أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2019
2523
التاريخ: 14-10-2015
3858
التاريخ: 9-4-2016
3400
التاريخ: 10-4-2016
3221
|
اضطرب الامام من هؤلاء المارقين عن الدين فأرسل إليهم عبد الله ابن عباس وأمره أن لا يخوض معهم في ميدان البحث والخصومة حتى يأتيه ولما اجتمع بهم ابن عباس لم يجد بدا من الدخول معهم في مسرح البحث فقال لهم : ما نقمتم من الحكمين؟ وقد قال الله عز وجل : {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] فكيف بأمة محمد (صلى الله عليه واله)
فأجابه الخوارج : أما ما جعل حكمه الى الناس وأمر بالنظر فيه والاصلاح له فهو إليهم كما أمر به وما حكم فأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فيه حكم في الزاني مائة جلدة وفي السارق بقطع يده فليس للعباد أن ينظروا فيه ؛ واندفع ابن عباس يجيبهم : إن الله عز وجل يقول : {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95] أو تجعل الحكم في الصيد والحدث يكون بين المرأة وزوجها كالحكم في دماء المسلمين؟ وهذه الآية بيننا وبينك أعدل عندك ابن العاص؟ وهو بالأمس يقاتلنا ويسفك دماءنا فان كان عدلا فلسنا بعدول ونحن اهل حربه وقد حكمتم في أمر الله الرجال وقد امضى الله عز وجل حكمه في معاوية وحزبه أن يقتلوا أو يرجعوا وقبل ذلك دعوناهم الى كتاب الله عز وجل فأبوه ثم كتبتم بينكم وبينه كتابا وجعلتم بينكم وبينه الموادعة والاستفاضة وقد قطع الله الاستفاضة والموادعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ نزلت براءة إلا من أقر بالجزية , وبقى ابن عباس يحاججهم ويحاججونه لم تغن معهم شيئا الأدلة القطعية والبراهين الحاسمة التي أقامها على خطل رأيهم.
ورحل الامام إليهم تصحبه زمرة من اصحابه ليناظر هؤلاء المارقين فانتهى (عليها السلام) الى فسطاط يزيد بن قيس فدخل فيه وتوضأ وصلى ركعتين ثم اقبل نحو القوم فرأى ابن عباس يناظرهم فزجره قائلا : انته عن كلامهم ألم انهك رحمك الله؟ ثم التفت الى القوم قائلا : اللهم , إن هذا مقام من افلج فيه كان اولى بالفلج يوم القيامة ومن نطق فيه وأوعث فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا ثم قال لهم : من زعيمكم؟
قالوا : ابن الكواء ؛ فوجه (عليها السلام) خطابه إليه وإليهم : ما اخرجكم علينا؟
قالوا : حكومتكم يوم صفين .
قال : انشدكم بالله أتعلمون انهم حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم الى كتاب الله قلت لكم إني اعلم بالقوم منكم إنهم ليسوا باصحاب دين ولا قرآن اني صحبتهم وعرفتهم اطفالا ورجالا فكانوا شر اطفال وشر رجال امضوا على حقكم وصدقكم فانما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودهنا ومكيدة فرددتم علىّ رأيي وقلتم لا ؛ بل نقبل منهم فقلت لكم اذكروا قولي لكم ومعصيتكم اياى فلما ابيتم الا الكتاب اشترطت على الحكمين ان يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن فان حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكما يحكم بما في القرآن وإن أبيا فنحن من حكمهما برآء فدحضت هذه الحجة النيرة جميع ما تمسكوا به لاثبات فكرتهم الواهنة واندفعوا بلين لا عسف فيه نحو الامام قائلين له : اتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟
قال (عليه السلام) : لسنا حكمنا الرجال إنما حكمنا القرآن وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق انما يتكلم به الرجال.
قالوا : فخبرنا عن الأجل لم جعلته فيما بينك وبينهم؟
قال : ليعلم الجاهل ويثبت العالم ولعل الله عز وجل يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة.
ورأى الامام (عليها السلام) منهم اذعانا لكلامه ومقاربة شديدة له فقال لهم : ادخلوا مصركم رحمكم الله , فأجابوا الى ذلك ورحلوا عن آخرهم معه الى الكوفة ولكنهم بقوا على فكرتهم يذيعونها بين الكوفيين وينشرون الشغب ويدعون الى البغي وقد شاع أمرهم وقويت شوكتهم واندفع بعضهم الى الامام وهو يخطب فقطع عليه خطابه تاليا قوله تعالى {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]فأجابه الامام بآية اخرى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60] وجعل الأمر يمعن في الفساد بين الامام وبين هؤلاء المارقين فقد أخذوا يتعرضون للآمنين وينشرون الرعب والفزع فى البلاد الأمر الذي أوجب اضطراب الامن العام وشيوع الخوف بين جميع المواطنين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|