المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



محمد بن شهاب  
  
3217   03:46 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص319-325 .
القسم :

الزهري عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام) و أضاف أنه عدو  و قد نسبه الشيخ إلى جده الأعلى فإنه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله شهاب‏  و لا بدلنا من وقفة قصيرة للبحث عنه:

1- ولادته:

كانت ولادة الزهري سنة50هـ و أما ما قيل من أن سنه و سن الإمام واحد فليس بصحيح فإن الإمام أكبر منه بثلاث عشرة سنة .

2- نشأته:

نشأ في يثرب نشأة علمية و قد اتصل بالإمام (عليه السلام) و أخذ الكثير من علومه كما اتصل بغيره من أبناء الصحابة.

3- مكانته العلمية:

هو أحد الأعلام من أئمة الإسلام حسب ما يقول ابن حجر و ابن كثير  .

قال الليث: ما رأيت عالما أجمع من ابن شهاب و لا أكثر علما منه لو سمعته يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا و إن حدث عن الانسان لقلت: لا يعرف إلا هذا و إن حدث عن القرآن و السنة كان حديثه نوعا جامعا ؛ و روى الليث عن الزهري أنه قال: ما نشر أحد من الناس الناس هذا العلم نشري و لا بذله بذلي‏ .

4- سخاؤه:

كان محمد من أسخياء العرب و قد قال فيه عمر و بن دينار: ما رأيت أحدا انص للحديث من الزهري و لا أهون من الدينار و الدرهم عنده و ما الدراهم و الدنانير عنده إلا بمنزلة البعر  و فيه يقول فائد بن أقرم:

زر ذا و اثن على الكريم محمد            و اذكر فواضله على الأصحاب‏

و إذا يقال من الجواد بماله‏                قيل الجواد محمد بن شهاب‏

أهل المدائن يعرفون مكانه‏                 و ربيع ناديه على الاعراب‏

يشري وفاء جفانه و يمدها                بكسور انتاج و فتق لباب‏

و قد عاتبه على اسرافه رجاء بن حياة فقال له: لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم - يعني بني أمية- ما بأيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانيك فوعده الزهري بالاقلال و عدم الاسراف فمر به بعد ذلك و قد وضع موائد الطعام و هي حافلة بالعسل و غيره فقال له رجاء: يا أبا بكر ما هذا الذي فارقتنا عليه؟ فقال له الزهري: أنزل فان السخي لا تؤدبه التجارب و قد نظم بعض الشعراء هذا المعنى بقوله:

له سحائب جود في أنامله‏                  أمطارها الفضة البيضاء و الذهب‏

يقول في العسر ان أيسرت ثانية          أقصرت عن بعض ما أعطي و ما أهب‏

حتى إذا عاد أيام اليسار له‏                 رأيت أمواله في الناس تنتهب‏

اتصاله ببني أمية:

كان الزهري وثيق الصلة بالأمويين و كانوا يغدقون عليه الأموال الطائلة لأنه قد سار في ركابهم و دافع عن مظالمهم و قد قضى عنه هشام مرة من الديون التي عليه ثمانين ألف درهم‏  و قد وفد على عبد الملك بدمشق فأكرمه و قضى دينه و فرض له في بيت المال‏  فأخلص لهم كأعظم ما يكون الاخلاص و كان من أصلب المدافعين عنهم.

كان الزهري من المعجبين بالإمام زين العابدين (عليه السلام) و قد روى المؤرخون طائفة من الكلمات القيمة التي أشاد بها بفضل الإمام و غزارة علمه و فقهه .

تفريج الإمام عنه:

فرج الإمام (عليه السلام) عن الزهري هما وقع فيه فقد روى المؤرخون أنه حينما كان عاملا لبني أمية عاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة فخرج الزهري هائما على وجهه و توحش و دخل إلى غار و مكث فيه عدة سنين و حج الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى بيت اللّه فأتاه الزهري فقال له الإمام: إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك فابعث بدية مسلمة إلى أهله و أخرج إلى أهلك و معالم دينك ؛ و فرح الزهري و راح يقول له: فرجت عني يا سيدي اللّه اعلم حيث يجعل رسالته في من يشاء و تركه و انصرف إلى أهله‏  فقد أنقذه الإمام من هم مقيم كاد يؤدي بحياته.

رسالة الإمام إليه:

1- و كتب الإمام للزهري الرسالة التالية و هي من مفاخر الوثائق السياسية في الإسلام فقد نعى عليه اتصاله ببني أمية و خدمته لهم و حذره من عذاب اللّه و عقابه لأنه سار في ركابهم و هذا نصها:

كفانا اللّه و إياك من الفتن و رحمك من النار فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك فقد أثقلتك نعم اللّه بما أصح من بدنك و أطال من عمرك و قامت عليك حجج اللّه بما حملك من كتابك و فقهك فيه من دينك و عرفك من سنة نبيه محمد (صلى الله عليه واله) فرض لك في كل نعمة أنعم بها عليك و في كل حجة احتج بها عليك الفرض فما قضى إلا ابتلى شكرك في ذلك و أبدى فيه فضله عليك فقال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] .

فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي اللّه فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها؟ و عن حججه عليك كيف قضيتها؟ و لا تحسبن اللّه قابلا منك بالتعذير و لا راضيا منك بالتقصير هيهات هيهات ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه إذ قال‏ {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] و اعلم أن أدنى ما كتمت و اخف ما احتملت إن آنست وحشة الظالم و سهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت و إجابتك له حين دعيت فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة و أن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك و دنوت ممن لم يرد على أحد حقا و لم تردّ باطلا حين أدناك و أحببت من حاد اللّه أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم و جسرا يعبرون عليك إلى‏

بلاياهم و سلما إلى ضلالتهم داعيا إلى غيهم سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء و يقتادون بك قلوب الجهال إليهم فلم يبلغ أخص وزرائهم و لا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من اصلاح فسادهم و اختلاف الخاصة و العامة إليهم , فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك و ما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك؟ فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك و حاسبها حساب رجل مسؤول , و انظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا و كبيرا فما أخوفني أن تكون كما قال اللّه في كتابه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف: 169] إنك لست في دار مقام أنت في دار قد آذنت برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائه طوبى لمن كان في الدنيا على و جل يا بؤس لمن يموت و تبقى ذنوبه من بعده.

احذر فقد نبئت و بادر فقد أجلت إنك تعامل من لا يجهل و إن الذي يحفظ عليك لا يغفل تجهز فقد دنا منك سفر بعيد و داو ذنبك فقد دخله سقم شديد و لا تحسب أني أردت توبيخك و تعنيفك و تعييرك لكني أردت أن ينعش اللّه ما قد فات من رأيك و يرد إليك ما عزب من دينك و ذكرت قول اللّه تعالى في كتابه: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] ‏ .

أغفلت ذكر من مضى من أسنانك و أقرانك و بقيت بعدهم كقرن أعضب‏ انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه أم هل تراهم ذكرت خيرا علموه و علمت شيئا جهلوه بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامة و كلفهم بك إذ صاروا يقتدون برأيك و يعملون بأمرك إن احللت أحلوا و إن حرمت حرموا و ليس عندك و لكن أظهرهم عليك رغبتهم في ما لديك ذهاب علمائهم و غلبة الجهل عليك و عليهم و حب الرئاسة و طلب الدنيا منك و منهم أ ما ترى ما أنت فيه من الجهل و الغرة و ما الناس فيه من البلاء و الفتنة قد ابتليتهم و فتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت أو يدركوا به مثل الذي أدركت فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه و في بلاء لا يقدر قدره فاللّه لنا و لك و هو المستعان.

أما بعد: فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في اسمالهم‏  لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم و بين اللّه حجاب و لا تفتنهم الدنيا و لا يفتنون بها رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك و رسوخ علمك و حضور أصلك فكيف سلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المأفون في رأيه‏  و المدخول في عقله إنا للّه و إنا إليه راجعون على من المقول؟ و عند من المستعتب؟ نشكو إلى اللّه بثنا و ما نرى فيك و نحتسب عند اللّه مصيبتنا بك ؛ فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا و كبيرا؟ و كيف اعظامك لمن جملك بدينه في الناس جميلا؟ و كيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرا و كيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا؟ ما لك لا تنتبه من نعستك و تستقيل من عثرتك فتقول: و اللّه ما قمت للّه مقاما واحدا أحييت به له دينا أو أمت له فيه باطلا فهذا شكرك من استحملك ما أخوفني أن تكون كما قال اللّه في كتابه: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] استحملك كتابه و استودعك علمه‏ فأضعتها فنحمد اللّه الذي عافانا مما ابتلاك به و السلام  لا أعرف وثيقة سياسة أروع من هذه الوثيقة فقد حفلت بما يلي:

أولا: إنها نعت على الزهري اتصاله بالأمويين مع سمو مكانته العلمية.

ثانيا: انها حرمت الاتصال بالحكم الأموي الجائر و إن تأييده و العمل في جهازه إنما هو تأييد للظلم و الجور و محاربة للّه و رسوله.

ثالثا: ان استقطاب الأمويين للزهري و هو من أبرز علماء عصره قد جعلوه جسرا يعبرون عليه لظلم الرعية و سلب ثرواتها و الحكم فيها بغير ما أنزل اللّه.

رابعا: إن انضمام الزهري للأمويين قد جلبوا بذلك قلوب الجهال و سيطروا على عواطفهم و أضافوا الشرعية على حكمهم الجائر.

خامسا: إن ما استفاده الزهري من أموال الأمويين و هباتهم الوفيرة التي أغدقوها عليه لا يقاس بما سلبوا منه فقد سلبوا دينه و كرامته.

سادسا: إن انضمام الزهري للأمويين قد اغرى بذلك ناشئة المسلمين بطلب العلم لينالوا ما ناله و بذلك يكون طلب العلم لا للّه و إنما للاتصال بالهيئة الحاكمة و الظفر بخيراتها و هباتها.

سابعا: إنها ذكرت الزهري بألطاف اللّه و نعمه عليه و حذرته من عذابه و نقمته هذه بعض البنود التي احتوت عليها هذه الرسالة الذهبية.

و روى الزهري كوكبة من الأخبار عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) يتعلق بعضها في أحكام الشريعة و بعضها في آداب السلوك و محاسن الأخلاق و بعضها في شؤون الإمام و أحواله .

و نص الشيخ الطوسي في رجاله على أن الزهري من مبغضي أهل البيت (عليهم السلام) و ذكر ذلك غير واحد من الاعلام إلا أن المصادر التي بأيدينا التي نقلت الكثير من شؤونه و أحواله لم تذكر أي بادرة تدل على عدائه لهم و قال السيد الخوئي: و بما ذكرنا يظهر أن نسبة العداوة إليه على ما ذكره الشيخ لم تثبت بل الظاهر عدم صحتها .

توفي الزهري سنة123هـ و قيل غير ذلك‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.