المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



[شخصية يزيد الواهنة]  
  
3072   01:57 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص179-185.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 3113
التاريخ: 6-4-2016 3254
التاريخ: 7-4-2016 5300
التاريخ: 5-03-2015 3442

ختم معاوية حياته بأكبر إثم في الإسلام وأفظع جريمة في التاريخ ، فقد أقدم غير متحرّج على فرض خليعه يزيد خليفة على المسلمين يعيث في دينهم ودنياهم ويخلد لهم الويلات والخطوب وقد استخدم معاوية شتى الوسائل المنحطّة في جعل المُلْك وراثة في أبنائه , ويرى الجاحظ أنّه تشبّه بملوك الفرس البزنطيين فحوّل الخلافة إلى مُلْكٍ كسروي وعصبٍ قيصري , ولابد ان عرضاً موجزاً لسيرة يزيد وما يتّصف به مِن القابليات الشخصية التي عجّت بذمها كتب التاريخ مِنْ يومه حتّى يوم الناس هذا , ولد يزيد سنة 25 أو 26هـ  وقد دهمت الأرض شعلة مِنْ نار جهنم وزفيرها تحوط به دائرةُ السَوءِ وغضبٌ مِن الله وهو أخبث إنسان وجِدَ في الأرض فقد خُلِقَ للجريمة والإساءة إلى الناس وأصبح علماً للانحطاط الخُلُقي والظلم الاجتماعي وعنواناً بغيضاً للاعتداء على الأُمّة وقهرَ إرادتها في جميع العصور.

يقول الشيخ محمّد جواد مغنية : أمّا كلمة يزيد فقد كانت مِنْ قبل اسماً لابن معاوية أمّا هي الآن عند الشيعة فإنّها رمز للفساد والاستبداد والتهتّك والخلاعة وعنوان للزندقة والإلحاد فحيث يكون الشرّ والفساد فثمَّ اسم يزيد وحيثما يكون الخير والحقّ والعدل فثمَّ اسم الحُسين , وقد أثر عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه نظر إلى معاوية يتبختر في بردة حبرة وينظر إلى عطفَيه فقال (صلّى الله عليه وآله) : أي يوم لأُمّتي منك وأي يوم سُوء لذريتي منّك مِن جرو يخرج مِن صُلبك يتّخذ آيات الله هُزُوا ويستحلّ مِن حرمتي ما حرم الله عز وجل .

نشأ يزيد عند أخواله في البادية مِن بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام وكان مُرسَل العِنان مع شبابهم الماجنين فتأثر بسلوكهم إلى حدٍّ بعيدٍ فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.

يقول العائلي : إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أنّ تربية يزيد لمْ تكن إسلامية خالصة أو بعبارة أخرى : كانت مسيحية خالصة فلمْ يبقَ ما يستغرب معه أنْ يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفّاً بما عليه الجماعة الإسلامية لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزناً بل الذي نستغرب أنْ يكون على غير ذلك , والذي نراه أنّ نشأته كانت نشأة جاهلية بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ولا تحمل أي طابعٍ مِن الدين مهما كان ؛ فإنّ استهتاره في الفحشاء وإمعانه في المنكر والإثم ممّا يوحي إلى الاعتقاد بذلك.

أمّا صفاته الجسمية : فقد كان شديد الأدمة بوجهه آثار الجدري  كما كان ضخماً ذا سمنة كثير الشعر , وأمّا صفاته النفسية : فقد ورث صفات جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية مِن الغدر والنفاق والطيش والاستهتار.

يقول السيد مير علي الهندي : وكان يزيد قاسياً غداراً كأبيه ولكنّه ليس داهية مثله ؛ كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرفاته القاسية بستار مِن اللباقة الدبلوماسية الناعمة وكانت طبيعته المنحلّة وخلقه المنحطّ لا تتسرب إليهما شفقة ولا عدل.

كان يقتل ويعذّب نشداناً للمتعة واللذة التي يشعر بها وهو ينظر إلى آلام الآخرين وكان بؤرة لأبشع الرذائل وها هم ندماؤه مِن الجنسين خير شاهد على ذلك ؛ لقد كانوا مِن حُثالة المجتمع .

لقد كان جافي الخُلُق مستهتراً بعيداً عن جميع القيم الإنسانية ومِن أبرز ذاتياته ميله إلى إراقة الدماء والإساءة إلى الناس ؛ ففي السّنة الأولى مِن حكمه القصير أباد عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفي السّنة الثانية أباح المدينة ثلاثة أيّام وقتل سبعمئة رجل مِن المهاجرين والأنصار وعشرة آلاف مِن الموالي والعرب والتابعين.

