المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

إدارة جـودة الخـدمـات Service Quality Management
7/10/2022
مبادي تحليل المرئيات الفضائية وتفسيرها
20-6-2022
منذر بن سعيد أبو الحَكم
13-08-2015
حكم من استقر عليه حجة الإسلام فأهمل فحج عن غيره.
28-4-2016
حيز الصورة image space
5-4-2020
Modal Verbs
7-4-2021


مع الخوارزميّ في مقتله قراءة في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ  
  
4181   04:38 مساءً   التاريخ: 14/9/2022
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : نهضة عاشوراء
الجزء والصفحة : ج4، ص183-218
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

تلخيص وتقديم[1]

تتوزّع مقالتنا هذه على قسمين. في قسمها الأوّل، نتعرّض للتعريف بشخصيّة الخوارزميّ ومكانته العلميّة وأساتذته وتلامذته ومؤلّفاته. بينما نتعرّض في القسم الثاني منها للحديث عن مقتل الخوارزميّ، ونجري مقارنةً بينه وبين مقتل أبي مخنف، والقسم المتعلّق بأحداث كربلاء من كتاب الفتوح لابن الأعثم. وفي هذه الدراسة المقارنة ندرس وجوه الاختلاف، ووجوه الشبه، ونقاط القوّة ونقاط الضعف في كتاب مقتل الخوارزميّ بالقياس إلى هذين الكتابين اللّذين أشرنا إليهما.

التعريف بكتاب مقتل الحسين عليه السلام

مقدّمة

من بين كتب المقاتل التي تتحدّث عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام، يحتلّ كتاب مقتل الحسين عليه السلام، من تأليف أبي المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزميّ (المتوفّى سنة 568 هـ) مكانةً خاصّةً بين علماء المسلمين، وبخاصّةٍ علماء المسلمين الشيعة، حتّى إنّ كتاب مقتل الخوارزميّ هو المرجع المعتمد من قِبَل علماء الشيعة مباشرةً بعد كتاب المقتل لأبي مخنف، نظراً لإتقانه وقيمته العلميّة عندهم من بين كلّ الكتب والمؤلّفات التي صنّفها مؤرّخون من أهل السنّة والتي تؤرّخ لأحداث واقعة عاشوراء.

وقد وزّعنا هذا المقال على قسمين، خصَّصنا القسم الأوّل منهما للحديث عن سيرة الخوارزميّ وشخصيّته العلميّة ومصنّفاته التي تركها، فيما خصَّصنا القسم الثاني لإجراء دراسةٍ بنيويّة وتحليل شامل لكتاب مقتل الخوارزميّ. وإضافةً إلى ذلك، ولمّا كان الخوارزميّ قد اعتمد في نقله لأحداث ثورة كربلاء إلى ما قبل يوم عاشوراء- في الأغلب- على الأخبار التي أوردها ابن الأعثم في مقتله، ورتّب كتابه على طبق ترتيب هذا المقتل، آثرنا أن نجري مقارنةً في هذا المجال بين ما نقله الخوارزميّ، وبين ما جاء في الأخبار التي رواها ابن الأعثم، لندرس الفروقات والنواقص والإضافات. كما أنّه اعتمد في نقل حوادث يوم عاشوراء وما بعده، بالإضافة إلى ما نقله من مقتل ابن الأعثم، وسيره على وفق ترتيب كتابه (وإن كان هو لم يُشر إلى ذلك)، اعتمد على الأخبار التي أوردها أبو مخنف في كتابه المقتل.

أ- قراءة في شخصيّة ومؤلّفات الخوارزميّ

1ـ اسم الخوارزميّ وهويّته

هو موفّق[2] بن أحمد بن محمّد[3] البكريّ الحنفيّ المعروف بـ أخطب

خوارزم، وهو الفقيه، والخطيب، والقاضي، والأديب، والشاعر، الملقّب بـ صدر الأئمّة[4]، وخليفة الزمخشريّ. وُلد حوالي سنة 484 هـ[5]، وتوفّي في العام 568 هـ[6]. كنيته المشهورة هي أبو المؤيّد، وإن كان قد عُرف بكنىً أُخرى أيضاً، وهي: أبو محمّد[7]، وأبو الوليد[8]. ولم تتوفّر معلومات كافية بشأن مسقط رأس الخوارزميّ، وأنّه هل كانت ولادته في خوارزم، أم في مكّة، كما جاء في بعض المصادر من أنّه مكّيّ الأصل[9]، أم في مكانٍ آخر أساساً؟ كما أنّ الذين تعرّضوا للحديث عن حالاته العلميّة اكتفوا أيضاً بذكر بعض النقاط المجملة والمختصرة عن مراحل حياته والجهود العلميّة التي بذلها، من قبيل أنّه درس اللّغة العربيّة عند شيخه جار الله الزمخشريّ[10]، أو أنّه كان شيخاً للأستاذ ناصر بن عبد السيّد المطرزي الخوارزميّ، أو أنّه روى مصنّفات محمّد بن الحسن عن لسان نجم الدّين عمر بن محمّد بن أحمد النسفيّ[11]، أو أنّه سافر طلباً للحديث إلى مناطق فارس والعراق والحجاز ومصر والشام، أو أنّه كانت له رسائل ومكاتبات مع علماء عصره الذين أجازوه نقل الحديث عنهم، كما أنّه - بدوره - أجازهم نقل الحديث والرواية عنه[12].

كان للخوارزميّ أخ أكبر منه، أشار إليه هو في مقتله بقوله: "أخبرنا الإمام الأجلّ الكبير، أخي سراج الدّين، ركن الإسلام، شمس الأئمّة، إمام الحرمين، أبو الفرج محمّد بن أحمد المالكيّ"[13].

2ـ الخوارزميّ ومنزلته العلميّة في أوساط العلماء

أقرّ بمنزلة الخوارزميّ ومكانته العلميّة السامية وسعة علمه وإحاطته وبراعته في العديد من العلوم جملة كبيرة من العلماء، من الذين عاصروه، أو من الذين تأخّروا عنه وتعرّفوا عليه من خلال مصنّفاته ومؤلّفاته، وذكروا في حقّه شتّى عبارات المدح والثناء. ولا يختصّ ذلك بعلماء مدرسة أهل السنّة، بل إنّ بعض العلماء والمفكّرين من مدرسة أهل البيت عليهم السلام أدلوا بدلوهم في هذا المجال، وذكروا في حقّه عبارات المدح والتمجيد والتبجيل. نشير فيما يلي إلى جملةٍ من هذه الكلمات التي قيلت في حقّ الرجل:

أ ـ القفطيّ (568 ـ 646 هـ)، قال في حقّ الخوارزميّ:

"الموفّق بن أحمد بن محمّد المكّيّ الأصل، أبو المؤيّد خطيب خوارزم أديب فاضل، له معرفة تامّة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب به. أقرأ النّاس علم العربيّة وغيره، وتخرج به عالم في الآداب. منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزميّ"[14].

