أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016
3044
التاريخ: 27-7-2016
3098
التاريخ: 19-05-2015
4361
التاريخ: 28-7-2016
3119
|
نقل المغفور له الفاضل عبد الصاحب الدجيلي نص القصيدة في ديوان دعبل عن جمهرة من المصادر المخطوطة و المطبوعة و نحن ننقلها عنه و هذا نصها:
تجاوبن بالارنان و الزفرات نوائح عجم اللفظ و النطقات
يخبرن بالانفاس عن سر أنفس أسارى هوى ماض و آخر آت
فاسعدن أو اسعفن حتى تقوضت صنوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المها سلام شج صب على العرصات
فعهدي بها خضر المعاهد مألفا من العطرات البيض و الخفرات
ليالي يعدّين الوصال على القلى و بعدي تدانينا على الغربات
و إذ هن يلحظن العيون سوافرا و يسترن بالايدي على الوجنات
و إذ كل يوم لي بلحظي نشوة يبيت لها قلبي على نشوات
فكم حسرات هاجها بمحسر وقوفي يوم الجمع من عرفات
أ لم تر للأيام ما جرّ جورها على الناس من نقص و طول شتات
و من دول المستهترين و من غدا بهم طالبا للنور في الظلمات
فكيف و من أنى يطالب زلفة الى اللّه بعد الصوم و الصلوات
سوى حب ابناء النبي و رهطه و بغض بني الزرقاء و العبلات
و هند و ما ادت سمية و ابنها اولو الكفر في الاسلام و الفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب و فرضه و محكمه بالزور و الشبهات
و لم تك إلّا محنة كشفتهم بدعوى ضلال من هن و هنات
تراث بلا قربى و ملك بلا هدى و حكم بلا شورى بغير هدات
رزايا ارتنا خضرة الأفق حمرة وردت اجاجا طعم كل فرات
و ما سهلت تلك المذاهب فيهم على الناس إلّا بيعة الفلتات
و ما نال أصحاب السقيفة إمرة بدعوى تراث بل بأمر ترات
و لو قلدوا الموصى إليه زمامها لزمت بمأمون من العثرات
أخا خاتم الرسل المصفى من القذى و مفترس الأبطال في الغمرات
فان جحدوا كان الغدير شهيده و بدر و أحد شامخ الهضبات
و آي من القرآن تتلى بفضله و ايثاره بالقوت في اللزبات
وغر خلال ادركته بسبقها مناقب كانت فيه مؤتنفات
مناقب لم تدرك بكيد و لم تنل بشيء سوى حد القنا الذربات
نجي لجبريل الأمين و أنتم عكوف على العزى معا و مناة
بكيت لرسم الدار من عرفات و اذريت دمع العين بالعبرات
و فكّ عرى صبري و هاجت صبابتي رسوم ديار اقفرت و عرات
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول اللّه بالخيف من منى و بالركن و التعريف و الجمرات
ديار علي و الحسين و جعفر و حمزة و السجاد ذي الثفنات
ديار لعبد اللّه و الفضل صنوه نجي رسول اللّه في الخلوات
منازل وحي اللّه ينزل بينها على أحمد المذكور في السورات
منازل قوم يهتدى بهداهم فتؤمن منهم زلة العثرات
منازل كانت للصلاة و للتقى و للصوم و التطهير و الحسنات
منازل جبريل الأمين يحلها من اللّه بالتسليم و الرحمات
منازل وحي اللّه معدن علمه سبيل رشاد واضح الطرقات
ديار عفاها جور كل منابذ و لم تعف للأيام و السنوات
فيا وارثي علم النبي و آله عليكم سلام دائم النفحات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها متى عهدها بالصوم و الصلوات
و اين الألى شطت بهم غربة النوى أفانين في الآفاق مفترقات
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا و هم خير سادات و خير حماة
مطاعيم في الاعسار في كل مشهد لقد شرفوا بالفضل و البركات
و ما الناس إلّا حاسد و مكذب و مضطعن ذو إحنة و ترات
اذا ذكروا قتلى ببدر و خيبر و يوم حنين اسبلوا العبرات
فكيف يحبون النبي و رهطه و هم تركوا أحشاءهم و غرات
لقد لاينوه في المقال و اضمروا قلوبا على الاحقاد منطويات
فان لم تكن إلّا بقربى محمد فهاشم أولى من هن و هنات
سقى اللّه قبرا بالمدينة غيثه فقد حل فيه الأمن بالبركات
