المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الطاغية ابن مرجانة مع الإمام  
  
3423   04:30 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص170-171.
القسم :

أدخلت سبايا آل رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) إلى قصر الامارة حيث يقيم فيه حاكم الكوفة ابن مرجانة و قد بصر الطاغية بالإمام زين العابدين (عليه السلام) و قد انهكته العلة فسأله قائلا: من أنت؟.

- علي بن الحسين ..

- أو لم يقتل اللّه علي بن الحسين؟ .

فأجابه الإمام بأناة: كان لي أخ يسمى عليا قتلتموه و ان له منكم مطلبا يوم القيامة .

فثار ابن زياد في وقاحة و صلف و صاح بالإمام: اللّه قتله .

فأجابه الإمام بكل شجاعة و ثبات: اللّه يتوفى الأنفس حين موتها و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللّه ؛ و دارت الأرض بابن مرجانة و أخذته العزة بالإثم و غاظه أن يتكلم هذا الغلام الأسير بهذه الطلاقة و قوة الحجة و الاستشهاد بالقرآن و يرد عليه كلامه فصاح به: و بك جرأة على رد جوابي!! و فيك بقية للرد علي؟ .

و صاح الرجس الخبيث بأحد جلاديه: خذ هذا الغلام و اضرب عنقه .

و طاشت أحلام السيدة زينب حفيدة الرسول (صلى الله عليه و آله) و انبرت بشجاعة لا يرهبها سلطان فاعتنقت الإمام و قالت لابن مرجانة: حسبك يا ابن زياد من دمائنا ما سفكت و هل ابقيت أحدا غير هذا؟ فإن أردت قتله فاقتلني معه .

و بهر الطاغية و قال متعجبا: دعوه لها يا للرحم ودت أنها تقتل معه .

و لو لا هذا الموقف البطولي من العقيلة لقتل الإمام زين العابدين و ذهبت البقية من نسل الإمام الحسين (عليه السلام) التي هي مصدر الخير و الشرف في الأرض , و روى الجاحظ في رسائله أن ابن مرجانة قال لأصحابه في علي بن الحسين: دعوني اقتله فإنه بقية هذا النسل فاحسم به هذا القرن و أميت به هذا الداء و اقطع به هذه المادة ؛ إلا أنهم أشاروا عليه بالإمساك عنه معتقدين أن ما ألم به من المرض سوف يقضي عليه‏ .

و اختطف بعض الكوفيين الإمام زين العابدين و أخفاه في داره و جعل يكرمه و يحسن إليه و كان كلما رآه أجهش بالبكاء فظن الإمام به خيرا إلا أنه لم تمض فترة يسيرة من الزمن حتى نادى منادي ابن زياد من وجد علي بن الحسين و أتى به فله ثلاث مائة درهم فلما سمعه الكوفي أسرع إلى الإمام فجعل في عنقه حبلا و ربط يديه بالحبل و أخذ الدراهم‏ و هذه البادرة الغريبة - إن صحت- فإنها تعطي صورة عن تهالك المجتمع الكوفي على المادة و تفانيه في الحصول عليها بأي طريق كان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.