المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



[ممارسة معاوية لسياسة البطش والجبروت]  
  
2866   01:52 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص138-140.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

ساس معاوية الأُمّة سياسةَ بطشٍ وجبروت فاستهان بمقدّراتها وكرامتها وقد أعلن بعد الصلح أنّه إنّما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتأمّر عليهم وأنّ جميع ما أعطاه للإمام الحسن (عليه السّلام) مِن شروط فهي تحت قدميه لا يفي بشيء منها وقد أدلى بتصريح عبّر فيه عن كبريائه وجبروته فقال : نحن الزمان مَنْ رفعناه ارتفع ومَنْ وضعناه اتّضع ؛ وسار عمّاله وولاته على هذه الخطة الغادرة فقد خطب عتبة بن أبي سفيان بمصر فقال : يا حاملي آلام اُنوفٍ رُكّبت بين أعين إنّي قلّمت أظفاري عنكم ليلين مسيئكم وسألتكم إصلاحكم إذا كان فسادكم باقياً عليكم فأمّا إذا أبيتم إلاّ الطعن على السلطان والنقض للسلف فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم فإنْ حسمتُ أدواءكم وإلاّ فإنّ السيف مِن ورائكم , فكم حكمة منّا لمْ تعِها قلوبكم ومِن موعظة منّا صمّت عنها آذانكم ولست أبخل بالعقوبة إذا جدتم بالمعصية .

وخاطب المصريين في خطاب آخر له فقال : يا أهل مصر إيّاكم أنْ تكونوا للسيف حصيداً ؛ فإنّ لله ذبيحاً لعثمان ؛ لا تصيروا إلى وحشة الباطل بعد أُنس الحقّ بإحياء الفتنة وإماتة السنن ؛ فأطأكم والله وطأةً لا رمق معها حتّى تنكروا ما كنتم تعرفون ؛ ومثّلت هذه القطع مِن خطابه مدى أحقاده على الأُمّة وتنكّره لجميع قيمها وأهدافها ؛ ومِن اُولئك الولاة الذين كفروا بالحقّ والعدل خالد القسري ؛ فقد خطب في مكة وهو يهدّد المجتمع بالدمار والفناء فقد جاء في خطابه : أيّها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة وإيّاكم والشبهات ؛ فإنّي والله ما اُوتي لي بأحدٍ يطعن على إمامه إلاّ صلبته في الحرم .

وكانت هذه الظاهرة ماثلة عند جميع حكام الاُمويِّين وولاتهم يقول الوليد بن يزيد :

فدعْ عنكَ إدكارك آل سعدى           فنحن الأكثرون حصىً ومالا

ونحنُ المالكون الناس قسراً              نسومُهُمُ المذلّةَ والنّكالا

ونوردهُمْ حياضَ الخسف ذلاً               وما نألوهمُ إلاّ خبالا

وصوّرت هذه الأبيات مدى استهانته بالأُمّة فإنّه مع بقية الحكّام مِن أُسرته قد ملكوا الناس بالغلبة والقوّة وإنّهم يسومونهم الذلّ ويوردونهم حياض الخسف ؛ ومِنْ اُولئك الملوك عبد الملك بن مروان ،  فقد خطب في يثرب أمام أبناء المهاجرين والأنصار فقال : ألا وإنّي لا اُداوي أمر هذه الأُمّة إلاّ بالسيف حتّى تستقيم قناتكم وإنّكم تحفظون أعمال المهاجرين الأوّلين ولا تعملون مثل عملهم وإنّكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون أنفسكم , والله لا يأمرني أحدٌ بتقوى الله بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه .

وحفل هذا الخطاب بالطغيان الفاجر على الأُمّة فهو لا يرى حلاً لأزماتها إلاّ بسفك الدماء وإشاعة الجور والإرهاب أمّا بسط العدل ونشر الدعة والرفاهية بين الناس فلمْ يفكّر به ولا دار بخلده ولا في خلد واحد مِن حكّام الاُمويِّين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.