أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2020
1343
التاريخ: 1-6-2016
2719
التاريخ: 2023-06-04
919
التاريخ: 1-6-2016
14515
|
ابن زهرون الحراني
هو أبو اسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الحراني، اصله من حران، ولد فيها سنة 313هـ وتوفي في بغداد سنة 384هـ، اشتهر باسم ابن زهرون الحراني الصابئ.
تلقى أبو إسحاق بن زهرون تعليمه في بغداد على كبار العلماء هناك، فلمع في علم الفلك والعلوم الرياضية ولا سيما علم الهندسة.
لابي إسحاق بن زهرون الحراني مكانة مرموقة بين الصابئة في العراق، بل كان همزة الوصل بينهم وبين ال بويه الذين يحكمون العراق آنذاك، فهو صابئ متعصب لفرقته.
عندما فكر شرف الدولة بن عضد الدولة رصد الكواكب ببغداد، اسند الامر لابي إسحاق بن زهرون، وفعلا قام ابن زهرون الحراني مع لفيف من جهابذة العلم في ميدان علم الفلك بتنفيذ امر شرف الدولة بحذافيره.
كانت علاقة ابن زهرون الحراني بحكام العراق في بادئ الامر قرية جدا، ولكنها لم تستمر طويلا هذه العلاقة، فقد تدهورت روابط الصداقة، واعتقل وافرج عنه عدة مرات.
نال ابن زهرون الحراني شهرة عظيمة بين معاصريه وذلك بقدرته العجيبة على التعبير شعرا ونثرا، فكان من المتميزين بعلم البلاغة والبيان.
كانت صلة ابن زهرون الحراني بعلماء العراق قوية جدا، حيث كات المراسلات بينهم على قدم وساق، لذا لقب ابن زهرون باسم صاحب الرسائل، لقد ذاع صيته في ارجاء المعمورة بسعة ثقافته ومقدرته النادرة النظير على الكتابة في موضوعات مختلفة.
اهتم أبو إسحاق بن زهرون في علم الهندسة لعلاقتها المتينة في علمي الفلك ومركز الثقل، بحث أبو إسحاق بن زهرون في موضوع مراكز الاثقال، وتفنن في ذلك، حيق قدم براهين هندسية لحل بعض المسائل المستعصية على معاصريه في هذا الحقل الحيوي.
اما دور ابن زهرون الحراني في علم الفلك، فكان من عمالقة علماء بغداد في هذا المجال، والدليل على ذلك اختيار شرف الدولة بن عضد الدولة له ان يراس الفريق العلمي، الذين كلفهم برصد الكواكب كما ان له مصنفات كثيرة في علم المثلثات الذي يعتبر جزء من علم الفلك في ذلك الوقت.
معظم علماء العرب والمسلمين في علم الفلك لهم دور في تطوير الاسطرلاب، فابن زهرون الحراني عمل اسطرلابا نموذجيا اهداه الى عضد الدولة، ينقل لنا قدري حافظ طوقان في كتابه (تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك) ابياتا من قصيدة قالها في يوم مهرجان مع الاسطرلاب:
اهدي اليك بنو الآمال واحتفلوا
في مهرجان جديد انت مبليه
لكن عبدك ابراهم حين رأى
علو قدرك عن شيء بدانيه
لم يرض بالأرض مهداة اليك فقد
اهدى لك الفلك العالي بما فيه
عمل أبو إسحاق زهرون أيضا جداول فلكية، ضمنها جميع ارصاده والمراجع التي اعتمد عليها، وقدمها هدية لعضد الجولة مع قصيدة، يذكر قدري حافظ طوقان في كتابه آنف الذكر:
اهديت محتفلا زيجا جداوله
مثل المكاييل يستوفي بها العمر
فقس بها الفلك الدوار واجركما
يجري بلا اجل يخشى وينتظر
يروي جمال الدين القفطي قصة في كتابه (تاريخ الحكماء) عن عضد الدولة ابن زهرون الحراني وهي (لما تقرر الصلح بين عضد الدولة وبين ابن عمه عز الدولة بختيار تقدم عز الدولة الى ابن زهرون الصابئ بأنشاء نسخة يمين، فأنشأها واستوفي فيها الشروط حق الاستيفاء، فلم يجد عضد الدولة له مجالا في نكثها والزمته الضرورة الحلف بها، فلما عاد الى العراق وملكها اخذه بما فعله وسجنه مدة طويلة، فقال: ان أراد الخروج من السجن فيصنف مصنفا في اخبار آل بوية فصنف الكتاب التاجي.
والحق ان الكتاب التاجي لابن زهرون الحراني الصابئ يعتبر احسن ما كتب عن آل بويه وحكمهم، فقد ابدع أبو إسحاق بن زهرون واظهر فيه مقدرته على الكتابة بأسلوب سلس ورائع، ولما توفي ابن زهرون الحراني ببغداد رثاه الراضي أبو الحسن الموسوي بقصيدة طويلة أورد منها جمال الدين القفطي في كتابه آنف الذكر بيتا واحدا:
اعملت من حملوا على الاعواد
أرأيت كيف خبا ضياء النادي
وخلاصة القول: كان ابن زهرون الحراني بليغا له صولة وجولة في الشعر والنثر على السواء، كما ان له باعا طويلا جدا في العلوم الرياضية وخاصة علم الهندسة، حيث انها تنمي المواهب العقلية والمنطقية.
نسمع من وقت لآخر ان الاديب لا يستسيغ الرياضيات والعكس، ابن زهرون الحراني والكثير من علماء العرب والمسلمين كانوا يجمعون بين الرياضيات والادب، وذلك عائد لاعتقادهم ان العلوم الرياضية تستند على المنطق الذي يبعدها عن الركاكة ويسدي اليها الوضوح، وهذا في نظرنا يدل على ادب راق.
ولعله اتضح للقارئ تعدد مواهب ابن زهرون الحراني، فقد اسهم في الفلك والرياضيات والفيزياء والادب والتاريخ، ووضع في كل منها مصنفات تفخر بها الامة العربية، والسبب في ذلك شعوره بالمتعة في البحث والتنقيب والاستقصاء، فهذا المنهج الذي ارساه علماء العرب والمسلمين، لذا نرى ابن زهرون الحراني قضى حياته في الدراسة والتدريس لخدمة الإنسانية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|