ب ـ وقال الحافظ السيوطيّ فيه ناقلاً عن الصفديّ:

"الموفّق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق أبو المؤيّد المعروف بأخطب خوارزم. قال الصفديّ: كان متمكّناً في العربيّة غزير العلم فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً قرأ على الزمخشريّ وله خطب وشعر"[15].

ج ـ وقال العلّامة الأمينيّ رحمه الله:

"الحافظ أبو المؤيد وأبو محمّد موفّق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق ابن المؤيد المكّي الحنفيّ المعروف بأخطب خوارزم، كان فقيهاً غزير العلم، حافظاً طائل الشهرة محدّثاً كثير الطرق، خطيباً طائر الصيت، متمكّناً في العربيّة، خبيراً على السيرة والتاريخ، أديباً شاعراً له خطب وشعر مدوّن"[16].

3ـ مذهب الخوارزميّ:

في عصر الخوارزميّ، كان المذهب الأكثر رواجاً في خراسان الكبرى وما وراء النهر، ومن بينها منطقة خوارزم، هو المذهب الحنفيّ. وقد كان الخوارزميّ في الفروع من أتباع هذا المذهب. وقد كتب الخوارزميّ كتابه "مناقب أبي حنيفة" الذي تحدّث فيه عن فضائل أبي حنيفة، وأنشد فيه قصيدةً مطوّلةً في مدحه والثناء عليه، وهذا ما يُعدّ شاهداً قويّاً على اتّباعه للمذهب الحنفيّ. لكنّه - مع كلّ ذلك - كان ميّالاً إلى التشيّع، ومحبّاً لأهل البيت عليهم السلام.

4ـ آثار ومؤلّفات الخوارزميّ:

ألّف الخوارزميّ خلال حياته كتباً ومؤلّفات في تاريخ وفضائل ومناقب أهل البيت عليهم السلام. وقد جاءت أسامي هذه الكتب والمؤلّفات التي ألّفها في الموسوعات والكتب على الشكل التالي:

1- الأربعين في مناقب النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ووصيّه أمير المؤمنين عليه السلام. وقد نقل ابن شهر آشوب في مناقبه الكثير من الروايات[17] التي أوردها الخوارزميّ في هذا الكتاب. كما أشار الخوارزميّ نفسه أيضاً إلى هذا الكتاب في كتابيه المقتل والمناقب.

2- فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، المعروف بـ المناقب، وهو كتاب مطبوع.

3- مناقب الإمام أبي حنيفة، طُبع في حيدر آباد، سنة 1321 هـ، مع مناقب الكردريّ، في مجلّدين.

4- مقتل أمير المؤمنين عليه السلام[18].

5- مقتل الحسين عليه السلام، في مجلّدين، وهو الكتاب الذي نبحث عنه في هذا المقال.

6- المسانيد على البخاريّ[19].

7- كتاب ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام[20].

8- كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام[21].

9- ديوان من الشعر. ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون أنّ له ديواناً من الشعر الجيّد، وأنّه كان في الشعر ندّاً لمعاصريه[22].

10- الكفاية في علم الإعراب[23]، وقد رتّب كتابه هذا على ترتيب كتاب المفصّل للزمخشريّ في الأسماء والأفعال والحروف. وقد ذكر بعض المحقّقين المعاصرين أنّ هناك نسخةً باقيةً من هذا الكتاب من القرن التاسع الهجريّ، وهي موجودة في مكتبة جامعة طهران برقم 6967. كما أنّ هناك نسخةً أُخرى منه في مكتبة المدرسة الفيضيّة[24].

5ـ شيوخ الخوارزميّ وأساتذته:

استطاع المترجمون لحياة الخوارزميّ أن يعثروا على أسماء العديد من الأساتذة والشيوخ الذين تتلمذ الخوارزميّ عليهم. فقد عدّ العلّامة الأمينيّ اسم 35 شيخاً من شيوخه[25]. واستطاع محقّق آخر، من خلال بذل المزيد من الجهد والبحث، أن يعدّ اسم 65 شخصاً من أساتذته وشيوخه[26].

6ـ تلامذة الخوارزميّ:

يُعلم من قول القفطيّ فيه: "أقرأ النّاس في علم العربيّة وغيره، وتخرج به عالم في الآداب"، أنّ الخوارزميّ كان ناجحاً وموفّقاً في مجال تربية وتعليم تلامذته، وأنّ الكثيرين من طلّاب العلم قد استفادوا من نمير علمه. أكثر الذين ترجموا له عدّوا من تلامذته ناصر بن عبد السيّد المطرزي، لكن لم يذكروا ولا توجد معلومات كافية بشأن أسماء سائر التلامذة الذين درسوا عليه. نعم، ذكر بعض المحقّقين المعاصرين أسماء سبعة[27] إلى تسعةٍ[28] من تلامذته.

7ـ طبعات كتابه المقتل:

إلى يومنا هذا، طُبع كتاب مقتل الخوارزميّ ثلاث مرّاتٍ بتقديم وتحقيق الشيخ محمّد السماويّ[29]، وكانت طبعته الأُولى في النجف الأشرف في العام 1367 هـ بمطبعة الزهراء، وجاءت طبعته الثانية بوساطة مكتبة المفيد عام 1399 هـ (أوفست عن الطبعة الأُولى بالحجم الوزيريّ)، فيما جاءت طبعته الأخيرة باهتمام دار أنوار الهدى في العام 1418 هـ[30].

