المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05



المنهج وطبيعة المعرفة  
  
5541   09:30 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص304-305
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 1932
التاريخ: 19-4-2016 3707
التاريخ: 2023-03-04 2331
التاريخ: 21-8-2018 1994

 من الأسس التي يقوم عليها إعداد المناهج هو تحديد طبيعة المعرفة . فكل فرع من فروع المعرفة يتميز بخاصتين رئيستين . الخاصية الأولى وهي عبارة عن هيكل من المعلومات الذي يمثل نتاج ما قدمه العلماء في هذا النوع من فروع المعرفة , ويتضمن الحقائق والتعليمات والنظريات التي توصل إليها الخبراء في هذا الفرع . أما الخاصية الثانية فهي تشمل الأساليب وطرق البحث والدراسة التي استخدمها العلماء أو الخبراء في هذا الفرع .

ومن المربين من يعطي أهمية أكثر بجانب المعلومات, ولذلك فإن المناهج يجب أن تهتم بالجانب المعرفي أو جانب المعلومات , وهناك أكثر من مستوى لهذا الجانب ويمكن تلخيصها في مستويين: مستوى الحقائق والتفاصيل, ومستوى القواعد والأفكار الرئيسية. أما مستوى الحقائق فهو قليل الأهمية من الناحية التربوية, وأما مستوى القواعد والأفكار الرئيسية فيمكن عن طريقها معرفة الكثير من المعلومات , كما يمكن تفسير الكثير من  الظواهر .

وهناك فريق آخر من المربين يؤكد أهمية طرق التفكير والبحث المتصلة بمادة دراسية معينة وعن طريق اكتساب هذه الطرق للتفكير يكتسب الإنسان القدرة على التفكير العلمي , والقدرة على حل المشكلات , وعلى الابتكار والخلق , ولذا فإن هذا الرأي يؤكد ضرورة اهتمام المناهج وطرق التدريس بتدريب التلاميذ على أساليب البحث والدراسة والتفكير , المتصلة بالمواد الدراسية المختلفة .

والواقع أن كلا الاتجاهين له أهميته . فالمناهج يجب أن تعمل على اكساب التلاميذ المعلومات المتصلة بفروع المعرفة  , وفي الوقت نفسه يجب أن تساعد التلاميذ على اكساب طرق البحث والتفكير التي تميز فروع المعرفة المختلفة . لأن جانب المحتوى أو المعلومات وحده غير كافٍ ولا قيمة له دون نظم التفكير التي ساعدت على الوصول إلى هذا المحتوى .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.