المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الكزبرة Coriandrum sativum
1-8-2022
الحدوث ومعاني الزمن
18-5-2016
العوامل المؤثرة في استغلال الموارد الاقتصادية - العوامل البشرية للإنتاج – السكان
14-1-2023
أقسام الخدمات في المصنع
2-6-2016
الكالسايت Calcite
2024-06-19
اصناف ذرة المكانس
6-4-2016


كتاب الامام إلى قريش  
  
3221   11:48 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص152-154
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-02-2015 3843
التاريخ: 15-3-2016 3476
التاريخ: 13-3-2019 2653
التاريخ: 13-3-2019 2294

كتب الإمام (عليه السلام) رسالة إلى القرشيّين بما فيهم معاوية يدعوهم جميعا إلى حقن الدماء وجمع الكلمة وجاء في رسالته لهم بعد البسملة : سلام عليكم فإنّي أحمد الله الّذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد , فإنّ لله تعالى عبادا آمنوا بالتّنزيل وعرفوا التّأويل وتفقّهوا في الدّين وبيّن الله فضلهم في القرآن الحكيم وأنتم في ذلك الزّمان أعداء للرّسول تكذّبون بالكتاب ومجمعون على حرب المسلمين من ثقفتم  منهم حبستموه أو عذّبتموه أو قتلتموه حتّى أراد الله إعزاز دينه وإظهار أمره فدخلت العرب في الدّين أفواجا وأسلمت له هذه الأمّة طوعا وكرها فكنتم فيمن دخل في هذا الدّين إمّا رغبة وإمّا رهبة على حين فاز أهل السّبق بسبقهم وفاز المهاجرون بفضلهم ولا ينبغي لمن ليست له مثل سوابقهم في الدّين ولا مثل فضائلهم في الإسلام أن ينازعهم الأمر الّذي هم أهله فيحوب ويظلم ولا ينبغي لمن كان له عقل أن يجهل قدره ويعدو طوره ويشقي نفسه بالتماس ما ليس بأهله فإنّ أولى النّاس بأمر هذه الأمّة قديما وحديثا أقربها من الرّسول وأعلمها بالكتاب وأفقهها في الدّين أوّلهم إسلاما وأفضلهم جهادا وأشدّهم بما تحمله الأئمّة من أمر الأمّة اضطلاعا فاتّقوا الله الّذي إليه ترجعون ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون ؛ واعلموا أنّ خيار عباد الله الّذين يعملون بما يعلمون وأنّ شرارهم الجهّال الّذين ينازعون بالجهل أهل العلم ؛ فإنّ للعالم بعلمه فضلا وإنّ الجاهل لا يزداد بمنازعته العالم إلاّ جهلا ألا وإنّي أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه وحقن دماء هذه الأمّة فإن قبلتم أصبتم رشدكم واهتديتم لحظّكم وإن أبيتم إلاّ الفرقة وشقّ عصا هذه الأمّة لم تزدادوا من الله إلاّ بعدا ولا يزداد الرّبّ عليكم إلاّ سخطا والسّلام.

حكت هذه الرسالة الدعوة المباركة التي دعا بها النبيّ (صلى الله عليه واله) قريشا إلى الإسلام ونبذ الأصنام فقاومتها قريش بجميع ما تملك من الوسائل والتي كان منها إنزال العذاب القاسي الأليم على من آمن بالله ورسوله قتلا وحبسا حتّى اضطرّ المسلمون إلى الهجرة إلى الحبشة ولمّا أعزّ الله دينه ونصر عبده ورسوله وأرغم انوف القرشيّين دخلوا في الإسلام لا إيمانا به وإنّما كان خوفا من حدّ السيف , وعرض الإمام (عليه السلام) في رسالته إلى من هو أولى بأمر الامّة وأحقّ بخلافتها وهم العترة الطاهرة وذلك لقربها من النبيّ (صلى الله عليه واله) بالإضافة إلى علمها بكتاب الله تعالى وإحاطتها بسنّة رسوله (صلى الله عليه واله) وغير العترة لا نصيب لها من العلم والفضل , وختم الإمام رسالته بالدعوة إلى جمع الكلمة والمحافظة على دماء المسلمين.

وانتهت نسخة الإمام إلى معاوية فأجاب :

أمّا بعد ؛ فإنّه :

ليس بيني وبين قيس عتاب     غير طعن الكلى وضرب الرّقاب

ولمّا قرأ الإمام (عليه السلام) هذا الجواب تلا قوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56] .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.