أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3423
التاريخ: 30-3-2016
3364
التاريخ: 11-04-2015
6898
التاريخ: 1-11-2017
8523
|
كان من أعظم ما يصبو إليه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في حياته الصدقة على الفقراء لإنعاشهم و رفع البؤس عنهم و كان (عليه السلام) يحث على الصدقة و ذلك لما يترتب عليها من الأجر الجزيل فقد قال : ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشيء في تلك الساعة إلا أستجيب له .
كان (عليه السلام) يلبس أفخر الثياب فكان يلبس في الشتاء الخز فإذا جاء الصيف تصدق به أو باعه و تصدق بثمنه و كان يلبس في الصيف ثوبين من متاع مصر و يتصدق بهما إذا جاء الشتاء و كان يقول: إني لأستحي من ربي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت اللّه فيه .
كان (عليه السلام) يتصدق بما يحب و يقول الرواة: إنه كان يتصدق باللوز و السكر فسئل عن ذلك فتلا قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] و روى المؤرخون أنه كان يعجبه العنب و كان صائما فقدمت له جاريته عنقودا من العنب وقت الإفطار فجاء سائل فأمر بدفعه إليه فبعثت الجارية من اشتراه منه و قدمته إلى الإمام فطرق سائل آخر الباب فأمر(عليه السلام) بدفع العنقود إليه فبعثت الجارية من اشتراه منه و قدمته للإمام فطرق سائل ثالث الباب فدفعه الإمام إليه و قد ضارع بهذه المبرة آباءه الذين قدموا قوتهم ثلاثة أيام متوالية و هم صائمون إلى المسكين و اليتيم و الأسير فأنزل الله في حقهم سورة {هَلْ أَتَى} [الإنسان: 1] التي بقيت و سام الشرف لهم على امتداد الزمن حتى يرث الله الأرض و من عليها.
قاسم الإمام أمواله مرتين فأخذ قسما له و تصدق بالقسم الآخر على الفقراء و المساكين و قد ضارع بذلك عمه الإمام الحسن ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقد قاسم أمواله مرتين أو ثلاثا.
و كان أحب شيء عند الإمام (عليه السلام) الصدقة في السر لئلا يعرفه أحد و قد أراد أن يربط نفسه و من يعطيهم من الفقراء برباط الحب في الله و توثيقا لصلته باخوانه الفقراء في الإسلام و كان يحث على صدقة السر و يقول : إنها تطفئ غضب الرب و كان يخرج في غلس الليل البهيم فيوصل الفقراء بهباته و عطاياه و هو متلثم و قد اعتاد الفقراء على صلته لهم في الليل فكانوا يقفون على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا و قالوا : جاء صاحب الجراب و كان له ابن عم يأتيه بالليل فيناوله شيئا من الدنانير فيقول له العلوي : إن علي بن الحسين لا يوصلني و يدعو عليه فيسمع الإمام ذلك و يغضي عنه و لا يعرفه بنفسه و لما توفي (عليه السلام) فقد الصلة فعلم أن الذي كان يوصله هو الإمام فكان يأتي إلى قبره باكيا و معتذرا منه و قال ابن عائشة: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي ابن الحسين , و روى المؤرخون أن جماعة من أهل المدينة كانوا يعيشون و هم لا يدرون من الذي يأتيهم بمعاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتونه بالليل و كان (عليه السلام) شديد التكتم في صلاته و هباته فكان إذا ناول أحدا شيئا غطى وجهه لئلا يعرفه و يقول الذهبي: إنه كان كثير الصدقة في السر , و كان (عليه السلام) يجعل الطعام الذي يوزعه على الفقراء في جراب و يحمله على ظهره و قد ترك أثرا عليه , و يروي اليعقوبي أنه لما غسل الإمام (عليه السلام) وجد على كتفيه جلب كجلب البعير فقيل لأهله ما هذه الآثار؟
فقالوا: من حمل الطعام في الليل يدور به على منازل الفقراء , و على أي حال فقد كانت صدقاته في السر من أعظم المبرات و من أكثرها أجرا و ثوابا عند الله.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|