المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

العهد الاشوري القديم
13-1-2017
The Circulatory System
5-11-2015
الغلاف الجوي للأرض والقمر
3-3-2022
إسقاط الخرائط السياحية
6-4-2022
موضوعات القانون الدولي الخاص
25-3-2017
آياتُ الله في حالتي النوم واليقظةِ
20-10-2015


السيد مهنّا بن سنان  
  
3528   05:36 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص95-97.
القسم :

هو السيد مهنّا بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة بن محمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب ابن أبي عمارة مهنّا الاكبر بن أبي هاشم داوود بن الأمير شمس الدين أبي أحمد القاسم بن الأمير علي عبيد اللّه  ابن أبي الحسن طاهر (الذي قيل في حقه العالم الفاضل الكامل الجامع الورع الزاهد الصالح العابد التقي النقيّ الميمون الجليل القدر العظيم الشأن الرفيع المنزلة العاليّ الهمّة، حتى نسب ابناء اخيه إليه فقيل أبناء أخي طاهر، و منهم الشريف أبو محمد الحسن بن محمد يحيى النسابة الذي روى عن الشيخ التلعكبري و توفي سنة (358) هـ و دفن في بيته ببغداد في محلّه تسمى بسوق العطش، و قد أدركه الشيخ المفيد في شبابه و أخذ منه.

و نقل السيد ضامن بن شدقم انّه: كانت بين أبي الحسن طاهر و بين أحد أهالي خراسان محبة و مودّة فكان الخراساني كلّما حجّ بيت اللّه و زار رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و أئمة الهدى (عليهم السّلام) في المدينة، يأتي الى السيد و يعطيه مائتي دينار، فكان هذا دأبه، حتى قال أحد المعاندين للخراساني لم تضيّع مالك و تصرفه في غير محلّه؟ و هذا السيد يصرف مالك في غير طاعة اللّه و طاعة رسوله.

فقطع الخراساني عطاءه عن السيد ثلاث سنين، فتألم السيد و رأى في احدى الايام جدّه في النوم فقال له: لا تحزن فانّي أمرت الخراساني بأن يديم عطاءه لك كل سنة و يعوّضك ما فاتك في هذه السنين، و رأى الخراساني أيضا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في النوم قائلا له: يا فلان سمعت قول الأعداء في حق ابني طاهر، فلا تقطع صلته و اعطه عوض ما فاته من السنين الماضية.

فذهب الرجل الى مكة ببهجة و سرور ثم جاء الى السيد في المدينة و قبل يده و رجله و أعطاه ستمائة دينار و بعض الهدايا فقال السيد: أ رأيت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في المنام، فأمرك بهذا؟ قال: نعم، فقصّ السيد رؤياه عليّ الخراساني و أهوى الخراساني الى يده و رجله فقبّلهما مرّة اخرى و اعتذر منه.

و هذا السيد هو ابن العالم الفاضل العارف الورع الزاهد أبي الحسن يحيى النسابة الذي جمع أول كتاب في نسب آل أبي طالب، و كان رحمه اللّه عارفا بأصول العرب و فروعها حافظا لأنسابها و وقائع الحرمين و أخبارها، ولد في محرم سنة (214) بعقيق المدينة، و توفي سنة  (277) بمكة و دفن في جوار خديجة الكبرى رضي اللّه عنها)، ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسن جعفر الحجة بن عبيد اللّه بن الحسين الاصغر ابن الامام زين العابدين (عليه السّلام) على أيّة حال، كان السيد مهنّا المذكور علامة فقيها نبيها محققا مدققا جامعا للفضائل و الكمالات و هو في غاية الجلالة و العظمة و هو صاحب (المسائل المدنية) و هي المسائل التي سأل عنها آية اللّه العلامة الحلّي (رحمه اللّه) فأجاب عليها العلامة و مدحه كثيرا فقال في جملة ما أجاب عليه: السيد الكبير النقيب الحسيب النسيب المرتضى مفخر السادة و زين السيادة معدن المجد و الفخار و الحكم و الآثار، الجامع للقسط الأوفى من فضائل الاخلاق و السهم المعلّى من طيب الاعراق مزيّن ديوان القضاء باظهار الحق على الحجة البيضاء عند ترافع الخصماء، نجم الملّة و الحق و الدين مهنّا بن سنان الحسيني، القاطن بمدينة جدّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الساكن مهبط وحي اللّه سيد القضاة و الحكّام بين الخاصّ و العام، شرّف أصغر خدمه و أقلّ خدّامه رسائل في ضمانها مسائل الى غير ذلك .

 يروي السيد مهنّا المذكور عن العلامة و فخر المحققين، و أجاز للشيخ الشهيد (رحمه اللّه) و ذكر السيد علي السمهودي في جواز العقدين حكاية في جلالته تشبه حكاية جدّه السيد أبي الحسن طاهر و قد ذكرها شيخنا (النوري) في خاتمة المستدرك.

و قال السيد ضامن بن شدقم المدني في التحفة عند ذكر السيد مهنّا بن سنان: ذكر والدي علي بن الحسين في شجرة الانساب، اتصال نسب السادة الابدال المقيمين بكاشان في بلاد العجم بنسب سنان القاضي و هم معروفون هناك ب واحدة انتهى‏ .

و قال الحموي في معجم البلدان: و الى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المعروف بالعقيقي، له عقب و في ولده رئاسة و من ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن عليّ بن محمد العقيقي أبو القاسم، كان من وجوه‏ الأشراف بدمشق و مات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة (378) و دفن بالباب الصغير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.