المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حَفْص وقراءتنا الحاضرة  
  
2395   03:33 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص326-331 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / القراء والقراءات / رأي المفسرين في القراءات /

كانت ولا تزال القراءة الدارجة بين المسلمين ـ منذ العهد الأوّل حتّى عصرنا الحاضر ـ هي القراءة الَّتي تتوافق مع قراءة عاصم برواية حفْص ، وكان لذلك سببان :

الأوَّل : ما أشرنا إليه سابقاً : أنّ قراءة حفْص كانت هي قراءةَ عامَّة المسلمين ، وأنّ النِسبة مقلوبة ، حيث كان حفْص وشيخه عاصم حريصَين على الالتزام بما وافَق قراءة العامّة والرواية الصحيحة المتواترة بين المسلمين ، وهي القراءة الّتي أخذَها عاصم عن شيخه أبي عبد الرحمان السلمي عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولم يكن علي ( عليه السلام ) يقرأ إلاّ بما وافَق نصّ الوحي الأصل المتواتر بين المسلمين .

وهذه القراءة أقرأها عاصم لتلميذه حَفْص ، ومن ثمّ اعتمدها المسلمون في عامّة أدوارهم ؛ نظراً إلى هذا التوافق والوئام ، وكانت نسبتها إلى حفْص نسبة رمزية ، تعييناً لهذه القراءة . فمعنى اختيار قراءة حفْص : اختيار قراءةٍ اختارها حفْص ؛ لأنَّها قراءة متواترة بين المسلمين منذ الأوَّل .

الثاني : أنّ عاصماً بين القرّاء المعروفين كان فريداً بسِماتٍ وخصائص ، جَعلته عَلماً يُشار إليه بالبَنان ، فقد كان ضابطاً مُتقناً للغاية ، شديد الحذر والاحتياط فيمن يأخذ عنه القرآن متثبّتاً ، ومن ثمّ لم يأخذ القراءة أخذاً إلاّ من أبي عبد الرحمان السلمي ، عن علي ( عليه السلام ) وكان يعرضها على زرِّ بن حبيش عن ابن مسعود .

قال ابن عيّاش : قال لي عاصم : ما أقرأني أحد حرفاً إلاّ أبو عبد الرحمان ، وكان أبو عبد الرحمان قد قرأ على عليّ ( عليه السلام ) ، فكنت أرجع من عنده فأعرض على زرٍّ ، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله ، فقلت لعاصم : لقد استوثقت (1) . الأمْر الّذي جعله مشاراً إليه في القراءات ، على حدِّ تعبير ابن خلِّكان (2) .

وهكذا في جميع أدوار التاريخ كانت قراءة عاصم هي القراءة المفضَّلة الَّتي راجَت بين عامَّة المسلمين ، واتَّجهوا إليها في صورة جماعية .

هذا القاسم بن أحمد الخيّاط الحاذق الثقة (ت ح292هـ) كان إماماً في قراءة عاصم ، ومن ثمّ كان إجماع الناس على تفضيله في قراءته (3) .

وكان في حلَقة ابن مجاهد ـ مقرئ بغداد على رأس المئة الرابعة ـ خمسة عشر رجلاً خصّيصاً بقراءة عاصم ، فكان الشيخ يُقريهم بهذه القراءة فقط ، دون غيرها من قراءات (4) .

وكان نفطويه إبراهيم بن محمّد (ت 323هـ) إذا جلس للإقراء ـ وكان قد جلس أكثر من خمسين عاماً ـ يبتدئ بشيء من القرآن المجيد على قراءة عاصم فحسْب ، ثمّ يُقرئ بغيرها (5) .

وهكذا اختار الإمام أحمد بن حنبل قراءة عصام على قراءة غيره ؛ لأنّ أهل الكوفة ـ وهم أهل علم وفضيلة ـ اختاروا قراءته (6) ، وفي لفظ الذهبي : قال أحمد بن حنبل : كان عاصم ثقة ، أنا أختار قراءته (7) .