 

كتاب نور الأئمّة هل هو ترجمة لمقتل الخوارزميّ؟

في كتابه روضة الشهداء، وفي معرض روايته لأخبار ثورة عاشوراء، أشار كمال الدّين الحسين بن عليّ الواعظ الكاشفيّ (المتوفّى سنة 910 هـ) إلى كتابٍ باسم "نور الأئمّة"، ناسباً إيّاه إلى مؤلّفه الخوارزميّ، وناقلاً منه العديد من الأخبار في مواضع كثيرة من كتابه. فالسؤال الذي يُطرح هنا هو أنّ هذا الكتاب المذكور هل هو ترجمة لنفس مقتل الخوارزميّ، أم أنّ للخوارزميّ مقتلاً آخر كان قد ألّفه لأهل اللّسان الفارسيّ؟

لكن لا يمكن من خلال الدراسة والمقارنة الإجماليّة التي أُجريت الوصول إلى جوابٍ واضح ومحدّد عن هذا السؤال، ذلك لأنّ بعض ما نقله الكاشفيّ عن هذا الكتاب يشبه الأخبار التي أوردها الخوارزميّ في مقتله[31]، لكنّ بعض الأخبار الأُخرى التي نقلها عنه هي إمّا لا وجود لها أصلاً في مقتل الخوارزميّ[32]، أو أنها لا تشبه أبداً النصوص العربيّة الواردة في هذا المقتل، من الأشعار والأراجيز وما إلى ذلك، بل هي شبيهة بالترجمة الفارسيّة لهذه الأشعار والأراجيز[33].

ب- قراءة[34] في كتاب مقتل الحسين عليه السلام

كتاب مقتل الحسين عليه السلام كتاب تاريخيّ روائيّ، اشتمل على روايات وأخبار ونقولات تاريخيّة، جاءت- في الأعمّ الأغلب - مقرونةً في الكتاب بذكر سلسلة السند إليها.

معظم ما جاء في هذا الكتاب من الفصل التاسع وحتّى آخر الفصل الحادي عشر (والذي يبدأ من حادثة طلب معاوية البيعة ليزيد، ويختتم بشهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه في كربلاء) مأخوذ من كتاب "الفتوح" لابن أعثم. وقد صرّح الخوارزميّ نفسه بهذا الأمر في غير موضعٍ من كتابه.

وأمّا مشايخ الرواية الذين اعتمد عليهم الخوارزميّ في النقل، بل أكثر النقل عنهم في كتابه هذا، فهم عبارة عن: العلّامة جار الله محمود بن عمر الزمخشريّ (المتوفّى سنة 538 هـ)، وأبو منصور شهردار بن شيرويه الديلميّ (المتوفّى سنة 558 هـ)، والحسن بن أحمد العطّار الهمدانيّ (المتوفّى سنة 544 هـ)، وأبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ.

كتاب مقتل الحسين ألّفه الخوارزميّ بعد كتابه الآخر الذي سمّاه "الأربعين". وما يؤيّد هذا المدّعى أنّ الخوارزميّ في مواضع عديدة من كتاب المقتل[35] يحيل القارئ ويرجعه إلى الكتاب المذكور. لكن لم يظهر لنا أنّ الخوارزميّ هل ألّف كتاب المقتل بعد كتابه الآخر المعروف بـ "المناقب" أم لا. وفي هذا المجال، احتمل القزويني- المحقّق والكاتب المعاصر- أن يكون كتاب المقتل قد أُلّف بعد كتاب المناقب[36].

 

1ـ درجة اعتبار أخبار الخوارزميّ ونقولاته

أورد الخوارزميّ في كتاب المقتل روايات وأخباراً عديدة، تلقّاها هو بالقبول. لكنّه بحسب الظاهر وفي موردٍ واحد فقط (ج 2، ص 4، في ذيل الرواية الأُولى)، أشار إلى ضعف روايةٍ من الروايات، ناقلاً تضعيفها عن قول بعضهم، وأمّا في سائر الموارد الأُخرى، فلا نجده يتعرّض لدارسة الأسانيد أو نقدها، ولا لدراسة متون الروايات ونقدها. ومن هنا، فإنّ هذا الكتاب وإن كان محلّ اهتمام الشيعة، ومرجعهم الذي استندوا إليه في الكثير من الموارد، إلَّا أنَّ هذا لا ينافي أنّ بعض رواياته هي- برأي الشيعة - روايات موضوعة فاقدة للاعتبار ولا يمكن الاستناد إليها. نشير فيما يلي إلى نماذج من هذه الروايات:

1- رواية أنّ أفضل النّاس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر وعمر[37]!

2- رواية أنّ أبا بكر صلّى على جنازة السيّدة الزهراء عليها السلام، وأنّه مع عليّ وعمر وعدّةٍ آخرين من قاموا بدفنها[38]!

3- الرواية التي ترغّب وتحثّ على الصيام في يوم عاشوراء[39]!

4- الرواية التي دلّت على كون عاشوراء عيداً، بل بمثابة سبعين عيداً[40]!

5- الخبر الذي نقله عن عمر بن عبد العزيز، وفيه أنّ عمر رأى في المنام كأنّ القيامة قد قامت، وعُرض النّاس للحساب، وبعد حسابٍ يسير للخلفاء الثلاثة الأُوَل، أُمر بإدخالهم إلى الجنّة[41]!

 

2ـ تعريف إجماليّ بفصول كتاب مقتل الخوارزميّ

يحتوي كتاب مقتل الحسين عليه السلام على مقدّمة وخمسة عشر فصلاً، وهو مطبوع في مجلّدٍ واحد مؤلّفٍ من جزأين. اشتمل الجزء الأوّل من هذا الكتاب، على عشرة فصول، وعلى القسم الأوّل من الفصل الحادي عشر. فيما اشتمل الجزء الثاني على القسم الثاني من الفصل الحادي عشر إضافةً إلى الفصول الأربعة الأُخرى. وإليك عناوين هذه الفصول.

في الجزء الأوّل: في ذكر شيءٍ من فضائل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، في ذكر شيءٍ من فضائل خديجة بنت خويلد، في ذكر شيءٍ من فضائل فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، في أنموذج من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، في فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام، في فضائل الحسين عليه السلام الخاصّة به، في إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسين عليه السلام وأحواله، في بيان ما جرى بينه وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم بالمدينة في حياة معاوية وبعد وفاته، في ما جرى من أحوال الحسين عليه السلام مدّة مقامة بمكّة وما ورده من كتب أهل الكوفة وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومقتله بها قدّس سرّه، في خروج الحسين عليه السلام من مكّة إلى العراق وما جرى عليه في طريقه ونزوله بالطفّ من كربلاء ومقتله عليه السلام (القسم الأوّل).

