أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/10/2022
814
التاريخ: 12-4-2016
3051
التاريخ: 20-10-2015
3823
التاريخ: 31-3-2016
5239
|
من غرر أدعيته هذا الدعاء الجليل و كان يدعو به إذا استقال من ذنوبه أو تضرع إلى اللّه في طلب العفو عن عيوبه حسبما عنون به في الصحيفة و هذا نصه :
اللّهم يا من برحمته يستغيث المذنبون و يا من إلى ذكر احسانه يفزع المضطرون و يا من لخيفته ينتحب الخاطئون يا أنس كل مستوحش غريب و يا فرج كل مكروب كئيب و يا غوث كل مخذول فريد و يا عضد كل محتاج طريد أنت الذي وسعت كل شيء رحمة و علما و أنت الذي جعلت لكل مخلوق في نعمك سهما و أنت الذي عفوه أعلى من عقابه و أنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه و أنت الذي عطاؤه أكثر من منعه و أنت الذي اتسع الخلائق كلهم في وسعه و أنت الذي لا يرغب في جزاء من اعطاه و أنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه و أنا يا إلهي عبدك الذي أمرته بالدعاء فقال: لبيك و سعديك ها أنا ذا يا رب مطروح بين يديك أنا الذي أوقرت الخطايا ظهره و أنا الذي أفنت الذنوب عمره و أنا الذي بجهله عصاك و لم تكن أهلا منه لذاك هل أنت يا إلهي راحم من دعاك فأبلغ في الدعاء؟ أم أنت غافر لمن بكاك فأسرع في البكاء؟ أم أنت متجاوز عمن عفر لك وجهه تذللا أم أنت مغن من شكا إليك فقره توكلا؟ إلهي لا تخيب من لا يجد معطيا غيرك و لا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك إلهي فصل على محمد و آله و لا تعرض عني و قد أقبلت عليك و لا تحرمني و قد رغبت إليك و لا تجبهني بالرد و قد انتصبت بين يديك أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة فصل على محمد و آله و ارحمني و أنت الذي سميت نفسك بالعفو فاعف عني قد ترى يا إلهي فيض دمعي من خيفتك و وجيب قلبي من خشيتك و انتقاض جوارحي من هيبتك كل ذلك حياء منك لسوء عملي و لذاك خمد صوتي عن الجأر إليك و كلّ لساني عن مناجاتك .
حكى هذا المقطع عن عظيم إيمان الإمام باللّه و عميق انقطاعه إليه و قد التجأ إليه في جميع أحواله و شؤونه و اعتصم به في كل ما أهمه لأنه مصدر الفيض و النعم و الخير الذي وسعت رحمته كل شيء و قد تضرع إليه الإمام و توسل و تملق طالبا منه العفو و التوبة و الغفران و لنستمع إلى مقطع آخر من هذا الدعاء :
يا إلهي فلك الحمد فكم من عائبة سترتها علي فلم تفضحني و كم من ذنب غطيته علي فلم تشهرني و كم من شائبة الممت بها فلم تهتك عني سترها و لم تقلدني مكروه شنارها و لم تبد سوأتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي و حسدة نعمتك عندي ثم لم ينهض ذلك عن أن جريت إلى سوء ما عهدت مني!! فمن أجهل مني يا إلهي برشده؟ و من أغفل مني عن حظه؟ و من أبعد مني من استصلاح نفسه حين أنفق ما أجريت علي من رزقك في ما نهيتني عنه من معصيتك؟ و من أبعد غورا في الباطل و أشد أقداما على السوء مني حين أقف بين دعوتك و دعوة الشيطان فاتبع دعوته على غير عمى منى في معرفة به و لا نسيان من حفظي له؟ و أنا حينئذ موقن بأن منتهى دعوتك إلى الجنة و منتهى دعوته إلى النار سبحانك ما اعجب ما أشهد به على نفسي و اعدده من مكتوم أمري و اعجب من ذلك أناتك عني و ابطاؤك عن معاجلتي و ليس ذلك من كرمي عليك بل تأنيا منك و تفضلا منك علي لأن عفوك عني أحب إليك من عقوبتي بل أنا يا إلهي أكثر ذنوبا و أقبح آثارا و أشنع أفعالا و أشد في الباطل تهورا و أضعف عند طاعتك تيقظا و أقل لوعيدك انتباها و ارتقابا من أن أحصي لك عيوبي و أقدر على ذكر ذنوبي و إنما أوبخ بهذا نفسي طمعا في رأفتك التي بها صلاح أمر المذنبين و رجاء لرحمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين .
إن الإمام (عليه السلام) في جميع فترات حياته لم يقترف أي ذنب و لم يرتكب أي خطيئة و إنما كان متحرجا في دينه و متحرجا في سلوكه كأشد ما يكون التحرج و لشدة خوفه من اللّه تعالى و إنابته و انقطاعه إليه فقد نزل نفسه منزلة المذنبين فهو يرجو العفو و الخلاص و النجاة و لنستمع إلى المقطع الأخير في هذا الدعاء :
اللّهم و هذه رقبتي قد ارقّتها الذنوب فصل على محمد و آله فأعتقها بعفوك يا إلهي لو بكيت إليك حتى تسقط أشعار عيني و انتحبت حتى ينقطع صوتي و قمت لك حتى تتنشر قدماي و ركعت لك حتى ينخلع صلبي و سجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي و أكلت تراب الأرض طول عمري و شربت ماء الرماد آخر دهري و ذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ثم لم ارفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي و إن كنت تغفر لي حين استوجب مغفرتك و تعفو عني حين استحق عفوك فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق و لا أنا أهل له باستيجاب إذ كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي ؛ إلهي فإذ قد تغمدتني بسترك فلم تفضحني و تأنيتي بكرمك فلم تعاجلني و حلمت عني بتفضلك فلم تغير نعمتك علي و لم تكدر معروفك عندي فارحم طول تضرعي و شدة مسكنتي و سوء موقفي اللهم صل على محمد و آله وقني من المعاصي و استعملني بالطاعة و ارزقني حسن الإنابة و طهرني بالتوبة و أيدني بالعصمة و استصلحني بالعافية و اذقني حلاوة المغفرة و اجعلني طليق عفوك و عتيق رحمتك و اكتب لي أمانا من سخطك و بشرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى اعرفها و عرفني فيه علامة أتبينها إن ذلك لا يضيق عليك في وسعك و لا يتكأدك في قدرتك و لا يتصعدك في آناتك و لا يؤودك في جزيل هباتك التي دلت عليها آياتك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنك على كل شيء قدير .
لقد عمل الإمام (عليه السلام) كل ما يقربه إلى اللّه زلفى و قدم لآخرته ما لا عين رأت و لا اذن سمعت بمثله ففي ميدان العبادة لم يترك نافلة و لا مستحبا إلا أتى بهما و قد قضي معظم حياته صائما نهاره و قائما ليله و في ميدان المبرات على البائسين و المحرومين فإنه لم يترك لونا من ألوان البر و الإحسان إلا قدمه لهم و هو مع ذلك يرى نفسه مقصرا في طاعته للّه شأنه في ذلك شأن الأنبياء و الأوصياء الذين اخلصوا في عبادتهم و طاعتهم كأعظم ما يكون الاخلاص و هم مع ذلك لم يروا لها أية أهمية في جنب اللّه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|