المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Witold Hurewicz
11-10-2017
كلام الصورة
21/11/2022
مقاربة دستورية بين صلاحيات الرئيس ومسؤوليته
2023-08-02
انبعاج لامرن inelastic bucking
15-5-2020
الزوج أولى بالصلاة من كل أحد
18-12-2015
التضخيم
2023-07-03


ولاية قيس بن سعد على مصر  
  
3707   02:15 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج10,ص51-57.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

إنّ الإمام (عليه السلام) حينما تسلّم السلطة بعد مقتل عثمان بن عفّان بادر إلى عزل جميع ولاته وعمّاله ؛ لأنّهم كانوا مصدر فتنة واضطراب في البلاد الإسلامية وبعضهم قد استأثر بفيء المسلمين واستحلّ الخراج ومن المؤكّد أنّ منحهم الوظائف المهمّة في الدولة لم تكن عن كفاءة واختيار وإنّما كانت محاباة واثرة ؛ وعلى أي حال فإنّا نعرض إلى ولاة مصر التي هي أمّ البلاد الإسلامية ومركز الثقل فيها وقد ولّى الإمام (عليه السلام) عليها خيرة الرجال كفاءة ووعيا وإحاطة بما تحتاج إليه الامّة في شؤونها الإدارية والاجتماعية والسياسية وكان أوّل من تقلّد منصب الامارة فيها هو قيس بن سعد فهو من أفذاذ القادة الإسلاميّين وعلم من أعلام الجهاد في الإسلام ومن ذخائر الرجال الذين أنجبتهم مدرسة الإسلام ؛ اوتي قيس بسطة في الجسم فهو أطول إنسان في عصره وكان إذا ركب الحمار تخطّ رجلاه في الأرض وقد بعث قيصر إلى معاوية أن ابعث لي سراويل أطول رجل من العرب فقال لقيس : ما أظنّ إلاّ قد احتجنا إلى سراويلك فقام وتنحّى وخلع سراويله وجاء بها إليه فقال له معاوية : ألاّ ذهبت إلى منزلك ثمّ بعثت بها فقال قيس :

أردت بها أن يعلم النّاس أنّها           سراويل قيس والوفود شهود

و ألاّ يقولوا غاب قيس وهذه              سراويل عاد خاطها لثمود

و أنّي من الحيّ اليماني لسيّد             و ما النّاس إلاّ سيّد ومسود

فكدهم بمثلي إنّ مثلي عليهم            شديد وخلقي في الرّجال مديد

وأمر معاوية أطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه فوقفت بالأرض , وتميّز قيس بوفور العقل وحسن التدبير وروي عنه أنّه قال : لو لا أنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : المكر والخديعة في النّار لكنت من أمكر هذه الامّة ؛ وكان قيس ندي الكفّ جوادا لا يبارى فكان يستدين ويطعم الفقراء وقال أبو بكر وعمر : إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه فمشيا في الناس يمنعونهم من سؤاله وسار النبيّ (صلى الله عليه واله) يوما فقام سعد بن عبادة خلفه وقال : من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطّاب يبخلان على ابني .

قلّده الإمام (عليه السلام) ولاية مصر في سنة 37ه‍ , وقال له الإمام (عليه السلام) : اخرج إلى رحلك واجمع إليك ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتّى تأتيها ومعك جندك فإنّ ذلك أرعب لعدوّك وأعزّ لوليّك وأحسن إلى المحسن واشتدّ على المريب وارفق بالعامّة والخاصّة فإنّ الرّفق يمن .

فقال له قيس : اخرج إليها بجند فو الله! لئن لم أدخلها إلاّ بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبدا فأنا ادع ذلك الجند فإن كنت احتجت إليهم كانوا منك قريبا وإن أردت أن تبعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدّة لك ؛ وخرج قيس في سبعة من أصحابه حتى انتهى إلى مصر وفور انتهائه صعد المنبر وأمر بقراءة كتاب الإمام (عليه السلام) الذي فيه ولايته ثمّ خطب الناس قائلا : الحمد لله الذي جاء بالحقّ وأمات الباطل وكبت الظالمين , أيّها الناس إنّا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبيّنا (صلى الله عليه واله) فقوموا أيّها الناس فبايعوه على كتاب الله وسنّة رسوله فإن نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا.

وانبرت الجماهير فبايعت الإمام (عليه السلام) .