وفي الجزء الثاني من الكتاب: في بيان عقوبة قاتل الحسين عليه السلام وخاذله وما له من الجزاء، في ذكر بعض ما قيل فيه من المراثي، في زيارة تربته صلوات الله عليه وفضلها، في ذكر انتقام المختار بن أبي عبيد الثقفيّ من قاتلي الحسين عليه السلام، ثمّ في ختام هذا الفصل ذكر الخوارزميّ خبر مقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير.

وحيث إنّ الحديث عن خروج الإمام الحسين عليه السلام في كتاب مقتل الخوارزميّ بدأ في الفصل التاسع من الكتاب، فإنّ هذه الدراسة التي بين أيدينا والمقارنة التي نحن بصدد إجرائها ستكون مقصورةً على الفصل التاسع من الكتاب وصولاً إلى خاتمة الفصل الحادي عشر منه، والذي ينتهي بالحوادث التي جرت معه عليه السلام في كربلاء.

ونبدأ هنا بالتعريف بما جاء في هذه الفصول المذكورة من كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام للخوارزميّ، لننتهي لاحقاً إلى مقارنة ما ورد فيها بما جاء في كتاب الفتوح لابن الأعثم.

الفصل التاسع: خصّ الخوارزميّ هذا الفصل لبيان ما جرى بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم بالمدينة، وطلب حاكم المدينة من الإمام الحسين عليه السلام البيعة بأمرٍ من معاوية. وفي مجموع هذا الفصل، ينقل الخوارزميّ عشر روايات، سبع من هذه الروايات هي من الأخبار القصيرة، حيث لم تستغرق أكثر من صفحتين من مجموع الصفحات الـ 24 التي بلغها هذا الفصل. ستّ من هذه الروايات العشر رواها عن أحد مشايخه، ويُدعى: شهردار بن شيرويه الديلميّ، الذي- وبحسب الظاهر- كان قد بعث بهذه الأخبار من همدان إلى الخوارزميّ مكاتبةً، بناءً على طلبٍ من الأخير. ثمّ في الصفحات الأخيرة من هذا الفصل ينقل الخوارزميّ خبراً قصيراً عن رجلٍ باسم أبي سعيد المقبري[42].

وأمّا الأخبار الثلاثة الأُخرى، والتي تُعدّ طويلة إلى حدٍّ ما، فقد رواها عن ابن أعثم.

في الخبر الأوّل الذي نقله عن ابن أعثم، يشير الخوارزميّ إلى حادثة الكتاب الذي بعث به معاوية إلى مروان، والذي يأمره فيه بأخذ البيعة من أهل المدينة، وخبر اعتراض عبد الرحمن بن أبي بكر على ذلك وعدم موافقته عليه[43].

وأمّا الخبر الثاني، فقد ضمّنه الخوارزميّ حادثة مرض معاوية بعد عودته من سفره الأخير إلى الحجّ، ونصيحته ووصيّته لولده يزيد، ولا سيّما فيما يتّصل بالذين كانوا يعارضون أخذ البيعة له، ثمّ في النهاية، خبر موت معاوية وجلوس يزيد على العرش بدلاً منه، وإرساله كتاباً إلى الوليد بن عتبة بأخذ البيعة له من أهل المدينة. كما تضمّن هذا الخبر أيضاً الحديث عن أمرٍ سرّيٍّ كان أوعز به يزيد إلى الوليد بأن لا يتورّع عن قتل كلٍّ من الإمام الحسين عليه السلام وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر في حال تخلّفهم وامتناعهم عن مبايعته[44].

وأمّا الخبر الثالث، فهو تتمّة لهذا الخبر الثاني، أي: ما يرتبط بردّة فعل الوليد على الكتاب الذي بعثه إليه يزيد، وطلبه المشورة من مروان، وما صنعه مروان في هذا المجال، ثمّ لاحقاً الحديث عن حضور الإمام الحسين عليه السلام عند الوليد و... وصولاً إلى خبر خروج الإمام عليه السلام من المدينة ودخوله إلى مكّة[45].

الفصل العاشر: يتألّف الفصل العاشر من 38 صفحة، لكنّ الخوارزميّ خصّ 37 من هذه الصفحات الـ 38 لنقل أخبار وروايات ابن أعثم[46]، مقتصراً على أخبارٍ ثلاثة فقط (بما لا يتجاوز الصفحة الواحدة) عن رجلٍ آخر من مشايخه يُدعى عليّ بن أحمد العاصميّ.

الفصل الحادي عشر: وزّع الخوارزميّ هذا الفصل على قسمين. استعرض في القسم الأوّل منهما سبعة أخبارٍ تضمّنت خبر خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة، والأحداث التي جرت معه أثناء الطريق حتّى وصوله إلى أرض كربلاء، مضافاً إلى الأحداث التي جرت معه خلال أيّام إقامته في كربلاء حتّى صبح يوم عاشوراء. ثلاثة من هذه الأخبار نقلها عن عليّ بن أحمد العاصميّ. استوعبت هذه الأخبار الثلاثة صفحتين فقط، رغم أنّ عدد صفحات هذا الفصل يبلغ 42 صفحة، وأمّا بقيّة الأخبار (باستثناء عددٍ قليل من الأخبار القصيرة الأُخرى التي أوردها في ردّ أو تأييد روايات ابن أعثم) فرواه عن ابن أعثم الكوفيّ.

