المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Biomolecular Nucleophilic Substitution Reactions and Kinetics
31-7-2019
أين هي الروح ؟ وما هو جوهرها ؟ وهل توصف بالخفة والثقل والوزن ؟
27-8-2020
إحتياج القضاء الى أمر مجدد
16-10-2016
Molecular species containing group 13 metal–nitrogen bonds
31-1-2018
Multidimensional Polylogarithm
28-7-2019
العلم بالمصير
30-6-2017


اظهر سعادتك لرؤيتهم  
  
1902   04:58 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص54-55
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29 231
التاريخ: 2024-10-14 162
التاريخ: 28-6-2016 10562
التاريخ: 1-5-2021 2122

 هناك شيء يستفزني بدرجة كبيرة، وكم رأيت الكثير من الاباء يفعلونه؛ يدخل الطفل من باب المنزل عائداً من المدرسة او من نزهة بالخارج فتكون اول تحية يتلقاها من والده او والدته هي: (اخلع حذاءك القذر هذا)، او (اذهب لعمل واجباتك المدرسية حالا قبل ان تفعل أي شيء اخر).

ذات مرة عادت صديقة لي من المدرسة وعلى رأسها كدمة كبيرة حدثت لها بسبب وقوعها في صالة الالعاب الرياضية في المدرسة. كان ذلك في الماضي حين كان مسموحا للطالب بمغادرة المدرسة وحده بعد حادث كهذا. وحين دخلت صديقتي هذه من الباب كانت والدتها مشغولة بتنظيف ارضية المطبخ. نظرت اليها الام وعقدت حاجبيها وقالت لها : (لا يمكنك دخول المطبخ؛ فالأرضية مبتلة(.

(كيف يشعر هؤلاء الاطفال ان اباءهم يحبونهم؟ فالأم والاب يحيِّيان الجدود واصدقاء ابناءهم، بل ويحيِّيان رجل البريد كذلك)(1) بود يفوق تحيتهم لأبنائهم.

البديل الاخر الذي يفعله بعض الاباء هو تجاهل الاطفال حين مجيئهم تماما، كما لو كانوا مجرد قطعة اثاث. وهذا سيئ بالمثل؛ حيث إن عدم إعطاء الطفل أي اهتمام يساوي في السوء إعطاءه اهتماما سلبيا (وهو لفظ مهذب استخدمه بدلا من قول "الصراخ في وجهه").

من الطبيعي ان يكون الجميع في حالة استعجال وقت الافطار في ايام المدرسة، لكنك لن تحتاج الى وقت كثير لكي تكون ودوداً مع اطفالك. وللحق فان أي شيء تقوله او تفعله بحيث يجعل الاطفال اقل تجهما اثناء تمشيط شعورهم او تناول افطارهم؛ يستحق الجهد المبذول فيه، اليس كذلك؟

هل من الصعب عليك ان تمنحهم ابتسامة ودودة او حتى تحتضنهم (اذا لم يكونوا قد وصلوا لتلك السن التي لن يسمحوا لك فيها بهذا بالطبع!)؟ تلك مجرد اشياء بسيطة، لكنها تصنع فارقا كبيرا مع اطفالك؛ فكل ما يريدون هو ان يشعروا بانك سعيد برؤيتهم.

(هل من الصعب عليك ان تمنحهم ابتسامة ودودة او حتى تحتضنهم؟)

واذا كانت احذيتهم متسخة حقا وكنت قد نظفت ارضية المطبخ لتوك (قد يتساءل احدهم عن سبب فعل هذا من الاساس بينما انت تعلم ان الاطفال قادمون بأحذية متسخة)، يمكنك ان تستخدم الدعابة معهم حتى يتوقفوا ثم تمنحهم الاحضان والقبلات فيما بعد كمكافأة على تعاونهم.

______________

1- انا لا اقصد اهانة رجل البريد بالطبع. في الواقع، هناك رجلا بريد يوصلان الخطابات الى منزلنا، وهما يحييانني بشكل ودود في كل مرة اقابلهما.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.