نبي الهدى صلى عليه مليكه و بلغ عنه روحه التحفات
و صلى عليه اللّه ما ذرّ شارق و لاحت نجوم الليل مبتدرات
أ فاطم لو خلت الحسين مجدلا و قد مات عطشانا بشط فرات
اذن للطمت الخد فاطم عنده و أجريت دمع العين في الوجنات
أ فاطم قومي يا بنة الخير و اندبي نجوم سماوات بارض فلاة
قبور بكوفان و أخرى بطيبة و أخرى بفخ نالها صلوات
و أخرى بأرض الجوزجان محلها و قبر بباخمرى لدى الغربات
و قبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
فأما الممضات التي لست بالغا مبالغها مني بكنه صفات
قبور لدى النهر من ارض كربلا معرسهم فيها بشط فرات
توفوا عطاشا بالفرات فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي
الى اللّه اشكو لوعة عند ذكرهم سقتني بكأس الذل و الفظعات
أخاف بأن أزدارهم فيشوقني مصارعهم بالجزع فالنخلات
تقسمهم ريب الزمان كما ترى لهم عفرة مغشية الحجرات
سوى أن منهم بالمدينة عصبة مدى الدهر انضاء من اللزبات
قليلة زوار سوى بعض زور من الضبع و العقبان و الرخمات
لهم كل حين نومة بمضاجع ثوت في نواحي الأرض مختلفات
و قد كان منهم بالحجاز و أهلها مغاوير يختارون في السروات
تنكب لأواء السنين جوارهم فلا تصطليهم جمرة الجمرات
حمى لم تزره المذنبات و أوجه تضيء لدى الاستار في الظلمات
اذا أوردوا خيلا تسعر بالقنا مساعر جمر الموت و الغمرات
و إن فخروا يوما أتوا بمحمد و جبريل و الفرقان و السورات
وعدوا عليا ذا المناقب و العلا و فاطمة الزهراء خير بنات
و حمزة و العباس ذا الهدي و التقى و جعفرا الطيار في الحجبات
اولئك لا منتوج هند و حزبها سمية من نوكى و من قذرات
ستسأل تيم عنهم و عديها و بيعتهم من افجر الفجرات
هم منعوا الآباء من أخذ حقهم و هم تركوا الابناء رهن شتات
و هم عدلوها عن وصي محمد فبيعتهم جاءت على الغدرات
ملامك في أهل النبي فانهم أحباي ما عاشوا و أهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لأمري فانهم على كل حال خيرة الخيرات
نبذت إليهم بالمودة صادقا و سلمت نفسي طائعا لولاتي
فيا رب زدني من يقيني بصيرة و زد حبهم يا رب في حسناتي
سأبكيهم ما حج للّه راكب و ما ناح قمري على الشجرات
بنفسي أنتم من كهول و فتية لفك عناة أو لحمل ديات
و للخيل لما قيد الموت خطوها فأطلقتم منهن بالذربات
أحب قصي الرحم من أجل حبكم و أهجر فيكم أسرتي و بناتي
و أكتم حبيكم مخافة كاشح عنيد لأهل الحق غير موات
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة فقد آن للتسكاب و الهملات
لقد حفت الأيام حولي بشرها و إني لأرجو الأمن بعد وفاتي
أ لم تر أني من ثلاثين حجة أروح و أغدو دائم الحسرات
ارى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات
فكيف أداوي من جوى بي و الجوى أمية أهل الفسق و التبعات
فآل رسول اللّه نحف جسومهم و آل زياد حفل القصرات
بنات زياد في القصور مصونة و آل رسول اللّه في الفلوات
سأبكيهم ما ذرّ في الأرض شارق و نادى منادى الخير بالصلوات
و ما طلعت شمس و حان غروبها و بالليل أبكيهم و بالغدوات
ديار رسول اللّه اصبحن بلقعا و آل زياد تسكن الحجرات
و آل رسول اللّه تدمى نحورهم و آل زياد آمنوا السربات
و آل رسول اللّه تسبى حريمهم و آل زياد ربه الحجلات
اذا وتروا مدوا إلى واتريهم اكفا عن الأوتار منقبضات
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع نفسي إثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم اللّه و البركات
يميز فينا كل حق و باطل و يجزي على النعماء و النقمات
سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم كفاني ما القى من العبرات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس ابشري فغير بعيد كل ما هو آت