وفي القسم الثاني من الفصل الحادي عشر، (والذي استوعب 89 صفحة من الجزء الثاني من الكتاب) يتعرّض الخوارزميّ لحادثة عاشوراء حتّى انتهاء تلك الواقعة بشهادة الإمام الحسين عليه السلام ووقوع البقيّة من أهل البيت عليهم السلام في الأسر. وفي الصفحات الأُولى من هذا القسم، ينقل الخوارزميّ ستّ روايات حول ثواب الصيام في يوم عاشوراء، وأنّ يوم عاشوراء يصادف أحداثاً وتواريخ مهمّة في حياة الأنبياء عليهم السلام. ثمّ يتابع الخوارزميّ، ولكن هذه المرّة على غير عادته في الفصول السابقة (حيث كان يعتمد في الأعمّ الأغلب على أخبار هذه الواقعة في النقل عن ابن أعثم)، فيأتي على ذكر أخبارٍ متعدّدة ومتنوّعة عن العديد من الرواة حول يوم عاشوراء والحوادث التي وقعت بعده. وفي بعض هذه الأخبار التي ينقلها حول واقعة عاشوراء، نراه يروي عن أشخاصٍ هم بدورهم ينقلون عن رجلٍ يُدعى أبا طالب يحيى بن الحسين بن هارون، وهو من أحفاد الإمام زين العابدين عليه السلام، كما أنّ يحيى بن الحسين هذا يروي أيضاً عن رواةٍ آخرين[47]. وكذلك، نجد الخوارزميّ متأثّراً بروايات ابن أعثم في ترتيب خروج أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ومن كان معه من فرسان بني هاشم إلى ميدان القتال والأبيات التي ارتجزها كلّ واحدٍ منهم، وما أبلاه كلّ منهم في القتال، وفي النهاية: ما يرتبط بشهادة كلّ واحدٍ منهم[48]، بالإضافة إلى الحوادث التي جرت بعد يوم عاشوراء، ووقوع أهل البيت عليهم السلام في الأسر، وأخذهم إلى الكوفة والشام، ثمّ لاحقاً إرجاعهم إلى المدينة، غير أنّه رغم تأثّره في ذلك كلّه بروايات ابن أعثم، نجده ينقل معظم حوادث يوم الواقعة عن أبي مخنف[49].

وهنا، في هذا المقطع من مقالنا هذا، نأخذ، وبشكلٍ موجز، بمقارنة الأخبار التي أوردها الخوارزميّ بالأخبار التي رواها ابن أعثم (ابتداءً من الفصل التاسع وحتّى نهاية الفصل الحادي عشر). وإضافةً إلى ذلك، ولمّا كان معظم الأخبار التي أوردها الخوارزميّ حول يوم عاشوراء في القسم الثاني من الفصل الحادي عشر قد نقلها عن أبي مخنف، فإنّنا أيضاً نعرض بالدراسة لأخبار الخوارزميّ هذه ونقارنها بروايات أبي مخنف التي أوردها الطبريّ في تاريخه.

3 ـ دراسة ميدانيّة ومقارنة بين مقتل الخوارزميّ ومقتل ابن أعثم

قبل الشروع بالمقارنة والمقايسة بين الكتابين ضمن الفصول التي أشرنا إليها، نشير هنا ونلفت الانتباه إلى نقطة على درجةٍ عالية من الأهمّيّة، وهي أنّنا بالتدقيق في نقل الخوارزميّ وابن أعثم، ومقارنة كلٍّ منهما بالآخر، نصل بوضوح إلى النتيجة التالية، وهي أنّ نقولات الخوارزميّ في الكثير من الموارد جاءت مشتملةً على زياداتٍ، وأحياناً على نقائص، بالنسبة إلى أخبار وروايات ابن أعثم.

وما يمكن أن يكون سبباً لذلك أمران:

الأمر الأوّل: أنّ كتاب الفتوح لابن أعثم له نسخ عديدة، وهذه النسخ - إلى حدٍّ ما - متفاوتة فيما بينها، وهي في بعض الموارد جاءت مشتملةً على إضافات، وفي بعضها الآخر كان فيها نقائص. يشهد لهذا المدّعى: اختلاف النسخ الموجودة بين أيدينا حاليّاً عن النقولات التي رواها الخوارزميّ عن ابن أعثم. والنموذج البارز في هذا المجال، الاختلاف والتفاوت الحاصل بين الأشعار الموجودة في فتوح ابن أعثم مع تلك التي نجدها في مقتل الخوارزميّ من الناحية الكمّيّة والمضمونيّة.

الأمر الثاني: أنّ الخوارزميّ كان خطيباً، ومن أهل المنبر، فيحتمل كثيراً أنّه، وبوحيٍ من هذا المنصب أو هذه الحرفة، كان قد أعمل شيئاً من التصرّف في أخبار وروايات ابن أعثم، فأحدث فيها تغييراتٍ كمّيّة، وأحياناً كيفيّة، سعى من خلالها إلى جعل هذه الحادثة تبدو للقارئ أكثر منطقيّةً، وأكثر تقبّلاً، وأكثر جاذبيّةً. وإن كان الحدّ الذي بلغه هذا الفعل لم يؤدِّ في الكثير من الموارد إلى التحريف أو التشويه في أصل الحادثة.

أضف إلى ذلك، أنّ طبيعة كثير من القضايا والحوادث التاريخيّة أنّها عندما تتقادم عليها الأيّام ويعلوها غبار الزمن ويأتي مؤلّفو القرون الآتية ليُدخلوها إلى مسرح الحياة العلميّة، فكلّما ازداد بُعد هؤلاء عن زمان الواقعة كلّما كانت هذه الواقعة في معرض أن تلحق بها إضافات وزيادات وعناصر جديدة لم يكن لها وجود أصلاً, في الحادثة بحسب ما جاء في المصادر والنقولات القديمة التي نقلتها.

وقد أشرنا إلى أنّ أكثر ما استفاده الخوارزميّ, فيما نقله من أحداث واقعة كربلاء حتّى ما قبل يوم عاشوراء,كان من كتاب الفتوح لابن أعثم. لكنّ الملاحَظ في أخباره ونقولاته عندما نعرضها على أخبار ابن أعثم أنّها تشتمل على زيادات وإضافات تارةً، ونواقص أحياناً، والعديد من الفوارق من جهات أُخرى، نشير فيما يأتي إلى أهمّ هذه الموارد:

أ ـ الإضافات وجهات الاختلاف بين أخبار الخوارزميّ وأخبار ابن أعثم:

بالرغم من تصريح الخوارزميّ بأنّه قد اعتمد في كتابه على أخبارٍ أخذها عن ابن أعثم، إلّا أنّ جملةً من الحوادث التي أوردها في كتابه هي إمّا غير موجودةٍ في النسخ الموجودة والواصلة إلينا من كتاب الفتوح، أو أنّها وردت فيه بشكلٍ مختصر وموجز، ومن بين هذه الموارد:

1- في بداية الفصل العاشر (ج 1، ص 277)، في خبر نزول الإمام الحسين عليه السلام المدينة، يشير الخوارزميّ إلى محلّ سكن الإمام عليه السلام بالمدينة، وأنّ حاكم مكّة كان قد عارض نزول الإمام عليه السلام بمكّة، والحال أنّ ابن أعثم لم يُشر إلى شيءٍ من ذلك.

