المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صفات الامير (عليه السلام)  
  
3559   03:39 مساءً   التاريخ: 5-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص146-149.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

قال الخطيب أبو المؤيد الخوارزمي عن أبي إسحاق قال لقد رأيت عليا أبيض الرأس و اللحية ضخم البطن ربعة من الرجال .

وذكر ابن مندة أنه (عليه السلام) كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن و هو إلى القصر أقرب أبيض الرأس و اللحية و زاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته (عليه السلام)أدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس.

الأدمة السمرة كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس نحو المنكبين و الركبتين و الوركين و الجمع كراديس.

واشتهر (عليه السلام) بالأنزع البطين أما في الصورة فيقال رجل أنزع بين النزع و هو انحسر الشعر عن جانبي جبهته و موضعه النزعة و هما النزعتان و لا يقال لامرأة نزعاء و لكن زعراء و البطين الكبير البطن و أما المعنى فإن نفسه نزعت يقال نزع إلى أهله ينزع نزاعا اشتاق ونزع عن الأمور نزوعا انتهى عنها أي نزعت نفسه عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها و نزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليه مذهبها و نزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها وامتلأ علما فلقب بالبطين و أظهر بعضا وأبطن بعضا حسب ما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين.

أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح و أسير في الآفاق من سري الرياح وأما ما بطن فقد قال : بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة.

اندمج إذا دخل في الشيء و استتر فيه و الأرشية الحبال واحدها رشاء و الطوي البئر المطوية وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال:

من كان قد عزقته مدية دهره و مرت له أخلاف سم منقع فليعتصم بعرى الدعاء و يبتهل بإمامة الهادي البطين الأنزع نزعت عن الآثام طرا نفسه ورعا فمن كالأنزع المتورع و حوى العلوم عن النبي وراثة فهو البطين لكل علم مودع .

ومما ورد في صفته (عليه السلام) ما أورده صديقنا العز المحدث و ذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا و شيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وصفاته و كتبت على الأنوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى مشهده (صلى الله عليه واله )وأنا رأيتها قال كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ضخم البطن عريض المنكبين شتن الكفين أغيد كأن عنقه إبريق فضة أصلع كث اللحية لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده و قد أدمجت إدماجا إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس شديد الساعد و اليد إذا مشى إلى الحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه .

وقال معاوية لضرار بن ضمرة صف لي عليا قال اعفني قال لتصفنه قال أما إذ لا بد فإنه و الله كان بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و وحشته و كان غزير الدمعة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب و كان فينا كأحدنا مجيبنا إذا سألناه و يأتينا إذا دعوناه و نحن و الله مع تقريبه إيانا و قربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين و يقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييئس الضعيف من عدله فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم وهو اللذيع و يبكي بكاء الحزين و هو يقول:

يا دنيا غري غيري أبي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد بينتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير و خطرك كبير و عيشك حقير آه من قلة الزاد للسفر و وحشة الطريق.

فبكى معاوية و قال رحم الله أبا الحسن كان و الله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقأ عبرتها و لا يسكن حزنها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.