المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

رنين الفرومغناطيسية المضادة antiferromagnetic resonance
14-11-2017
الخط العربي بعد الاسلام
28-7-2016
إسناد الانتهاك إلى المنظمة (العنصر الموضوعي)
8-3-2017
الايجاب الموجه إلى الجمهور في البيع
10-5-2016
التوضيح الكارتوغرافى للحرارة
2024-09-12
Inflection Introduction
20-1-2022


ثورة المدينة واسباب الثورة  
  
2954   11:30 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص377-378.
القسم :

هي من الثورات الرهيبة التي كوت قلوب المسلمين و هزت مشاعرهم و عواطفهم و تأتي في الأهمية بعد كارثة كربلاء التي اخلدت المآسي للمسلمين و لا بدلنا من وقفة قصيرة للتحدث عنها فمن أسباب هذه الثورة العارمة و دوافعها فهي كما يلي:

1- إن الأكثرية الساحقة من أهالي يثرب كانت تضمر الحقد و العداء لبني أمية و تقف من حكمهم موقف المعارضة فالأنصار كانوا يعادون بني أمية و هم الذين أجهزوا على عثمان و قتلوه و بايعوا عليا و نصروه و كانوا يرون أن الأسرة النبوية أولى بقيادة الأمة و زعامتها من غيرهم و كان على رأس الانصار المجاهد الكبير أبو ايوب الانصاري و قد شهد مع الإمام أمير المؤمنين صفين كما شهد معه سبعون من الأنصار و كان الأمويون يعلمون ببغض الانصار لهم فقد أرسل يزيد بن معاوية إلى كعب بن جعيل الشاعر المعروف أن يهجو الأنصار فامتنع من اجابته و قال له: أرادي إلى الشرك بعد الإيمان؟ لا اهجو قوما نصروا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و لكن ادلك على غلام منا نصراني فدله على الأخطل فهجا الأنصار و عبد الرحمن بن حسان بقصيدة قال فيها:

ذهبت قريش بالمكارم كلها                 و اللؤم تحت عمائم الأنصار

و يضاف إلى الأنصار الأسر التالية التي كانت تحقد على الأمويين.

ا - الأسرة النبوية و ترى أنها أحق بالخلافة من الأمويين.

ب - أسرة الزبير.

ج - أسرة أبي بكر.

د - أسرة عمر.

و هذه الأسر كانت حاقدة على الأمويين و تتآمر عليهم و تعمل جاهدة في وضح النهار و في غلس الليل على الإطاحة بالحكم الأموي.

2- و من أهم أسباب الثورة في يثرب ما جرى على آل النبي (صلى الله عليه واله) من القتل و التنكيل و سبي حرائر الرسالة و عقائل الوحي فقد الهبت المشاعر و العواطف و حفزت الجماهير إلى اعلان نقمتها و سخطها على الحكم الأموي و مما زاد في هيجان الرأي العام و اندفاعه للثورة لوعة السيدات من بني هاشم و ندبتهن للإمام الحسين (عليه السلام) بأشجى ندبة فقد اندفعت إحدى السيدات و هي تخاطب المسلمين قائلة:

ما ذا تقولون إن قال النبي لكم‏             ما ذا فعلتم و أنتم آخر الأمم‏

بعترتي و بأهلي بعد منقلبي‏                منهم أسارى و منهم ضرجوا بدم‏

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم‏                   أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي‏

لقد عملت اللوعة على أهل البيت (عليه السلام) على ايقاظ الجماهير في يثرب و اندفاعها بحماس بالغ إلى اعلان العصيان المسلح على الحكم الأموي.

3- و من أسباب الثورة خلاعة يزيد و تجاهره بالفسق و الفجور و اعلانه ارتكاب الموبقات و المعاصي و قد رأى الاخيار و المتحرجون في دينهم أن الخروج على حكومة يزيد واجب شرعي و أنهم مسؤولون أمام اللّه تعالى عن سكوتهم و قد أدلى بذلك أحد زعماء الثورة عبد اللّه بن حنظلة يقول: و اللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمي بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح الأمهات و البنات و يشرب الخمر و يدع الصلاة و اللّه لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت للّه فيه بلاء حسنا و يقول المنذر بن الزبير و هو من اعلام الثورة: إنه - أي يزيد- قد أجازني بمائة ألف و لا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره و اللّه إنه ليشرب الخمر و اللّه أنه ليسكر حتى يدع الصلاة .

إن هذه العوامل - فيما أحسب- من أهم الأسباب في ثورة المدينة على حكومة يزيد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.