المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



صدقات الامام السجاد  
  
4269   11:26 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص88-90.
القسم :

كان من أعظم ما يصبو إليه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في حياته الصدقة على الفقراء لإنعاشهم و رفع البؤس عنهم و كان (عليه السلام)  يحث على الصدقة و ذلك لما يترتب عليها من الأجر الجزيل فقد قال : ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشي‏ء في تلك الساعة إلا أستجيب له .

كان (عليه السلام) يلبس أفخر الثياب فكان يلبس في الشتاء الخز فإذا جاء الصيف تصدق به أو باعه و تصدق بثمنه و كان يلبس في الصيف ثوبين من متاع مصر و يتصدق بهما إذا جاء الشتاء و كان يقول: إني لأستحي من ربي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت اللّه فيه‏ .

كان (عليه السلام) يتصدق بما يحب و يقول الرواة: إنه كان يتصدق باللوز و السكر فسئل عن ذلك فتلا قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] و روى المؤرخون أنه كان يعجبه العنب و كان صائما فقدمت له جاريته عنقودا من العنب وقت الإفطار فجاء سائل فأمر بدفعه إليه فبعثت الجارية من اشتراه منه و قدمته إلى الإمام فطرق سائل آخر الباب فأمر(عليه السلام)  بدفع العنقود إليه فبعثت الجارية من اشتراه منه و قدمته للإمام فطرق سائل ثالث الباب فدفعه الإمام إليه‏ و قد ضارع بهذه المبرة آباءه الذين قدموا قوتهم ثلاثة أيام متوالية و هم صائمون إلى المسكين و اليتيم و الأسير فأنزل الله في حقهم سورة {هَلْ أَتَى} [الإنسان: 1] ‏ التي بقيت و سام الشرف لهم على امتداد الزمن حتى يرث الله الأرض و من عليها.

قاسم الإمام أمواله مرتين فأخذ قسما له و تصدق بالقسم الآخر على الفقراء و المساكين‏ و قد ضارع بذلك عمه الإمام الحسن ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقد قاسم أمواله مرتين أو ثلاثا.

و كان أحب شي‏ء عند الإمام (عليه السلام)  الصدقة في السر لئلا يعرفه أحد و قد أراد أن يربط نفسه و من يعطيهم من الفقراء برباط الحب في الله و توثيقا لصلته باخوانه الفقراء في الإسلام و كان يحث على صدقة السر و يقول : إنها تطفئ غضب الرب‏ و كان يخرج في غلس الليل البهيم فيوصل الفقراء بهباته و عطاياه و هو متلثم و قد اعتاد الفقراء على صلته لهم في الليل فكانوا يقفون على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا و قالوا : جاء صاحب الجراب‏ و كان له ابن عم يأتيه بالليل فيناوله شيئا من الدنانير فيقول له العلوي : إن علي بن الحسين لا يوصلني و يدعو عليه فيسمع الإمام ذلك و يغضي عنه و لا يعرفه بنفسه و لما توفي (عليه السلام)  فقد الصلة فعلم أن الذي‏ كان يوصله هو الإمام فكان يأتي إلى قبره باكيا و معتذرا منه‏ و قال ابن عائشة: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي ابن الحسين‏ , و روى المؤرخون أن جماعة من أهل المدينة كانوا يعيشون و هم لا يدرون من الذي يأتيهم بمعاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتونه بالليل‏ و كان (عليه السلام) شديد التكتم في صلاته و هباته فكان إذا ناول أحدا شيئا غطى وجهه لئلا يعرفه‏ و يقول الذهبي: إنه كان كثير الصدقة في السر , و كان (عليه السلام) يجعل الطعام الذي يوزعه على الفقراء في جراب و يحمله على ظهره و قد ترك أثرا عليه , و يروي اليعقوبي أنه لما غسل الإمام (عليه السلام)  وجد على كتفيه جلب كجلب البعير فقيل لأهله ما هذه الآثار؟

فقالوا: من حمل الطعام في الليل يدور به على منازل الفقراء , و على أي حال فقد كانت صدقاته في السر من أعظم المبرات و من أكثرها أجرا و ثوابا عند الله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.