المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

معنى كلمة فرر
5-6-2022
ما معنى : قدم صدق
2-10-2014
تعظيم حرمة الزهراء (عليها السلام)
21-8-2017
فكر مثل المتفائلين
16-6-2022
قبس من حياة الإمام جعفر الصادق ( ع )
29-5-2022
علم الأخلاق
10-10-2014


أمان ابن الأشعث و أسر مسلم  
  
3155   04:40 مساءاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص397-399.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3156
التاريخ: 28-3-2016 3263
التاريخ: 8-04-2015 3726
التاريخ: 7-5-2019 5682

لمّا سمع محمّد بن الأشعث رجز مسلم الذي أقسم فيه أنْ يموت ميتة الأحرار وأنْ لا يُخدع ولا يُغرّ انبرى إليه قائلاً : إنّك لا تُكذب ولا تُخدع إنّ القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك ولا ضارّيك , فلمْ يعتنِ به مسلم وإنّما مضى يقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ففرّوا منهزمين مِنْ بين يديه واعتلوا فوق بيوتهم يرمونه بالحجارة فأنكر عليهم مسلماً ذلك قائلاً : ويلكم! ما لكمْ ترمونني بالحجارة كما تُرمى الكفار وأنا مِنْ أهل بيت الأبرار؟! ويلكم! أما ترعون حقّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وذريته؟! ولمْ يستطيعوا مقابلته وجبنوا عن مقابلته وضاق بابن الأشعث أمره فصاح بالجيش : ذروه حتّى أكلّمه ودنا منه فخاطبه : يابن عقيل لا تقتل نفسك أنتَ آمن ودمك في عنقي , ولمْ يحفل به مسلم ؛ فإنّه على علم بأنّ الأشعث لمْ يمرّ في تاريخه ولا في تاريخ اُسرته أيّ معنى مِنْ معاني الشرف والنبل والوفاء فاندفع يقول له : يابن الأشعث لا اُعطي بيدي أبداً وأنا أقدر على القتال والله لا كان ذلك أبداً , وحمل مسلم على ابن الأشعث ففرّ الجبان يلهث كأنّه الكلب وأخذ العطش القاسي مِنْ مسلمٍ مأخذاً عظيماً فجعل يقول :

اللّهم إنّ العطش قد بلغ منّي , وتكاثرت الجنود عليه إلاّ إنّها مُنِيَتْ بالذعر والجبن وصاح بهم ابن الأشعث : إنّ هذا هو العار والفشل أنْ تجزعوا مِنْ رجلٍ واحدٍ هذا الجزع احملوا عليه بأجمعكم حملةً واحدةً  , وحملوا عليه حملةً واحدةً ؛ فضربه بكير بن حمران الأحمري ضربةً منكرةً على شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى وضربه مسلم ضربةً أردته إلى الأرض.

بعدما اُثخن مسلم بالجراح وأعياه نزيف الدم انهارت قواه وضعف عن المقاومة فوقع أسيراً بأيدي اُولئك الأوغاد فتسابقوا إلى ابن زياد يحملون له البشرى بأسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليحررهم مِن الذلّ والعبودية وقد طار الطاغية فرحاً ؛ فقد ظفر بخصمه وتمّ له القضاء على الثورة ؛ أمّا كيفية أسره فقد اختلفت فيها أقوال المؤرّخين وهذه بعضها :

1 ـ ما ذكره ابن أعثم الكوفي : أنّ مسلماً وقف ليستريح ممّا ألمَّ به مِن الجروح فطعنه مِنْ خلفه رجل مِنْ أهل الكوفة طعنة غادرة فسقط إلى الأرض فأسرعوا إلى أسره .

2 ـ ما ذكره الشيخ المفيد : أنّ مسلماً لمّا اُثخن بالحجارة وعجز مِن القتال أسند ظهره إلى جنب دار فقال له ابن الأشعث : لك الأمان.

فقال مسلم : أأمن؟ قال : نعم ؛ فقال للقوم الذين معه : ألِيَ الأمان؟ قالوا : نعم إلاّ عبيد الله بن العباس السلمي فإنّه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحّى.

فقال مسلم : أما لو لمْ تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم واُتي ببغلة فحُمِلَ عليها فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه فكأنّه عند ذلك أيس فقال : هذا أوّل الغدر .

3 ـ ما ذكره أبو مخنف : أنّهم عملوا له حفيرة وستروها بالتراب ثمّ انكشفوا بين يديه فحمل عليهم فانكشفوا بين يديه فلمّا انتهى إليها سقط فيها فازدحموا عليه وأسروه , وهذا القول لمْ يذهب إليه غير أبي مخنف.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.