أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016
5484
التاريخ: 1-8-2016
3398
التاريخ: 4-8-2016
3052
التاريخ: 19-05-2015
3307
|
نقل المؤرخون و الرواة أن الامام الرضا (عليه السّلام) الف مجموعة من الكتب كان بعضها بطلب من المأمون و قد خاض في بعضها في بيان احكام الشريعة و مهمات مسائل الفقه كما دون في بعضها ما أثر عن جده الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) من الأحاديث و قد سمي هذا بمسند الامام الرضا (عليه السلام) و من بين مؤلفاته الرسالة الذهبية في الطب ذكر فيها الامام (عليه السّلام) ما يصلح بدن الانسان و مزاجه و ما يفسده و هي من امهات الكتب الموجزة في هذا الفن ... .
أوعز المأمون الى وزيره الفضل بن سهل أن يتشرف بمقابلة الامام الرضا (عليه السّلام) و يقول له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال و الحرام و الفرائض و السنن فانك حجة اللّه على خلقه و معدن العلم و أجاب الامام طلب المأمون و أمر بدواة و قرطاس فاحضرتا له و أمر الفضل أن يكتب فأملى عليه بعد البسملة هذه الرسالة الجامعة لغرر أحكام الشريعة و فيما يلي نصها:
حسبنا شهادة أن لا إله إلّا اللّه أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا قيوما سميعا بصيرا قويا قائما باقيا نورا عالما لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور خلق كل شيء ليس كمثله شيء لا شبه له و لا ضدّ و لا ند و لا كفو ..
ان محمدا عبده و رسوله و أمينه و صفوته من خلقه سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل العالمين لا نبي بعده و لا تبديل لمثله و لا تغيير و أنّ جميع ما جاء به محمد (صلّى اللّه عليه و آله) انه هو الحق المبين نصدق به و بجميع من مضى قبله من رسل اللّه و انبيائه و حججه و نصدق بكتابه الصادق {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42] و انه كتابه المهيمن على الكتب كلها و انه حق من فاتحته الى خاتمته نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصه و عامه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و أخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي بمثله و ان الدليل و الحجة من بعده أمير المؤمنين و القائم بأمور المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وصيه و الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و امام المتقين و قائد الغر المحجلين يعسوب المؤمنين و أفضل الوصيين بعد النبيين و بعده الحسن و الحسين (عليهما السّلام) واحدا بعد واحد الى يومنا هذا عترة الرسول و أعلمهم بالكتاب و السنة و أعدلهم بالقضية و اولاهم بالامامة في كل عصر و زمان و انهم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجة على أهل الدنيا حتى يرث اللّه الأرض و من عليها و هو خير الوارثين و ان كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدى و انهم المعبرون عن القرآن الناطقون عن الرسول بالبيان من مات لا يعرفهم باسمائهم و اسماء آبائهم مات ميتة جاهلية و ان من دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و اداء الامانة الى البر و الفاجر و طول السجود و القيام بالليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار و بذل المعروف و كف الأذى و بسط الوجه و النصيحة و الرحمة للمؤمنين.
و حكى هذا المقطع الثناء على اللّه تعالى و تمجيده و ذكر بعض صفاته كما حفل بالثناء على الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) و انه الملهم الأول لفكر الانسان بالخير و الفضل و انه هو الذي اختاره اللّه تعالى لرسالته و انقاذ عباده من حضيض الجهل و قد اتحفه تعالى بالمعجزة الخالدة و هي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فهو الدستور لإصلاح الانسان و معالجة جميع قضاياه و مشاكله.
كما عرض الامام (عليه السّلام) الى رائد الحق و العدالة في الاسلام وصي الرسول و خليفته من بعده الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) و إمام المتقين و أفضل الوصيين و أشاد (عليه السلام) بالأئمة الطاهرين الذين هم على الخير ادلة هذه الأمة الى الجنة و مسالكها الناطقون عن الرسول (صلى الله عليه واله) و المعبرون عن القرآن فقد ادوا أمانة اللّه و اوضحوا احكامه و بلغوا رسالته ..
و بعد هذا العرض شرع الامام (عليه السلام) في بيان جوامع الشريعة الغراء قال: الوضوء كما أمر اللّه في كتابه غسل الوجه و اليدين و مسح الرأس و الرجلين واحد فريضة و اثنان اسباغ و من زاد اثم و لم يوجر و لا ينقض الوضوء إلّا الريح و البول و الغائط و النوم و الجنابة.
و من مسح على الخفين فقد خالف اللّه و رسوله و كتابه و لم يجز عنه وضوءه و ذلك ان عليا (عليه السّلام) خالف في المسح على الخفين فقال له عمر: رأيت النبي (صلى الله عليه واله) يمسح فقال علي: قبل نزول سورة المائدة أو بعدها؟ قال: لا ادري قال علي: و لكني ادري ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لم يمسح على خفيه مذ نزلت سورة المائدة.
إن أول ما عرض له الامام (عليه السّلام) من مناهج الشريعة الغراء هو الوضوء الذي هو نور و طهارة للانسان و هو من المع مقدمات الصلاة التي يسمو بها الانسان و يتشرف بالاتصال بخالقه العظيم ...
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|