المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تشققات ثمار الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)
2024-12-01
الكفن
2024-12-01
كوم العقارب القريب من (أهناسيا المدينة)
2024-12-01
آثار رعمسيس في الكرنك
2024-12-01
آثار رعمسيس في الكاب
2024-12-01
يابان ما بعد الحرب 1945- 1952
2024-12-01

الفسيلفس والكنيسة.
2023-11-02
ضرورة الوحي
2023-07-27
العائلة الخبازية
8-3-2017
التلاعب الإعلامي Media Manipulation
31-1-2023
ناسا تحدد 2028 موعداً لوصول أول بعثة إلى كوكب المريخ
6-11-2016
أحكام الميم الساكنة
2023-09-18


ولاية مخنف بن سليم على اصبهان  
  
3280   02:14 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج10,ص95-97.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015 4115
التاريخ: 23-12-2017 2815
التاريخ: 19-12-2017 2649
التاريخ: 12-4-2022 2165

استعمل الإمام (عليه السلام) ولاة على بعض مناطق ايران وغيرها وزوّدهم بنصائحه القيّمة ووصاياه الجليلة كما طلب من بعضهم الالتحاق به لجهاد عدوّه الباغي معاوية بن أبي سفيان .

كان مخنف بن سليم الأزدي الغامدي له صحبة وكان من أصحاب الإمام (عليه السلام) استعمله على اصبهان وشهد معه صفّين وقد زوّده بهذه الرسالة : أمره بتقوى الله في سرائر أمره وخفيّات عمله حيث لا شاهد غيره ولا وكيل دونه , وأمره ألاّ يعمل بشيء من طاعة الله فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ومن لم يختلف سرّه وعلانيته وفعله ومقالته فقد أدّى الأمانة وأخلص العبادة , وأمره ألاّ يجبههم ولا يعضههم ولا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم فإنّهم الإخوان في الدّين والأعوان على استخراج الحقوق , وإنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا وحقّا معلوما وشركاء أهل مسكنة وضعفاء ذوي فاقة وإنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة وبؤسى لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين والسّائلون والمدفوعون والغارمون وابن السّبيل! ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزّه نفسه ودينه عنها فقد أحلّ بنفسه الذّلّ والخزي في الدّنيا وهو في الآخرة أذلّ وأخزى , وإنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة والسّلام .

وأنت ترى أنّ هذه الرسالة قد حوت جميع مقوّمات الأمانة والإخلاص للرعية والعطف على البؤساء والمحرومين ومراعاة حقوقهم ولم يرع هذه القيم إلاّ رائد العدالة الاجتماعية في الإسلام إمام المتّقين وسيّد الموحّدين ؛ ولمّا عزم الإمام (عليه السلام) على حرب معاوية أرسل إلى مخنف بن سليم الرسالة التالية يطلب منه أن يكون معه لمناجزة طاغية الأمويّين وهذا نصّها : سلام عليك فإنّي أحمد الله إليك الّذي لا إله إلاّ هو ؛ أمّا بعد فإنّ جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه وهبّ في نعاس العمى والضّلال اختيارا له فريضة على العارفين , إنّ الله يرضى عمّن أرضاه ويسخط على من عصاه وإنّا قد هممنا بالسّير إلى هؤلاء القوم الّذين عملوا في عباد الله بغير ما أنزل الله واستأثروا بالفيء وعطّلوا الحدود وأماتوا الحقّ وأظهروا في الأرض الفساد واتّخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين فإذا وليّ الله أعظم  أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه وأدنوه وبرّوه فقد أصرّوا على الظّلم وأجمعوا على الخلاف وقديما ما صدّوا عن الحقّ وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين , فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك وأقبل إلينا لعلّك تلقى معنا هذا العدوّ المحلّ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجامع المحقّ وتباين المبطل فإنّه لا غنى بنا ولا بك عن أجر الجهاد وحسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

كتب هذه الرسالة عبيد الله بن رافع في سنة 37ه‍ ونفر مخنف للجهاد واستعمل على اصبهان الحارث بن أبي الحارث ومعه سعيد بن وهب وأقبل يجدّ في السير حتى شهد مع الإمام صفّين .

وحكت هذه الرسالة الخطر الذي داهم المسلمين من معاوية وبطانته الذين جهدوا على محق دين الله تعالى ونهب ثروات المسلمين وإذلالهم وإرغامهم على ما يكرهون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.