وقد حاول الأئمَّة اتّصال أسانيدهم إلى عاصم برواية حفْص بالخصوص ، قال الإمام شمس الدين الذهبي : وأعلى ما يقع لنا القرآن العظيم فهو من جهة عاصم ، ثمَّ ذكر إسناده متَّصلاً إلى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمان السلمي عن علي ( عليه السلام ) ، وعن زرِّ عن عبد الله ، كلاهما عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل ( عليه السلام ) ، عن الله عزّ وجلّ (8) .

* * *

هذا من جانب ، ومن جانب آخر كان حفص هو الّذي أشاع قراءة عاصم في البلاد ، وكان معروفاً بالضبط والإتقان ، ومن ثمَّ أقبل جمهور المسلمين إلى أخذ قراءة عاصم منه بالخصوص .

هذا فضلاً عن أنَّ حفصاً كان أعلم أصحاب عاصم بقراءته ، ومفضّلاً على زميله أبي بكر بن عيّاش في الحفظ وضبط حروف عاصم .

قال أبو عمرو الداني : حفْص هو الّذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكّة فأقرأ بها (9) .

قال ابن المنادي : كان الأوَّلون يعدّون حفصاً في الحِفظ فوق ابن عيّاش ، ويصفونه بضبط الحروف الّتي قرأها على عاصم (10) .

قال الشاطبي : وبالإتقان كان مُفضّلاً (11) .

أمّا أهل النقْد والتمحيص ، فيرون من رواية حفْص عن عاصم هي الرواية الصحيحة ،  قال ابن معين : الرواية الصحيحة الّتي رُوَيت من قراءة عاصم هي رواية حفص بن سليمان (12) .

ومن ثمَّ فإنَّ القراءة الّتي راجَت بين المسلمين قاطبة ، هي قراءة عاصم من طريق حفْص فقط .

* * *

هذا فضلاً عن أنَّ إسناد حفْص إلى شيخه إلى علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إسناد ذهبيّ عالٍ لا نظير له في القراءات .

أوّلاً : إنّ عاصماً لم يقرأ القراءة التامَّة على أحد سوى شيخه أبي عبد الرحمان السلمي ، الرجل العظيم نُبلاً ووجاهةً ، وإنَّما كان يعرض قراءته على غيره لغرض الإتقان فحسْب .

قال ابن عيّاش : قال لي عاصم : ما أقرأني أحد حرفاً إلاّ أبو عبد الرحمان السلمي ، وكان قد قرأ على علي ( عليه السلام ) ، وكنت أرجع من عنده فأعرض على زرٍّ ، وكان قد قرأ على عبد الله (13) .

ثانياً : إنَّه لم يُخطِّئ شيخه السلمي في شيء من حروفه ، عِلماً منه أنَّ شيخه لم يخطِّئ عليّاً ( عليه السلام ) في شيء من قراءته .

قال : لم أُخالف أبا عبد الرحمان السلمي في شيء من قراءته ، فإنَّ أبا عبد الرحمان لم يُخالف عليّاً في شيء من قراءته (14) .

ثالثاً : إنَّ عاصماً خَصَّ بهذا الإسناد الذهبي الرفيع ربيبه حفْصاً دون غيره ، وهي فضيلة كبرى امتاز بها حفْص على سائر القرّاء إطلاقاً ، وهي الّتي أهّلته لإقبال عامّة المسلمين على قراءته فحسب .

قال حفص : قال لي عاصم : ما كان من القراءة الّتي أقرأتك بها ، فهي القراءة الّتي قرأت بها على أبي عبد الرحمان السلمي عن علي ( عليه السلام ) ، وما كان من القراءة الّتي أقرأتها أبا بكر ابن عيّاش ، فهي القراءة الّتي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش عن ابن مسعود (15) .

* * *

وهل خالف حفْص شيخه عاصماً في شيء من قراءته ؟ .

قال ابن الجزري : وذكَر حفص أنَّه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلاّ في حرف الروم : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ..) قرأه بالضمِّ وقرأه عاصم بالفتح (16) .

قال أبو محمّد مكّي : قرأ أبو بكر وحمزة بفتح الضاد في الثلاثة (17) ، وقد ذكر عن حفص أنَّه رواه عن عاصم ، واختار هو الضمّ لرواية ابن عمَر ، قال : قرأت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) (من ضَعف ) بالفتح ، قال : فردَّ عليّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ( من ضُعف ) بالضمّ في الثلاثة .