ومِن مظاهر صفات يزيد : ولعه بالصيد فكان يقضي أغلب أوقاته فيه , ويقول المؤرخون : كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد لاهياً به وكان يُلبس كلاب الصيد الأساور مِن الذهب والجِلال المنسوجة منه ويُهب لكلّ كلب عبداً يخدمه .

وكان يزيد ـ فيما أجمع عليه المؤرخون ـ ولِعاً بالقرود فكان له قرد يجعله بين يديه ويكنيه بأبي قيس ويسقيه فضل كأسه ويقول : هذا شيخ مِن بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلَبَة السّباق فحمله يوماً فسبق الخيل فسرّ بذلك وجعل يقول :

تمسّك أبا قيس بفضل زمامها          فليس عليها إنْ سقطت ضمان

فقد سبقت خيل الجماعة كلّها                وخيل أمير المؤمنين أتان

وأرسله مرّة في حلَبَةِ السباق فطرحته الريح فمات فحزن عليه حزناً شديداً وأمر بتكفينه ودفنه كما أمر أهل الشام أنْ يعزّوه بمصابه الأليم وأنشأ راثياً له :

كم مِن كرامٍ وقومٍ ذوو محافظه       جاؤوا لنا ليعزّوا في أبي قيس

شيخِ العشيرة أمضاها وأجملها  على الرؤوس وفي الأعناق والريس

لا يبعد الله قبراً أنت ساكنه                 فيه جمال وفيه لحية التيس

وذاع بين الناس هيامه وشغفه بالقرود حتى لقّبوه بها , ويقول رجل مِن تنوخ هاجياً له :

يزيد صديق القرد ملّ جوارنا          فحنّ إلى أرض القرود يزيد

فتبّاً لِمَ أمسى علينا خليفةً                 صحابته الأدنون منه قرود

والظاهرة البارزة مِن صفات يزيد إدمانه على الخمر وقد أسرف في ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ فلمْ يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمِلٌ لا يعي مِن السكر.

ومِنْ شعره في الخمر :

أقولُ لصحبٍ ضمّتِ الكاسُ شملَهم         وداعي صباباتِ الهوى يترنمُ

خذُوا بنصيبٍ مِنْ نعيمٍ ولذّةٍ                  فكلٌّ وإنْ طالَ المدى يتصرّمُ

وجلس يوماً على الشراب وعن يمينه ابن زياد بعد قتل الحُسين فقال :

اسقني شربةً تروّيَ شاشي    ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ

صاحبَ السرّ والأمانةِ عندي    ولتسديدِ مغنمي وجهادي

وفي عهده طرّاً تحوّل كبير على شكل المجتمع الإسلامي ؛ فقد ضعف ارتباط المجتمع بالدين وانغمس الكثيرون مِن المسلمين في الدعارة والمجون ولمْ يكن ذلك التغيير إقليميّاً وإنّما شمل جميع الأقاليم الإسلامية فقد سادت فيها الشهوات والمتعة والشراب وقد تغيّرت الاتجاهات الفكرية التي ينشدها الإسلام عند أغلب المسلمين , وقد اندفع الأحرار مِنْ شعراء المسلمين في أغلب عصورهم إلى هجاء يزيد لإدمانه على الخمر , يقول الشاعر بن عرادة :

أبَني أُميّة إنّ آخر ملككم       جسدٌ بحوارين ثمّ مقيمُ

طرقَتْ منيته وعند وساده      كوبٌ وزِقٌ راعفٌ مرثومُ

ومرنةٌ تبكي على نشوانهة       بالصنجِ تقعدُ تارةً وتقومُ

 

ويقول فيه أنور الجندي :

خُلقت نفسه الأثيمة بالمكر        وهامت عيناه بالفحشاء

فهو والكاس في عناقٍ طويل     وهو والعار والخناء في خباءِ

ويقول فيه بولس سلامة :

وترفّق بصاحبِ العرشِ مشغولا      عن اللهِ بالقيانِ الملاحِ

ألف (الله أكبر) لا تساوي            بين كفَي يزيد نهلةَ راحِ

تتلظّى في الدن بكراً فلمْ            تدنّس بلثمٍ ولا بماءِ قراحِ

لقد عاقر يزيد الخمر وأسرف في الإدمان حتّى أنّ بعض المصادر تعزو سبب وفاته إلى أنّه شرب كمية كبيرة مِنه فأصابه انفجار فهلك منه .

اصطفى يزيد جماعة مِن الخُلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه ولمّا هلك يزيد وآلَ أمر الخلافة إلى عبد الملك بن مروان قرّبه فكان يدخل عليه بغير استئذان وعليه جبّة خزّ وفي عُنقه سلسلةٌ مِنْ ذهب والخمر يقطر مِنْ لحيته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.