم قال الرضا  (عليه السلام)  هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة خاطب الله عز وجل بذلك نبيه وأراد به

أمته وكذلك قوله تعالى { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] وقوله عز وجل {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74] قال صدقت يا ابن رسول الله الحديث .

قال الصدوق هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع ما جاء من نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت  (عليه السلام)  (اه) .

وفي المناقب : قال ابن سنان كان المأمون يجلس في ديوان المظالم يوم الاثنين ويوم الخميس ويقعد الرضا  (عليه السلام)  على يمينه فرفع إليه أن صوفيا من أهل الكوفة سرق فامر باحضاره فرأى عليه سيماء الخير فقال سوأة لهذه الآثار الجميلة بهذا الفعل القبيح فقال الرجل فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا وقال الله تعالى فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فلا إثم عليه وقد منعت من الخمس والغنائم فقال وما حقك منها فقال قال الله {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الأنفال: 41] وانا من حملة القرآن وقد منعت كل سنة مني مائتي دينار بقول النبي (عليه السلام) فقال المأمون لا أعطل حدا من حدود الله وحكما من احكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه قال فابدأ أولا بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حدود الله عليها ثم على غيرك قال فالتفت المأمون إلى الرضا  (عليه السلام)  فقال ما يقول قال يقول إنه سرق فسرق قال فغضب المأمون ثم قال والله لأقطعنك قال أ تقطعني وأنت عبدي فقال ويلك أيش تقول قال أ ليست أمك اشتريت من مال الفيء فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب من المسلمين حتى يعتقوك وانا منهم وما أعتقتك والأخرى أن النجس لا يطهر نجسا انما يطهر طاهر ومن في جنبه حد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله تعالى يقول {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [البقرة: 44] فالتفت المأمون إلى الرضا  (عليه السلام)  فقال ما تقول قال إن الله عز وجل قال لنبيه  (عليه السلام)  قل فلله الحجة البالغة وهي التي تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج الرجل ، قال فامر باطلاق الرجل الصوفي وغضب على الرضا (عليه السلام) في السر ورواه الصدوق في العيون بسنده عن محمد بن سنان نحوه .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.