المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



محمد بن اسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى المنصور العباسي  
  
4284   04:32 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص413-414.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /

ثقة صحيح، من صلحاء الطائفة الامامية و ثقاتها، وافر الجلالة، من أصحاب أبي الحسن موسى، و الرضا (عليهما السّلام)، و أدرك الامام الجواد (عليه السلام) ، وروي انّ محمد بن اسماعيل بن بزيع و أحمد بن حمزة بن بزيع كانا في عداد الوزراء و كان عليّ بن النعمان من اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) أوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل‏ وروى الكشي انّه قال الرضا (عليه السلام) : انّ للّه تبارك و تعالى بأبواب الظالمين من نوّر اللّه به البرهان و مكّن له في البلاد ليدفع بهم عن أوليائه و يصلح اللّه به أمور المسلمين لانّهم ملجأ المؤمنين من الضّرر و إليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا، بهم يؤمن اللّه روعة المؤمن في دار الظلمة، اولئك هم المؤمنون حقا إلى ان قال (عليه السلام) : ما على أحدكم ان لو شاء لنال هذا كلّه قال: قلت: بما ذا جعلني اللّه فداك؟ قال: يكون معهم فيسرّنا بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا، فكن منهم يا محم د ؛ و محمد هذا هو الذي طلب من الامام الجواد (عليه السلام) قميصا حتى يجعله كفنا له، فأرسل الامام قميصا إليه و أمره بنزع أزراره، و توفي محمد بفيد منزل بمكة .

روى الشيخ الثقة الجليل ابن قولويه بسند صحيح عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري انّه قال:  كنت بفيد فمشيت مع عليّ بن بلال إلى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع، قال: فقال عليّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السلام) قال: من أتى قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر و قرأ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ } [القدر: 1] سبع مرّات أمن من يوم الفزع الأكبر .

و روى عنه أيضا انّه قال: كنت بفيد فقال محمد بن عليّ بن بلال: مر بنا إلى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع، فذهبنا إلى عند قبره، فقال محمد بن عليّ: حدثني صاحب هذا القبر عن أحدهما (عليهما السّلام) انّه من زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القبلة و وضع يده على القبر وقرأ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] سبع مرّات أمن من الفزع الاكبر .

يقول المؤلف: يحتمل أن يكون الأمن من الفزع الأكبر للقارئ كما هو ظاهر الرواية و يحتمل أن يكون للميت، كما يظهر من بعض الروايات، و لقد رأيت في بعض المجاميع انّ الشيخ الشهيد (رحمه اللّه) ذهب إلى زيارة قبر استاذه فخر المحققين ابن آية اللّه العلامة و قال: أنقل عن صاحب هذا القبر و هو ينقل عن والده الماجد بسنده عن الامام الرضا (عليه السلام) انّ من زار قبر أخيه المؤمن و قرأ سورة القدر ثم قال: اللهم جاف الأرض عن جنوبهم و صاعد إليك أرواحهم و زدهم و لقهم منك رضوانا و اسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم و تونس وحشتهم انّك على كلّ شي‏ء قدير أمن القارئ و الميت من الفزع الأكبر ؛ و ممّا يدلّ على جلالة محمد بن اسماعيل و اختصاصه بالامام الرضا (عليه السلام) ما نقل عن السيد مرتضى والد العلامة الطباطبائي بحر العلوم انّه رأى في المنام انّ الامام الرضا (عليه السلام) أرسل شمعة مع محمد بن اسماعيل بن بزيع إلى دار والد بحر العلوم‏ و اشعلها على سطح دارهم فعلا سناها و لم يدرك مداها .

 يقول المؤلف: لا شك انّ ذلك السراج هو العلّامة بحر العلوم الذي أضاء الدنيا بنوره و يكفي في فضله و جلالته انّ الشيخ الأكبر الحاج الشيخ جعفر كاشف الغطاء رضوان اللّه عليه مع فقاهته و رئاسته و جلالته كان يمسح تراب نعليه بحنك عمّامته، و تواتر تشرّفه إلى ملاقاة صاحب الزمان (عليه السلام) و حكيت عنه كرامات باهرات كثيرة حتى قال الشيخ الأعظم صاحب الجواهر في حقّه ما مضمونه: صاحب الكرامات الباهرة و المعجزات القاهرة ولد في كربلاء سنة 1155هـ و بقي يضي‏ء الدرب للآخرين حوالي 58 سنة، و توفي سنة 1212هـ وأرّخت وفاته بهذا المصرع مهديّها جدّا و هاديها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.