المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مدارس التفسير
15-11-2014
وصفة أكيدة لعلاج القلق
12-7-2019
أسباب ظهور قانون العمل
23-2-2017
مواصفات الاستبيان الجيد
3-4-2022
معنى كلمة نجد‌
10-1-2016
المتغيرات الجغرافية ذات العلاقة بالجريمة - الوضع الأسري
9-6-2022


رسالة الامام الرضا في جوامع الشريعة  
  
3738   10:36 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص178-180.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

نقل المؤرخون و الرواة أن الامام الرضا (عليه السّلام) الف مجموعة من الكتب كان بعضها بطلب من المأمون و قد خاض في بعضها في بيان احكام الشريعة و مهمات مسائل الفقه كما دون في بعضها ما أثر عن جده الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) من الأحاديث و قد سمي هذا بمسند الامام الرضا (عليه السلام) و من بين مؤلفاته الرسالة الذهبية في الطب ذكر فيها الامام (عليه السّلام) ما يصلح بدن الانسان و مزاجه و ما يفسده و هي من امهات الكتب الموجزة في هذا الفن ... .

أوعز المأمون الى وزيره الفضل بن سهل أن يتشرف بمقابلة الامام الرضا (عليه السّلام) و يقول له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال و الحرام و الفرائض و السنن فانك حجة اللّه على خلقه و معدن العلم و أجاب الامام طلب المأمون و أمر بدواة و قرطاس فاحضرتا له و أمر الفضل أن يكتب فأملى عليه بعد البسملة هذه الرسالة الجامعة لغرر أحكام الشريعة و فيما يلي نصها:

حسبنا شهادة أن لا إله إلّا اللّه أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا قيوما سميعا بصيرا قويا قائما باقيا نورا عالما لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور خلق كل شي‏ء ليس كمثله شي‏ء لا شبه له و لا ضدّ و لا ند و لا كفو ..

ان محمدا عبده و رسوله و أمينه و صفوته من خلقه سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل العالمين لا نبي بعده و لا تبديل لمثله و لا تغيير و أنّ جميع ما جاء به محمد (صلّى اللّه عليه و آله) انه هو الحق المبين نصدق به و بجميع من مضى قبله من رسل اللّه و انبيائه و حججه و نصدق بكتابه الصادق {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42] و انه كتابه المهيمن على الكتب كلها و انه حق من فاتحته الى خاتمته نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصه و عامه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و أخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي بمثله و ان الدليل و الحجة من بعده أمير المؤمنين و القائم بأمور المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وصيه و الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و امام المتقين و قائد الغر المحجلين يعسوب المؤمنين و أفضل الوصيين بعد النبيين و بعده الحسن و الحسين (عليهما السّلام) واحدا بعد واحد الى يومنا هذا عترة الرسول و أعلمهم بالكتاب و السنة و أعدلهم بالقضية و اولاهم بالامامة في كل عصر و زمان و انهم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجة على أهل الدنيا حتى يرث اللّه الأرض و من عليها و هو خير الوارثين و ان كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدى و انهم المعبرون عن القرآن الناطقون عن الرسول بالبيان من مات لا يعرفهم باسمائهم و اسماء آبائهم مات ميتة جاهلية و ان من دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و اداء الامانة الى البر و الفاجر و طول السجود و القيام بالليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار و بذل المعروف و كف الأذى و بسط الوجه و النصيحة و الرحمة للمؤمنين.

و حكى هذا المقطع الثناء على اللّه تعالى و تمجيده و ذكر بعض صفاته كما حفل بالثناء على الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) و انه الملهم الأول لفكر الانسان بالخير و الفضل و انه هو الذي اختاره اللّه تعالى لرسالته و انقاذ عباده من حضيض الجهل و قد اتحفه تعالى بالمعجزة الخالدة و هي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فهو الدستور لإصلاح الانسان و معالجة جميع قضاياه و مشاكله.

كما عرض الامام (عليه السّلام) الى رائد الحق و العدالة في الاسلام وصي الرسول و خليفته من بعده الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) و إمام المتقين و أفضل الوصيين و أشاد (عليه السلام) بالأئمة الطاهرين الذين هم على الخير ادلة هذه الأمة الى الجنة و مسالكها الناطقون عن الرسول (صلى الله عليه واله) و المعبرون عن القرآن فقد ادوا أمانة اللّه و اوضحوا احكامه و بلغوا رسالته ..

و بعد هذا العرض شرع الامام (عليه السلام) في بيان جوامع الشريعة الغراء قال: الوضوء كما أمر اللّه في كتابه غسل الوجه و اليدين و مسح الرأس و الرجلين واحد فريضة و اثنان اسباغ و من زاد اثم و لم يوجر و لا ينقض الوضوء إلّا الريح و البول و الغائط و النوم و الجنابة.

و من مسح على الخفين فقد خالف اللّه و رسوله و كتابه و لم يجز عنه وضوءه و ذلك ان عليا (عليه السّلام) خالف في المسح على الخفين فقال له عمر: رأيت النبي (صلى الله عليه واله) يمسح فقال علي: قبل نزول سورة المائدة أو بعدها؟ قال: لا ادري قال علي: و لكني ادري ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لم يمسح على خفيه مذ نزلت سورة المائدة.

إن أول ما عرض له الامام (عليه السّلام) من مناهج الشريعة الغراء هو الوضوء الذي هو نور و طهارة للانسان و هو من المع مقدمات الصلاة التي يسمو بها الانسان و يتشرف بالاتصال بخالقه العظيم ...




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.