2- في خبر خروج مسلم بن عقيل إلى الكوفة، نقل الخوارزميّ أنّ مسلماً كان قد رأى في الطريق رجلاً يرمي الصيد، وأنّه تفاءل واستبشر بتمكّن هذا الرجل من صيده (ص 286)، والحال أنّ هذا الخبر ليس له في فتوح ابن أعثم عين ولا أثر.

3- نقل الخوارزميّ خبر مشاورة يزيد لسرجون مولى أبيه معاوية للبحث عن حلٍّ لأزمة الكوفة، كما نقل نصّ الكتاب الذي بعثه يزيد إلى عبيد الله بن زياد والذي ولّاه به على الكوفة، وجاء نقل الخوارزميّ لذلك أكثر تفصيلاً ومع تفاوتٍ واختلافٍ عمّا هو الموجود في نقل ابن أعثم (ص 287).

4- في خبر الهجوم الذي شنّه مسلم بن عقيل على دار الإمارة بالكوفة، ذكر الخوارزميّ الشعار الذي رفعه أصحاب مسلم، مع تسمية القادة لكلّ كتيبةٍ من جيش مسلم (ص 297 ـ 298)، مع أنّ ابن أعثم لم يُورد شيئاً من ذلك.

5- رغم أنّ الخوارزميّ في نقله للحادثة التي فيها تفصيل كيفيّة وقوع مسلم بن عقيل في الأسر بدأ بنفس ما بدأ به ابن أعثم (ج 5، ص 54) من أنّ مسلماً طُعن وأصابته الجراح، فسقط عن جواده إلى الأرض، فأُخذ أسيراً، لكنّ الخوارزميّ لم يكتفِ بذلك، بل يُحتمل أنّه لم يعتمد على هذا الذي نقله، ونقل روايةً أُخرى مفادها أنّ مسلماً رمى بسيفه وسلّم نفسه لهم بعدما أعطاه محمّد بن الأشعث أمانه. وجاء في هذه الرواية خبر أنّ مسلماً طلب من ابن الأشعث أن يبعث برجلٍ إلى الإمام الحسين عليه السلام يُخبره بخبر أهل الكوفة وغدرهم به وانقلابهم عليه ويطلب منه الرجوع عن الكوفة (ص 303)، وهو ما لا نجده أصلاً فيما رواه ابن أعثم.

6- نقل الخوارزميّ الحوار الذي دار بين الإمام الحسين عليه السلام وبين ابن عبّاس، والذي يطلب فيه الأخير من الإمام عليه السلام عدم الذهاب إلى العراق، لكنّه أورده مع تفاوتٍ وتقديم وتأخير عمّا هو موجود في كتاب ابن أعثم. (ص 310).

7- الحوار الذي دار بين عبد الله بن مطيع وبين الإمام الحسين عليه السلام والذي يطلب فيه عدم التوجّه إلى العراق. (ص 310).

8- كلام عبد الله بن الزبير للإمام الحسين عليه السلام وحثّه إيّاه على الخروج إلى العراق. (ص 311).

9- رفض أصحاب عمرو بن سعيد (حاكم مكّة والمدينة) خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة. (ص 317).

10- حادثة اعتراض الإمام الحسين عليه السلام بمحلّة التنعيم للعير التي كانت تحمل المال والحلل إلى يزيد بن معاوية وأخذه ذلك كلّه. (ص 317).

11- حادثة نصيحة الإمام الحسين عليه السلام بشأن كيفيّة سقاية جيش الحرّ الرياحي وسقاية خيلهم وأفراسهم. (ص 329 ـ 330).

12- كلام برير بن خضير الهمداني الذي أعلن فيه وفاءه للإمام الحسين عليه السلام. (ص 337).

13- المقولة الشهيرة للإمام الحسين عليه السلام: "النّاس عبيد الدنيا...". (ص 337).

14- روى الخوارزميّ ردّة فعل السيّدة زينب عليها السلام عندما سمعت أخاها الإمام الحسين عليه السلام يُنشد الأبيات "يا دهر أفٍّ لك من خليل..."، لكنّه بدأ هذه الرواية بنقلها أوّلاً عن لسان الإمام زين العابدين عليه السلام، ثمّ نقل الخبر بعد ذلك كما نقله ابن أعثم، وهو أكثر تفصيلاً ممّا كان قد ذكره أوّلاً. (ص 338 ـ 339).

15- اقتراح الطرمّاح بن عديّ الطائيّ على الإمام الحسين عليه السلام بأن ينزل في أحياء طيء، فإنّه يقوم بين يديه عليه السلام خمسة آلاف فارس يقاتلون عنه، ورفض الإمام عليه السلام لهذا الاقتراح. (ص 339).

16- نقل مضمون رسالة عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد، (وأنّه كان قد أرسل رسولاً إلى الإمام الحسين عليه السلام يسأله فيها عن العلّة التي لأجلها قدم عليه السلام إلى العراق، وما أجابه الإمام عليه السلام)، وردّ عبيد الله بن زياد على هذه الرسالة. (ص 343).

17- حادثة وكيفيّة حفر الإمام الحسين عليه السلام بئراً، وعلم عبيد الله بن زياد بذلك (ص 346)، في حين أنّ ابن أعثم اقتصر على نقل أنّ عبيد الله بن زياد تناهى إليه خبر بأنّ الإمام عليه السلام قد حفر بئراً. (ص 92).

18- في حادثة خروج ثلاثين رجلاً مع أبي الفضل العبّاس طلباً للماء ونجاحهم في ذلك، أضاف الخوارزميّ هذا التعبير في حقّ العبّاس عليه السلام، فقال: "ولقّب يومئذٍ العبّاس: السقّاء". (ص 347).

19- الحوار الذي دار يوم عاشوراء بين الإمام الحسين عليه وبين كلٍّ من سعد بن عبد الله الحنفيّ وزهير بن القين وبرير بن خضير، وإعلان هؤلاء الوفاء للإمام عليه السلام، واقتراح برير على الإمام عليه السلام أن يخرج للحديث مع عمر بن سعد، وموافقة الإمام عليه السلام على هذا الاقتراح، وتأنيبه لعمر بن سعد ونهيه إيّاه عن منع الماء عن أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, وعن الحرب مع الإمام عليه السلام، وردّ عمر بن سعد على كلام الإمام عليه السلام (ص 350 ـ 351). مع أنّ ابن أعثم لم يذكر سوى أنّ بريراً خرج إلى عمر بن سعد مبعوثاً من الإمام عليه السلام، وأنّه دار حوار قصير بين برير وعمر بن سعد، وردّ عليه الأخير بردٍّ مقتضب. (ص 96).

