المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أُسلوب الخطاب  
  
8143   11:31 صباحاً   التاريخ: 18-11-2017
المؤلف : السيد شهاب الدين العذاري .
الكتاب أو المصدر : ملامح المنهج التربوي عند اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص79-81.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

اُسلوب الخطاب من الأساليب التربوية الشائعة والتي مورست من قبل جميع التيارات والوجودات والشخصيات ، وقد مارس أهل البيت هذا الاُسلوب في تربية أصحابهم وسائر أبناء المجتمع المسلم ، وسيرتهم حافلة بالخطابات والبيانات التي تخاطب جميع مقومات الشخصية حيث تخاطب العقل والقلب والارادة لتستجيش فيها عناصر الخير والصلاح ، وتطارد عناصر الشر والانحراف ، موجهة الأنظار إلى خالق الكون والحياة والإنسان وإلى رقابته على سكنات الإنسان وحركاته ، وموجهة العقول والقلوب إلى يوم الحساب ويوم الثواب والعقاب وإلى عذاب القبر ، ومحذرة من مزالق الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، ومحذرة من المغريات التي تستهوي الإنسان ليركن إليها وينشغل باللهث ورائها تاركاً مسؤوليته في الحياة ، وكانت الخطابات توجه العقول والقلوب إلى سنن الله تعالى المتحكمة في الحياة والإنسان وإلى آثار بعض الأعمال الصالحة والطالحة.
والخطاب أهم وسيلة لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه نحو الصلاح والاستقامة ، وهو الوسيلة التربوية الموجهة لعدد كبير من الناس فيها اقتصاد في الوقت وتجميع للطاقات.
وقد سنحت الفرصة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لألقاء خطبه بعد بسط اليد له بالبيعة العامة وتسلمه الخلافة ، وكذلك للإمام الحسن وللإمام الحسين (عليهما السلام) ، وبعض الفرص للإمام زين العابدين (عليه السلام) وللإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وللإمام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) ، أمّا بقية الأئمة فكانت فرص الخطاب محدودة في كمّها ونوعها حيث كانت مقتصرة على الاتباع والأنصار والمقربين ، حيث ان المنابر العامة كانت بيد أعدائهم ومخالفيهم.
وكان للخطاب الدور الأكبر في كشف حقيقة النظام الأموي بعد اقدامه على قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ، وبخطاب الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الكوفة والشام والمدينة عاد عدد كبير من المسلمين إلى وعيهم ورشدهم فتبنّوا منهج أهل البيت : وعاد الكثير منهم إلى الاستقامة.
وكان المنبر الحسيني وسيلة واسعة لالقاء الخطب والبيانات وتبيان الحقائق والحثّ على الطاعة ، وتبيان مظلومية أهل البيت : وكراماتهم وسيرتهم ليقتدي بها الآخرون ، وقد شجع أهل البيت على اقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء ، وهي مجالس تلقى فيها الخطب سواء أكانت خطباً لأهل البيت : أم للعلماء أم للصالحين.
والمتابع لخطابات أهل البيت : يجدها خطابات موجزة ومفهومة للسامعين ومتنوعة في مفاهيمها وقيمها.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحف العقول : ص 87.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.