أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3027
التاريخ: 7-4-2016
3556
التاريخ: 18-11-2017
8154
التاريخ: 5-4-2016
3327
|
ساس معاوية الأُمّة سياسةَ بطشٍ وجبروت فاستهان بمقدّراتها وكرامتها وقد أعلن بعد الصلح أنّه إنّما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتأمّر عليهم وأنّ جميع ما أعطاه للإمام الحسن (عليه السّلام) مِن شروط فهي تحت قدميه لا يفي بشيء منها وقد أدلى بتصريح عبّر فيه عن كبريائه وجبروته فقال : نحن الزمان مَنْ رفعناه ارتفع ومَنْ وضعناه اتّضع ؛ وسار عمّاله وولاته على هذه الخطة الغادرة فقد خطب عتبة بن أبي سفيان بمصر فقال : يا حاملي آلام اُنوفٍ رُكّبت بين أعين إنّي قلّمت أظفاري عنكم ليلين مسيئكم وسألتكم إصلاحكم إذا كان فسادكم باقياً عليكم فأمّا إذا أبيتم إلاّ الطعن على السلطان والنقض للسلف فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم فإنْ حسمتُ أدواءكم وإلاّ فإنّ السيف مِن ورائكم , فكم حكمة منّا لمْ تعِها قلوبكم ومِن موعظة منّا صمّت عنها آذانكم ولست أبخل بالعقوبة إذا جدتم بالمعصية .
وخاطب المصريين في خطاب آخر له فقال : يا أهل مصر إيّاكم أنْ تكونوا للسيف حصيداً ؛ فإنّ لله ذبيحاً لعثمان ؛ لا تصيروا إلى وحشة الباطل بعد أُنس الحقّ بإحياء الفتنة وإماتة السنن ؛ فأطأكم والله وطأةً لا رمق معها حتّى تنكروا ما كنتم تعرفون ؛ ومثّلت هذه القطع مِن خطابه مدى أحقاده على الأُمّة وتنكّره لجميع قيمها وأهدافها ؛ ومِن اُولئك الولاة الذين كفروا بالحقّ والعدل خالد القسري ؛ فقد خطب في مكة وهو يهدّد المجتمع بالدمار والفناء فقد جاء في خطابه : أيّها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة وإيّاكم والشبهات ؛ فإنّي والله ما اُوتي لي بأحدٍ يطعن على إمامه إلاّ صلبته في الحرم .
وكانت هذه الظاهرة ماثلة عند جميع حكام الاُمويِّين وولاتهم يقول الوليد بن يزيد :
فدعْ عنكَ إدكارك آل سعدى فنحن الأكثرون حصىً ومالا
ونحنُ المالكون الناس قسراً نسومُهُمُ المذلّةَ والنّكالا
ونوردهُمْ حياضَ الخسف ذلاً وما نألوهمُ إلاّ خبالا
وصوّرت هذه الأبيات مدى استهانته بالأُمّة فإنّه مع بقية الحكّام مِن أُسرته قد ملكوا الناس بالغلبة والقوّة وإنّهم يسومونهم الذلّ ويوردونهم حياض الخسف ؛ ومِنْ اُولئك الملوك عبد الملك بن مروان ، فقد خطب في يثرب أمام أبناء المهاجرين والأنصار فقال : ألا وإنّي لا اُداوي أمر هذه الأُمّة إلاّ بالسيف حتّى تستقيم قناتكم وإنّكم تحفظون أعمال المهاجرين الأوّلين ولا تعملون مثل عملهم وإنّكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون أنفسكم , والله لا يأمرني أحدٌ بتقوى الله بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه .
وحفل هذا الخطاب بالطغيان الفاجر على الأُمّة فهو لا يرى حلاً لأزماتها إلاّ بسفك الدماء وإشاعة الجور والإرهاب أمّا بسط العدل ونشر الدعة والرفاهية بين الناس فلمْ يفكّر به ولا دار بخلده ولا في خلد واحد مِن حكّام الاُمويِّين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|