20- نقل الخوارزميّ أنّ بريراً عندما كان يخاطب جيش عمر بن سعد ردّ عليه رجل من الأعداء فقال لبرير: لا نفقه ما تقول، كما نقل خبر إعلان برير البراءة من جيش عمر بن سعد (ص 357)، وهذا لا وجود لشيءٍ منه في كتاب ابن أعثم.

21- في حادثة طلب الإمام الحسين عليه السلام يوم التاسع من محرّم من جيش الأعداء أن يمهلوه، وإرساله أخاه أبا الفضل العبّاس عليه السلام إليهم بهذا الشأن، أورد الخوارزميّ العبارة التالية عن لسان الإمام عليه السلام مخاطباً بها أخاه: "لعلّنا نصلّي لربّنا ليلتنا هذه وندعو الله ونستعفيه ونستنصره على هؤلاء القوم"، (ص 354). مع العلم بأنّ هذه الجملة لم ترد فيما نقله ابن أعثم.

22- خطبة الإمام الحسين عليه السلام التي ألقاها أمام جيش الأعداء، وردّ الشمر على الإمام عليه السلام، ثمّ كلام الإمام الحسين عليه السلام مجدّداً، ومقولته الشهيرة: "والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد" (ص 357 ـ 358).

23- كيفيّة مبارزة واستشهاد عبد الله بن عمير الكلبيّ (ج 2، ص 11)، إضافةً إلى ما جرى أثناء المبارزة، وصولاً- في النهاية- إلى شهادة رجلٍ باسم وهب بن عبد الله بن عمير الكلبيّ، والذي كان ابن أعثم قد ذكر اسمه. (ج 5، ص 104).

24- مبارزة برير ليزيد بن معقل قبل مبارزته لبجير بن أوس الضبّي (ص 14 ـ 15).

25- اقتراح عمرو بن الحجّاج على عمر بن سعد بأن يرموا جيش الإمام الحسين عليه السلام بالحجارة، ووصف ابن الحجّاج لأصحاب الإمام عليه السلام بالمارقين والخوارج، وردّ الإمام الحسين عليه السلام عليه. (ص 18).

26- كيفيّة شهادة مسلم بن عوسجة مع مزيدٍ من التفصيل. (ص 18 ـ 19).

27- هجوم جيش عمر بن سعد من الميمنة والميسرة، وفشل هذه الحملة. (ص 19).

28- تذكير أبي ثمامة الصائديّ للإمام الحسين عليه السلام بحلول وقت صلاة الظهر، ودعاء الإمام عليه السلام في حقّه. (ص 19).

29- إقامة الإمام الحسين عليه السلام صلاة الظهر على هيئة صلاة الخائف، واستشهاد سعيد بن عبد الله الحنفيّ من أثر السهام التي أصابته (ص 19 ـ 20).

30- خبر استشهاد حبيب بن مظاهر. (ص 22).

31- خبر آخر (زائداً على خبر ابن أعثم) بشأن زهير بن القين. (ص 24).

32- خبر مختلف عن مصير من حمل رأس حبيب بن مظاهر إلى قصر عبيد الله بن زياد[50]. (ص 22).

33- زيادة على فهرست أسماء الشهداء الذي ذكره ابن أعثم (يُراجع: الجدول رقم 1).

34- تتميم خبر استشهاد القاسم بن الحسن اعتماداً على نقل حميد بن مسلم الذي أورده أبو مخنف في مقتله. (ص 31 ـ 32).

35- ذكر وصف "السقّاء" في حقّ أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وزيادة كلام الإمام الحسين عليه السلام عند استشهاده: "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي". (ص 34).

36- نقل الخوارزميّ حادثة خروج عليّ الأكبر إلى ميدان القتال، وأنّ الإمام الحسين عليه السلام وضع لسانه في فم عليّ الأكبر، وأعطاه خاتمه ليضعه في فمه كي يخفّف به العطش عن نفسه، وهذا كلّه زائد على ما كان ابن أعثم قد نقله في كتابه. (ص 35).

37- كيفيّة استشهاد عليّ الأكبر عليه السلام، ولعن الإمام الحسين عليه السلام لجيش الأعداء، وقوله مخاطباً ولده الأكبر: "على الدنيا بعدك العفا"، ومناداة الحوراء زينب عليها السلام بالويل والثبور عند اطّلاعها على خبر شهادة عليّ الأكبر عليه السلام، ثمّ أخذ جثمان عليّ الأكبر عليه السلام ونقلها إلى المخيّم، ونيّة الإمام زين العابدين عليه السلام الخروج إلى ميدان القتال، وممانعة الإمام الحسين عليه السلام من ذلك. (ص 36).

38- روى الخوارزميّ كيفيّة مبارزة الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده بروايةٍ تختلف عن رواية ابن أعثم، وتحتوي على تفاصيل لم يذكرها الأخير فيما رواه. (ص 38 ـ 41). وفي هذا السياق، نرى الخوارزميّ أيضاً ينقل أخباراً أُخرى، من بينها: خبر أبي مخنف الذي نقله عن حميد بن مسلم حول كلام الحوراء زينب عليها السلام الذي خاطبت به عمر بن سعد: "أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟". (ص 40). كما أنّه روى روايةً عن الإمام الصادق عليه السلام حول عدد جراحات الإمام الحسين عليه السلام والطعنات التي تعرّض لها، مع تسمية الأشخاص الذين أغاروا على الإمام الحسين عليه السلام لنهب ثيابه وأغراضه الشخصيّة، وأيضاً ارتفاع غبرةٍ شديدة مظلمة في السماء بعد استشهاد الإمام عليه السلام. (ص 42).

39- اقتراح جماعة من عسكر الأعداء على شمر بن ذي الجوشن بأن يقتل الإمام زين العابدين عليه السلام، ومعارضة عمر بن سعد لذلك، وأمره بإعادة الأشياء التي غنموها بالإغارة وقاموا بنهبها من أهل البيت عليهم السلام إليهم. (ص 43).

