أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
3499
التاريخ: 13-3-2019
1877
التاريخ: 5-4-2019
1845
التاريخ: 20-4-2016
3114
|
وصف الإمام (عليه السلام) الدنيا وصفا رائعا ودقيقا قال (عليه السلام) :
ما أصف من دار أوّلها عناء! وآخرها فناء! في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ومن ساعاها فاتته ومن قعد عنها واتته ومن أبصر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته.
علّق الشريف الرضي على هذه الكلمات البليغة بقوله : أقول : وإذا تأمل المتأمل قوله (عليه السلام) : ومن أبصر بها بصّرته وجد تحته من المعنى العجيب والغرض البعيد ما لا تبلغ غايته ولا يدرك غوره ولا سيّما إذا قرن إليه قوله : ومن أبصر إليها أعمته فإنه يجد الفرق بين أبصر بها وأبصر إليها واضحا نيرا وعجيبا باهرا! .
من خطبه البالغة الأهمّية في الوعظ والإرشاد هذه الخطبة العجيبة التي سمّيت بالغراء وفيها وصف رائع لحالة الإنسان وشئون حياته وما يعقب من صحّته وسقمه وموته وغير ذلك ممّا يجري عليه انظروا إلى هذه الخطبة قال (عليه السلام) :
اوصيكم عباد الله بتقوى الله الّذي ضرب لكم الأمثال ووقّت لكم الآجال وألبسكم الرّياش وأرفع لكم المعاش وأحاطكم بالإحصاء وأرصد لكم الجزاء وآثركم بالنّعم السّوابغ والرّفد الرّوافع وأنذركم بالحجج البوالغ فأحصاكم عددا ووظّف لكم مددا في قرار خبرة ودار عبرة أنتم مختبرون فيها ومحاسبون عليها فإنّ الدّنيا رتق مشربها ردغ مشرعها يونق منظرها ويوبق مخبرها غرور حائل وضوء آفل وظلّ زائل وسناد مائل حتّى إذا أنس نافرها واطمأنّ ناكرها قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها وأقصدت بأسهمها وأعلقت المرء أوهاق المنيّة قائدة له إلى ضنك المضجع ووحشة المرجع ومعاينة المحلّ وثواب العمل.
وأضاف الإمام قائلا :
فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم؟ وأهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم؟ وأهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء؟ مع قرب الزّيال وأزوف الانتقال وعلز الفلق وألم المضض وغصص الجرض وتلفّت الاستغاثة بنصرة الحفدة والأقرباء والأعزّة والقرناء! فهل دفعت الأقارب أو نفعت النّواحب وقد غودر في محلّة الأموات رهينا وفي ضيق المضجع وحيدا قد هتكت الهوامّ جلدته وأبلت النّواهك جدّته وعفت العواصف آثاره ومحا الحدثان معالمه وصارت الأجساد شحبة بعد بضّتها والعظام نخرة بعد قوّتها والأرواح مرتهنة بثقل أعبائها موقنة بغيب أنبائها لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيّئ زللها! أو لستم أبناء القوم والآباء وإخوانهم والأقرباء؟ تحتذون أمثلتهم وتركبون قدّتهم وتطئون جادّتهم؟! فالقلوب قاسية عن حظّها لاهية عن رشدها سالكة في غير مضمارها! كأنّ المعنيّ سواها وكأنّ الرّشد في إحراز دنياها.
واعلموا أنّ مجازكم على الصّراط ومزالق دحضه وأهاويل الله وثارات أهواله ؛ فاتّقوا الله عباد الله تقيّة ذي لبّ شغل التّفكّر قلبه وأنصب الخوف بدنه وأسهر التّهجّد غرار نومه وأظمأ الرّجاء هواجر يومه وظلف الزّهد شهواته وأوجف الذّكر بلسانه وقدّم الخوف لإبانه .
وحفلت هذه المواعظ بجميع ألوان النصح والإرشاد ليستقيم الإنسان في سلوكه ولا يندفع وراء التيارات العاطفية والشهوات النفسية ليكون بمأمن من عذاب الله وغضبه وفي آخر هذه الخطبة فصول مروعة من حياة الإنسان وما يعقبها من الفناء والرحيل عن هذه الدنيا.
ومن خطبة له يعظ فيها أصحابه جاء فيها : فاتّعظوا عباد الله بالعبر النّوافع وانتفعوا بالذّكر والمواعظ فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة وانقطعت منكم علائق الأمنيّة ودهمتكم مفظعات الأمور والسّياقة إلى الورد المورود فـ {كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]: سائق يسوقها إلى محشرها ؛ وشاهد يشهد عليها بعملها .
وفي هذه الكلمات دعوة إلى الاتّعاظ بالعبر وما أكثرها وهي لو تبصّرها الإنسان ووعاها لما اقترف الجرائم والموبقات وهام في ميادين الرذائل والآثام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|