وورم أنف معاوية وانتفخ سحره حينما علم بتقلّد قيس ولاية مصر فراح يدبّر المؤامرات لجلبه إليه وقد كتب إليه الرسالة التالية : من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد بن عبادة سلام عليك أمّا بعد : فإنّكم إن كنتم نقمتم على عثمان في امور رأيتموها أو ضربة سوط ضربها أو شتمة شتمها أو في سير سيّره أو في استعماله الفيء فقد علمتم أنّ دمه لم يكن حلالا لكم فقد ركبتم عظيما من الأمر وجئتم شيئا ادّا فتب إلى الله يا قيس بن سعد فإنّك ممّن أعان على قتل عثمان إن كانت التوبة من قتل المؤمن تغني شيئا وأمّا صاحبك يعني الإمام أمير المؤمنين فقد تيقّنا أنّه الذي أغرى به وحملهم على قتله حتى قتلوه وأنّه لم يسلم من دمه عظم قومك فإن استطعت أن تكون ممّن يطلب بدم عثمان فافعل فإن بايعتنا على هذا الأمر فلك سلطان العراقين ولمن شئت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان وسلني غير هذا ممّا تحبّ فإنّك لا تسألني شيئا إلاّ اوتيته واكتب إليّ برأيك فيما كتبت به إليك والسلام.

وحفلت هذه الرسالة بالخداع والأكاذيب فليس قيس ولا الإمام لهما ضلع في إراقة دم عثمان وإنّما أجهز عليه عمله وسوء سياسته وقد بسطنا الكلام فيها.

وأجابه قيس بهذه الرسالة : أمّا بعد : فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه , فأمّا ما ذكرت من أمر عثمان فذلك أمر لم أقاربه ولم انتطف فيه ؛ وأمّا قولك : إنّ صاحبي أغرى الناس بعثمان فهذا أمر لم أطّلع عليه , وذكرت انّ معظم عشيرتي لم يسلموا من دم عثمان فأوّل الناس فيه قياما عشيرتي ولهم اسوة غيرهم , وأمّا ما ذكرت من مبايعتي إيّاك وما عرضت عليّ فلي فيه نظر وفكرة وليس هذا ممّا يسارع إليه وأنا كاف عنك ولن يبدو لك من قبلي شيء ممّا تكره والسلام .

ولمّا قرأها معاوية لم يجد فيها ثغرة يسلك فيها لإفساد قيس فكتب إليه : رسالة اخرى من معاوية : أمّا بعد : فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فأعدك سلما ولم أرك مباعدا فأعدك حربا وليس مثلي من يخدع وبيده أعنّة الخيل ومعه أعداد الرجال والسلام.

ورأى قيس أنّ معاوية لا يقبل المماطلة فأظهر له ما في نفسه وكتب له : أمّا بعد : فالعجب من اغترارك بي يا معاوية! وطمعك فيّ تسومني الخروج عن طاعة أولى الناس بالامرة وأقربهم بالخلافة وأقولهم بالحقّ وأهداهم سبيلا وأقربهم إلى رسوله وسيلة وأوفرهم فضيلة وتأمرني بالدخول في طاعتك طاعة أبعد الناس من هذا الأمر وأقولهم بالزور وأضلّهم سبيلا وأبعدهم من الله ورسوله وسيلة ولا ضالّين ولا مضلّين طاغوت من طواغيت إبليس وأمّا قولك معك أعنّة الخيل وأعداد الرجال لتشتغلنّ بنفسك حتى العدم .

وقطعت هذه الرسالة كلّ أمل في معاوية فراح يفتّش عن مكيدة اخرى لإقصاء قيس عن مصر فأذاع بين الشاميّين أنّ قيسا قد بايعه واختلق في ذلك كتابا ينعى فيه عثمان بن عفّان وأنّه لا يسعه مسالمة المتّهمين بقتله , وشاع بين أهل الشام أنّ قيسا قد بايع معاوية وأخلص له وبلغ ذلك الإمام (عليه السلام) فشقّ عليه ذلك وأشار عليه عبد الله بن جعفر بعزل قيس فامتنع الإمام وتكرّرت الأحداث وإشاعة معاوية أنّ قيسا قد بايع معاوية فاضطرّ الإمام إلى عزله وولّى الزعيم مالك الأشتر مكانه وقيل محمّد بن أبي بكر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.