المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

فُسفَر الأشعة تحت الحمراء infrared phosphor
29-5-2020
HBr Addition With Radical Yields 1-bromoalkene
20-1-2020
قاعتدا « الفراغ و التجاوز »
10-3-2022
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
15-9-2020
Detour Matrix
14-4-2022
معنى كلمة سهو
20-11-2015


تمرد الخوارج  
  
3648   05:06 مساءاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص482-484.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

[قال باقر شريف القرشي : ] لما فشل أمر التحكيم ورجع الوفد الكوفي وهو يجر رداء الخيبة والفشل أخذ الامام يبذل قصارى جهوده على إخراج الناس لمحاربة القوى الباغية عليه فأجابه الناس الى ذلك ولكن الخوارج أخذوا يعيثون في الارض فسادا فقد رحلوا عن الكوفة وعسكروا في النهروان فاجتاز عليهم الصحابي الجليل عبد الله بن خباب بن الأرت فأقبلوا إليه قائلين له : من أنت؟

قال : رجل مؤمن.

قالوا: ما تقول في على بن أبي طالب؟

قال :  إنه أمير المؤمنين وأول المسلمين إيمانا بالله ورسوله.

قالوا : ما اسمك؟

قال : عبد الله بن خباب بن الارت صاحب رسول الله.

قالوا : أفزعناك؟

قال : نعم.

قالوا : لا روع عليك ؛ حدثنا عن أبيك بحديث سمعه من رسول الله لعل الله أن ينفعنا به.

قال : نعم حدثني عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : ستكون فتنة بعدى يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمنا ويصبح كافرا.

قالوا : لهذا الحديث سألناك؟ والله لنقتلنك قتلة ما قتلنا بمثلها احدا ؛ ثم أوثقوه كتافا واقبلوا به وبامرأته وكانت حبلى قد اشرفت على الولادة فنزلوا بهما تحت نخل فسقطت رطبة منها فبادر بعضهم إليها فوضعها في فيه فأقبل إليه بعضهم منكرا عليه قائلا : بغير حل أكلتها!!

فالقاها بالوقت من فيه واخترط بعضهم سيفه فضرب به خنزيرا لأهل الذمة فقتله فصاح بعضهم فيه : إن هذا من الفساد في الأرض ؛ فبادر الرجل الى صاحب الخنزير فأرضاه فلما نظر الى ذلك عبد الله ابن خباب قال لهم : لئن كنتم صادقين فيما أرى ما علي منكم بأس وو الله ما احدثت حدثا في الاسلام وإني لمؤمن وقد آمنتموني وقلتم لا روع عليك ؛ فلم يلتفتوا الى قوله فجاءوا به وبامرأته فأضجعوه على شفير النهر ووضعوه على ذلك الخنزير الذي قتلوه ثم ذبحوه وأقبلوا الى امرأته وهي ترتعد من الخوف ترى شبح الموت قد خيم عليها وتنظر الى زوجها وهو جثة هامدة فقالت لهم مسترحمة ومتضرعة : إنما أنا امرأة أما تتقون الله؟ فلم يعتنوا باسترحامها وتضرعها وأقبلوا عليها كالكلاب فقتلوها وبقروا بطنها وانعطفوا على ثلاث نسوة فقتلوهن وفيهن أمّ سنان الصيداوية وكانت قد صحبت النبي (صلى الله عليه واله) ولم يقف شرهم عند هذا الحد بل أخذوا يستعرضون الناس ويذيعون الذعر بين المسلمين وينشرون الفساد في الارض .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.