أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3156
التاريخ: 28-3-2016
3263
التاريخ: 8-04-2015
3726
التاريخ: 7-5-2019
5682
|
لمّا سمع محمّد بن الأشعث رجز مسلم الذي أقسم فيه أنْ يموت ميتة الأحرار وأنْ لا يُخدع ولا يُغرّ انبرى إليه قائلاً : إنّك لا تُكذب ولا تُخدع إنّ القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك ولا ضارّيك , فلمْ يعتنِ به مسلم وإنّما مضى يقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ففرّوا منهزمين مِنْ بين يديه واعتلوا فوق بيوتهم يرمونه بالحجارة فأنكر عليهم مسلماً ذلك قائلاً : ويلكم! ما لكمْ ترمونني بالحجارة كما تُرمى الكفار وأنا مِنْ أهل بيت الأبرار؟! ويلكم! أما ترعون حقّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وذريته؟! ولمْ يستطيعوا مقابلته وجبنوا عن مقابلته وضاق بابن الأشعث أمره فصاح بالجيش : ذروه حتّى أكلّمه ودنا منه فخاطبه : يابن عقيل لا تقتل نفسك أنتَ آمن ودمك في عنقي , ولمْ يحفل به مسلم ؛ فإنّه على علم بأنّ الأشعث لمْ يمرّ في تاريخه ولا في تاريخ اُسرته أيّ معنى مِنْ معاني الشرف والنبل والوفاء فاندفع يقول له : يابن الأشعث لا اُعطي بيدي أبداً وأنا أقدر على القتال والله لا كان ذلك أبداً , وحمل مسلم على ابن الأشعث ففرّ الجبان يلهث كأنّه الكلب وأخذ العطش القاسي مِنْ مسلمٍ مأخذاً عظيماً فجعل يقول :
اللّهم إنّ العطش قد بلغ منّي , وتكاثرت الجنود عليه إلاّ إنّها مُنِيَتْ بالذعر والجبن وصاح بهم ابن الأشعث : إنّ هذا هو العار والفشل أنْ تجزعوا مِنْ رجلٍ واحدٍ هذا الجزع احملوا عليه بأجمعكم حملةً واحدةً , وحملوا عليه حملةً واحدةً ؛ فضربه بكير بن حمران الأحمري ضربةً منكرةً على شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى وضربه مسلم ضربةً أردته إلى الأرض.
بعدما اُثخن مسلم بالجراح وأعياه نزيف الدم انهارت قواه وضعف عن المقاومة فوقع أسيراً بأيدي اُولئك الأوغاد فتسابقوا إلى ابن زياد يحملون له البشرى بأسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليحررهم مِن الذلّ والعبودية وقد طار الطاغية فرحاً ؛ فقد ظفر بخصمه وتمّ له القضاء على الثورة ؛ أمّا كيفية أسره فقد اختلفت فيها أقوال المؤرّخين وهذه بعضها :
1 ـ ما ذكره ابن أعثم الكوفي : أنّ مسلماً وقف ليستريح ممّا ألمَّ به مِن الجروح فطعنه مِنْ خلفه رجل مِنْ أهل الكوفة طعنة غادرة فسقط إلى الأرض فأسرعوا إلى أسره .
2 ـ ما ذكره الشيخ المفيد : أنّ مسلماً لمّا اُثخن بالحجارة وعجز مِن القتال أسند ظهره إلى جنب دار فقال له ابن الأشعث : لك الأمان.
فقال مسلم : أأمن؟ قال : نعم ؛ فقال للقوم الذين معه : ألِيَ الأمان؟ قالوا : نعم إلاّ عبيد الله بن العباس السلمي فإنّه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحّى.
فقال مسلم : أما لو لمْ تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم واُتي ببغلة فحُمِلَ عليها فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه فكأنّه عند ذلك أيس فقال : هذا أوّل الغدر .
3 ـ ما ذكره أبو مخنف : أنّهم عملوا له حفيرة وستروها بالتراب ثمّ انكشفوا بين يديه فحمل عليهم فانكشفوا بين يديه فلمّا انتهى إليها سقط فيها فازدحموا عليه وأسروه , وهذا القول لمْ يذهب إليه غير أبي مخنف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|