أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015
4115
التاريخ: 23-12-2017
2815
التاريخ: 19-12-2017
2649
التاريخ: 12-4-2022
2165
|
استعمل الإمام (عليه السلام) ولاة على بعض مناطق ايران وغيرها وزوّدهم بنصائحه القيّمة ووصاياه الجليلة كما طلب من بعضهم الالتحاق به لجهاد عدوّه الباغي معاوية بن أبي سفيان .
كان مخنف بن سليم الأزدي الغامدي له صحبة وكان من أصحاب الإمام (عليه السلام) استعمله على اصبهان وشهد معه صفّين وقد زوّده بهذه الرسالة : أمره بتقوى الله في سرائر أمره وخفيّات عمله حيث لا شاهد غيره ولا وكيل دونه , وأمره ألاّ يعمل بشيء من طاعة الله فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ومن لم يختلف سرّه وعلانيته وفعله ومقالته فقد أدّى الأمانة وأخلص العبادة , وأمره ألاّ يجبههم ولا يعضههم ولا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم فإنّهم الإخوان في الدّين والأعوان على استخراج الحقوق , وإنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا وحقّا معلوما وشركاء أهل مسكنة وضعفاء ذوي فاقة وإنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة وبؤسى لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين والسّائلون والمدفوعون والغارمون وابن السّبيل! ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزّه نفسه ودينه عنها فقد أحلّ بنفسه الذّلّ والخزي في الدّنيا وهو في الآخرة أذلّ وأخزى , وإنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة والسّلام .
وأنت ترى أنّ هذه الرسالة قد حوت جميع مقوّمات الأمانة والإخلاص للرعية والعطف على البؤساء والمحرومين ومراعاة حقوقهم ولم يرع هذه القيم إلاّ رائد العدالة الاجتماعية في الإسلام إمام المتّقين وسيّد الموحّدين ؛ ولمّا عزم الإمام (عليه السلام) على حرب معاوية أرسل إلى مخنف بن سليم الرسالة التالية يطلب منه أن يكون معه لمناجزة طاغية الأمويّين وهذا نصّها : سلام عليك فإنّي أحمد الله إليك الّذي لا إله إلاّ هو ؛ أمّا بعد فإنّ جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه وهبّ في نعاس العمى والضّلال اختيارا له فريضة على العارفين , إنّ الله يرضى عمّن أرضاه ويسخط على من عصاه وإنّا قد هممنا بالسّير إلى هؤلاء القوم الّذين عملوا في عباد الله بغير ما أنزل الله واستأثروا بالفيء وعطّلوا الحدود وأماتوا الحقّ وأظهروا في الأرض الفساد واتّخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين فإذا وليّ الله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه وأدنوه وبرّوه فقد أصرّوا على الظّلم وأجمعوا على الخلاف وقديما ما صدّوا عن الحقّ وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين , فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك وأقبل إلينا لعلّك تلقى معنا هذا العدوّ المحلّ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجامع المحقّ وتباين المبطل فإنّه لا غنى بنا ولا بك عن أجر الجهاد وحسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
كتب هذه الرسالة عبيد الله بن رافع في سنة 37ه ونفر مخنف للجهاد واستعمل على اصبهان الحارث بن أبي الحارث ومعه سعيد بن وهب وأقبل يجدّ في السير حتى شهد مع الإمام صفّين .
وحكت هذه الرسالة الخطر الذي داهم المسلمين من معاوية وبطانته الذين جهدوا على محق دين الله تعالى ونهب ثروات المسلمين وإذلالهم وإرغامهم على ما يكرهون .
|
|
احذر تخزين الطعام بورق الألومنيوم.. حياتك في خطر
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن فعّاليات اليوم الثاني مؤتمر العميد السابع يشهد انعقاد ورشة عن تحدّيات التربية في ظلّ الانفتاح المعلوماتي
|
|
|