قال مكّي : وروي عن حفْص أنّه قال : ما خالفت عاصماً في شيء ممّا قرأت به عليه ، إلاّ في ضمّ هذه الثلاث كلمات (18) .

لكنَّ الصحيح أنَّ هذه النسبة غير ثابتة ، ومن ثمَّ لم يبتّ مكّي في إسناد ذلك إلى حفْص ، وإنّما ذكَره عن ترديد وشكٍّ بلفْظة المجهول : ( ذُكر عن حفص ) و( روي عن حفص ) ، كأنَّه لم تثبت عنده صحَّة ذلك قطعيّاً ، وهذا هو الّذي نرجِّحه نحن ؛ نظراً لأنَّ وثوق مثل حفص بابن عمر الهائم في مذاهبه ، لم يكن بمرتبة توجِب ترجيحه على الوثوق بشيخه الضابط الأمين ، إذ كانت قراءة عاصم ترتفع إلى مِثل عليّ ( عليه السلام ) في سلسلة إسناد ذهبيّ رفيع ، وقد أتقَنه عاصم إتقاناً ، فأودعه ربيبه وثِقته حفْصاً ، الأمر الَّذي لا ينبغي الارتياب فيه لمجرَّد روايةٍ رَواها رجُل غير موثوق به إطلاقاً .

إذ كيف يخفى مثل هذا الأمر ـ في قراءة آية قرآنيّة ـ على سائر الصحابة الكِبار الأُمَناء ، ويُبديه النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لابن عمَر اختصاصاً به ؟! .

وهل يُعقل أن يترك حفْص قراءةً ضمْن شيخه الثقة أنّها قراءة علي ( عليه السلام ) في جميع حروفها كاملة ، أخذها عن شيخه السلمي في إخلاص وأمانة لمجرّد رواية لم تثبت صحَّتها ؟! .

وإذ كنّا نعرف مبلغ تدقيق الكوفيّين ـ ولاسيَّما في عصر التابعين ـ ومدى ولائهم لآل البيت ( عليهم السلام ) ، واتّهامهم لأمثال ابن عُمَر المتفكِّك الشخصية ، نقطع بكذِب الإسناد المذكور ، وأنّ حفصاً لم يخالف شيخه عاصماً في شيء من حروفه إطلاقاً ، كما لم يخالف عاصم شيخه السلمي في شيء من قراءته ؛ لأنّ السلمي لم يخالف عليّاً أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . هذا هو الصحيح عندنا .

فالصحيح : أنّ حفصاً لم يقرأ بالضمّ ولم يخالِف شيخه عاصماً إطلاقاً .

__________________________(1) معرفة القرّاء الكِبار للذهبي : ج1 ، ص75 .

(2) وفيّات الأعيان : ج3 ، ص9 و315 .

(3) الطبقات لابن الجزري : ج2 ، ص17 .

(4) معرفة القرّاء الكبار للذهبي : ج1 ، ص217 .

(5) لسان الميزان لابن حجر : ج1 ، ص109 .

(6) تهذيب التهذيب لابن حجر : ج5 ، ص39 .

(7) ميزان الاعتدال للذهبي : ج2 ، ص358 .

(8) معرفة القرّاء الكبار : ج1 ، ص77 .

(9) الطبقات لابن الجزري : ج1 ، ص254 .

(10) النشر في القراءات العشر : ج1 ، ص156 .

(11) شرح الشاطبية ( سراج القاري ) : ص14 .

(12) النشر في القراءات العشر : ج1 ، ص156 .

(13) معرفة القرّاء الكبار للذهبي : ج1 ، ص75 .

(14) المصدر السابق ، الطبقات : ج1 ، ص348 .

(14) طبقات القرّاء لابن الجزري : ج 1 ، ص348 .

(15) المصدر السابق : ص254 ، والآية 54 من سورة الروم .

(17) كلمة ( ضعف ) مكرَّرة في الآية ثلاث مرّات .

(18) الكشف عن وجوه القراءات : ج2 ، ص186 .



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .