المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

الدلالة الذاتيّة
1-03-2015
اختلاف محاكم الاستئناف بصفتها التمييزية عن محكمة التمييز
25-5-2022
Integral Embedding
5-4-2022
القطن
12-4-2016
التربية لها اصولها الفلسفية
11-2-2018
الكرمبولا Averrhoa carambola
9-11-2017


وصفه (عليه السلام) الدنيا و الموت وما بعده  
  
3410   02:45 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص76-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

وصف الإمام (عليه السلام) الدنيا وصفا رائعا ودقيقا قال (عليه السلام) :

ما أصف من دار أوّلها عناء! وآخرها فناء! في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ومن ساعاها فاتته ومن قعد عنها واتته ومن أبصر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته.

علّق الشريف الرضي على هذه الكلمات البليغة بقوله : أقول : وإذا تأمل المتأمل قوله (عليه السلام) : ومن أبصر بها بصّرته وجد تحته من المعنى العجيب والغرض البعيد ما لا تبلغ غايته ولا يدرك غوره ولا سيّما إذا قرن إليه قوله : ومن أبصر إليها أعمته فإنه يجد الفرق بين أبصر بها وأبصر إليها واضحا نيرا وعجيبا باهرا! .

من خطبه البالغة الأهمّية في الوعظ والإرشاد هذه الخطبة العجيبة التي سمّيت بالغراء وفيها وصف رائع لحالة الإنسان وشئون حياته وما يعقب من صحّته وسقمه وموته وغير ذلك ممّا يجري عليه انظروا إلى هذه الخطبة قال (عليه السلام) :

اوصيكم عباد الله بتقوى الله الّذي ضرب لكم الأمثال ووقّت لكم الآجال وألبسكم الرّياش وأرفع لكم المعاش وأحاطكم بالإحصاء وأرصد لكم الجزاء وآثركم بالنّعم السّوابغ والرّفد الرّوافع وأنذركم بالحجج البوالغ فأحصاكم عددا ووظّف لكم مددا في قرار خبرة ودار عبرة أنتم مختبرون فيها ومحاسبون عليها فإنّ الدّنيا رتق  مشربها ردغ  مشرعها يونق  منظرها ويوبق مخبرها غرور حائل وضوء آفل وظلّ زائل وسناد مائل حتّى إذا أنس نافرها واطمأنّ ناكرها قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها وأقصدت بأسهمها وأعلقت المرء أوهاق المنيّة  قائدة له إلى ضنك المضجع ووحشة المرجع ومعاينة المحلّ وثواب العمل.

وأضاف الإمام قائلا :

فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم؟ وأهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم؟ وأهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء؟ مع قرب الزّيال وأزوف الانتقال وعلز الفلق وألم المضض وغصص الجرض  وتلفّت الاستغاثة بنصرة الحفدة والأقرباء والأعزّة والقرناء! فهل دفعت الأقارب أو نفعت النّواحب وقد غودر في محلّة الأموات رهينا وفي ضيق المضجع وحيدا قد هتكت الهوامّ جلدته وأبلت النّواهك جدّته وعفت العواصف آثاره ومحا الحدثان معالمه وصارت الأجساد شحبة بعد بضّتها والعظام نخرة بعد قوّتها والأرواح مرتهنة بثقل أعبائها موقنة بغيب أنبائها لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيّئ زللها! أو لستم أبناء القوم والآباء وإخوانهم والأقرباء؟ تحتذون أمثلتهم وتركبون قدّتهم وتطئون جادّتهم؟! فالقلوب قاسية عن حظّها لاهية عن رشدها سالكة في غير مضمارها! كأنّ المعنيّ سواها وكأنّ الرّشد في إحراز دنياها.

واعلموا أنّ مجازكم على الصّراط ومزالق دحضه وأهاويل الله وثارات أهواله ؛ فاتّقوا الله عباد الله تقيّة ذي لبّ شغل التّفكّر قلبه وأنصب الخوف بدنه وأسهر التّهجّد غرار نومه وأظمأ الرّجاء هواجر يومه وظلف الزّهد شهواته وأوجف الذّكر بلسانه وقدّم الخوف لإبانه .

وحفلت هذه المواعظ بجميع ألوان النصح والإرشاد ليستقيم الإنسان في سلوكه ولا يندفع وراء التيارات العاطفية والشهوات النفسية ليكون بمأمن من عذاب الله وغضبه وفي آخر هذه الخطبة فصول مروعة من حياة الإنسان وما يعقبها من الفناء والرحيل عن هذه الدنيا.

ومن خطبة له يعظ فيها أصحابه جاء فيها : فاتّعظوا عباد الله بالعبر النّوافع وانتفعوا بالذّكر والمواعظ فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة وانقطعت منكم علائق الأمنيّة ودهمتكم مفظعات الأمور والسّياقة إلى الورد المورود فـ {كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]: سائق يسوقها إلى محشرها ؛ وشاهد يشهد عليها بعملها .

وفي هذه الكلمات دعوة إلى الاتّعاظ بالعبر وما أكثرها وهي لو تبصّرها الإنسان ووعاها لما اقترف الجرائم والموبقات وهام في ميادين الرذائل والآثام.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.