المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

Reactions of Free Radicals : Intermolecular Addition Reactions
28-8-2018
التركيز الكلي Total Concentration
27-7-2020
مرض الذبول البكتيري Bacterial wilt
2024-01-31
Universal Cellular Automaton
29-8-2021
توجيه الأشعة collimation
21-5-2018
Electromagnetic waves
2024-03-19


نظم عثمان الإداريّة  
  
3840   09:31 صباحاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص339-340.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

النظم الإدارية السائدة في حكومة عثمان فإنّها كانت تعني بمملاة القرشيين ومصانعة الوجوه والأعيان والتسامح واللين مع ذوي النفوذ والقوة والغض عما يقترفونه من المخالفات القانونية ؛ فقد تعمد عبيد الله بن عمر جريمة القتل فقتل بغير حق الهرمزان وجُفينة وبنت أبي لؤلؤة وقد أقفل معه عثمان سير التحقيق وأصدر مرسوماً خاصاً بالعفو عنه ؛ مملاة لأسرة عمر ؛ وقد قوبل هذا الإجراء بمزيد من الإنكار فقد اندفع الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى الإنكار عليه وطالبه بالقود من ابن عمر وكذلك طالبه المقداد ولكن عثمان لم يعن بذلك وكان زياد بن لبيد إذا لقى عبيد الله يقول له :

ألا يا عبيدَ الله ما لك مهربٌ           ولا ملجأٌ من ابن أروى ولا خفرْ

أصبت دماً والله في غير حلّهِ            حراماً وقتلُ الهرمزانِ له خطرْ

على غير شيءٍ غير أن قال قائلٌ         أتتّهمون الهرمزان على عُمرْ

فقال سفيهٌ والحوادث جمّة                    نعم أتّهمهُ قد أشار وقد أمرْ

وكان سلاحُ العبد في جوف بيتِهِ               يقلّبهُ والأمر بالأمر يُعتبرْ

وشكا عبيد الله إلى عثمان فدعا زياداً فنهاه عن ذلك إلاّ أنّه لم ينته وتناول عثمان بالنقد فقال فيه :

أبا عمرٍو عبيدُ الله رهنٌ             فلا تشكك بقتل الهرمزان

فإنّك إن غفرتَ الجُرمَ عنهُ         وأسبابَ الخطا فرسا رهانِ

أتعفو إذ عفوت بغير حقٍّ             فما لك بالذي تخلي يدانِ

وغضب عثمان على زياد فنهاه وحذّره العقوبة حتّى انتهى ؛ وأخرج عبيد الله من يثرب إلى الكوفة وأقطعه بها أرضاً فنسب الموضع إليه فقيل : كوفية ابن عمر , وقد أثارت هذه البادرة عليه نقمة الأخيار والمتحرّجين في دينهم فقد رأوا أنّ الخليفة عمد بغير وجه مشروع إلى تعطيل حدود الله ؛ ارضاءً لعواطف آل الخطاب وكسباً لودهم , وعلى أي حال فإن النظم الإدارية السائدة في أيام عثمان كانت خاضعة لمشيئة الاُمويِّين ورغباتهم ولم تسرِ على ضوء الكتاب والسنة فقد عمد الاُمويّون جاهدين إلى العبث بمقدّرات الاُمّة وإشاعة الجور في البلاد ويرى كرد علي أن غلطات عثمان الإدارية كانت من أهم الأسباب في قتله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.