و لا تجزعي من مدة الجور إنني ارى قوتي قد آذنت بشات
فان قرب الرحمن من تلك مدتي و أخر من عمري لطول حياتي
شفيت و لم أترك لنفسي رزية و رويت منهم منصلي و قناتي
فإني من الرحمن ارجو بحبهم حياة لدى الفردوس غير بتات
عسى اللّه أن يأوي لذا الخلق انه الى كل قوم دائم اللحظات
فان قلت عرفا أنكروه بمنكر و غطوا على التحقيق بالشبهات
أحاول نقل الشمس عن مستقرها و اسمع احجارا من الصلدات
فمن عارف لم ينتفع و معاند يميل مع الأهواء و الشهوات
قصاري منهم أن أموت بغصة تردد في صدري و في اللهوات
كأنك بالاضلاع قد ضاق رحبها لما ضمنت من شدة الزفرات
و انتهت هذه القصيدة العصماء التي نالت رضا الامام و دعاءه لدعبل بالفوز يوم الفزع الأكبر.
و قد تأثر الامام كأشد ما يكون التأثر في الابيات التي رثى بها دعبل الامام الحسين (عليه السّلام) فقد بكى الامام أمر البكاء و أغمي عليه غير مرة فقد نخبت قلبه فاجعة كربلاء و كان يقول: إن أمر الحسين أسهر جفوننا و أسبل دموعنا و اذل عزيزنا يا ارض كرب و بلاء اورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام .
و يشتد حزن الامام و يتضاعف أساه إذا حل شهر المحرم و قد قال: كان أبي صلوات اللّه عليه إذا دخل شهر محرم لا يرى ضاحكا و كانت الكارثة تغلبه حتى تمضي منه عشرة أيام فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه و كان يقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين .
و قال (عليه السّلام): إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا و انتهكت فيه حرمتنا و سبيت فيه ذرارينا و نساؤنا و اضرمت النيران في مضاربنا و انتهبت ما فيه من ثقلنا و لم يرعوا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حرمة في أمرنا .
و روى الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا في أول يوم من المحرم فقال لي: يا بن شبيب أ صائم أنت؟.
- لا .
و أخذ الامام يعرفه حرمة ذلك اليوم قائلا: هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عزّ و جلّ فقال: يا رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فاستجاب اللّه له و أمر الملائكة فنادت زكريا و هو قائم يصلي في المحراب: ان اللّه يبشرك بيحيى فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللّه عزّ و جلّ استجاب له كما استجاب لزكريا.
يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان فيه أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته و سبوا نساءه و انتهبوا ثقله فلا غفر اللّه ذلك لهم أبدا.
يا بن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك الحسين بن علي بن أبي طالب فانه ذبح كما يذبح الكبش و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه و لقد بكت السموات السبع و الأرضوان لقتله و لقد نزلت إلى الأرض من الملائكة اربعة آلاف لنصرته فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم (عليه السّلام) فيكونون معه من انصاره و شيعته و شعارهم يا لثارات الحسين .
لقد اخلدت كارثة كربلا الحزن و الأسى لأهل البيت (عليهم السّلام) فهم و شيعتهم في حزن مستمر لا ينسون ما حل بسبط الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) من عظيم المحن و الرزايا فقد انتهكت في يوم عاشوراء حرمة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فلم يرع في ذلك اليوم الخالد في دنيا الأحزان أي حرمة للّه و لا لرسوله (صلّى اللّه عليه و آله) فقد عمد جيش ابن مرجانة إلى قتل سبط رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بتلك القتلة المروعة ... .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|