40- خبر أنّهم داسوا بالخيول على أجساد الشهداء. (ص 43).

41- دفن جيش عمر بن سعد لأجساد القتلى منهم، وترك جسد الإمام الحسين عليه السلام وأجساد أصحابه، حتّى أتى أفراد من قبيلة بني أسد فقاموا هم بدفنهم. (ص 44).

42- المرور بقافلة الأسر والسبي قريباً من جثث الشهداء، وصياح النساء من حرم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعويلهنّ، وصيحة الحوراء زينب عليها السلام: "... هذا حسين بالعراء...". (ص 44 ـ 45).

43- دخول الأسرى إلى الكوفة والإمام زين العابدين عليه السلام مقيَّدٌ بالسلاسل والأغلال. (ص 45).

44- اعتراض كلٍّ من زيد بن أرقم وأنس بن مالك على عبيد الله بن زياد إذ كان ينكت بقضيبه فم وثنايا أبي عبد الله عليه السلام. (ص 50 ـ 51).

45- في إحصاء عدد الشهداء من أهل البيت. (ص 52 ـ 54).

46- خبر تضييق المتوكّل العبّاسي الخناق على زوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام، وأمره بهدم القبر وتخريبه، وحبّ وإحسان ولده المنتصر لآل أبي طالب. (ص 254).

47- خبر فرار طفلين من أحفاد جعفر بن أبي طالب من جيش عبيد الله بن زياد، وصولاً إلى اعتقالهما وخبر استشهادهما. (ص 54 ـ 58).

48- خبر دخول سهل بن سعد الساعديّ إلى الشام، ومشاهدته أهل تلك المدينة فرحين مستبشرين، وقد علّقوا المصابيح والديباج، بمناسبة دخول قافلة السبي إلى دمشق الشام. (ص 67 ـ 68).

49- رؤية رسول ملك الروم رأس الإمام الحسين عليه السلام وقد وضعه يزيد بين يديه، وتوبيخ الرسول ليزيد، ثمّ إخباره إيّاه بحديث كنيسة حافر، وصولاً في النهاية إلى خبر مقتله بأمرٍ من يزيد. (ص 80 ـ 81).

50- أقوال مختلفة في محلّ دفن رأس الإمام الحسين عليه السلام. (ص 83 ـ 84).

51- إقامة نساء بني هاشم مآتم العزاء. (ص 84).

52- خطبة عمرو بن سعيد حاكم المدينة ودفاعه عن عمل يزيد بعد وصول خبر استشهاد الإمام الحسين عليه السلام إلى المدينة. (ص 85).

53- بعث يزيد بن معاوية برسالة إلى ابن عبّاس يشكره فيها على عدم تقديمه العون لعبد الله بن الزبير في حركته، وردّ ابن عبّاس عليه بردٍّ قاسٍ مفحم. (ص 85 ـ 87).

54- دعوة يزيد محمّد بن الحنفيّة للقدوم عليه بالشام، وقبول ابن الحنفيّة لهذه الدعوة، وأيضاً خبر حضور جماعةٍ آخرين عند يزيد، من بينهم المنذر بن الزبير وعبد الله بن عمر و... (ص 90).

وكذلك أيضاً في كثير من الأشعار التي أوردها الخوارزميّ في مقتله بمناسباتٍ وأحداث مختلفة، فإنّه بالرغم من أنّه نقلها عن ابن أعثم إلّا أنّنا نجد فيها إضافاتٍ ونواقص واختلافات عمّا ذكره ابن أعثم في كتابه. انظر- على سبيل المثال - الأشعار الواردة في الصفحات التالية من كتاب المقتل: 301، 310، 333 من الجزء الأوّل، و 15، 6، 21 ـ 22، 25، من الجزء الثاني، وقارنها على الترتيب بالصفحات الآتية من المجلّد الخامس من كتاب الفتوح لابن أعثم: 54، 62، 79، إلى 80، 84، 103، 104، 106، 107 ـ 110، لترى الاختلافات القائمة بين النقلين.

ب- النواقص والموارد التي فيها حذف وإسقاط:

لم يَخْلُ ما نقله الخوارزميّ من أخبار واقعة عاشوراء عن رواية ابن أعثم من نواقص وموارد فيها حذف وإسقاط، ويمكن أن يعود ذلك إلى أسبابٍ عديدة، نشير فيما يأتي إلى أهمّ هذه الأسباب:

1- الإيجاز في الكتابة: وعلى سبيل المثال نذكر هنا بعضاً من هذه الموارد:

أـ في حادثة موت معاوية، نقل ابن أعثم أنّ ابنه يزيد بعد أن عرف بموته أتى إلى قبر أبيه وأنشد أبياتاً من الشعر في رثائه، وقد أورد ابن أعثم هذه الأبيات (ج 5، ص 6 ـ 7)، وأمّا الخوارزميّ فلم يأتِ على ذكرها.

ب ـ أوجز الخوارزميّ في نقله وتوصيفه كيفيّة استقبال أهل الشام ليزيد بن معاوية بعد موت أبيه، وما جرى من تهنئتهم إيّاه بالملك والخلافة وتعزيتهم إيّاه بفقده أباه، (الفصل التاسع، ج 1، ص 261). وهذا على خلاف ما صنعه ابن أعثم (ج 5، ص 7).

ج ـ في خبر دخول عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، وإلقائه الخطبة التي هدّد بها جمع الكوفيّين، اكتفى الخوارزميّ- خلافاً لابن أعثم- بالإشارة إلى الخطبة التي ألقاها عبيد الله في اليوم الأوّل من وصوله، ولم يتعرّض أصلاً للخطبة الثانية. (الفصل العاشر، ج 1، ص 290).

دـ نقل ابن أعثم بشكلٍ مفصّل الكلام الذي دار بين عبد الله بن عبّاس وبين الإمام الحسين عليه السلام والذي نهاه فيه ابن عبّاس عن الذهاب إلى العراق (ص 65 ـ 66)، وأمّا الخوارزميّ، فاكتفى بالإشارة إلى ذلك مختصراً. (الفصل العاشر، ج 1، ص 310).

2- مخالفة الخوارزميّ لابن أعثم في الأفكار والمعتقدات: الذي يبدو لنا أنّ من جملة الأسباب التي دعت الخوارزميّ إلى أن لا ينقل في كتابه جميع ما رواه ابن أعثم هو عدم انسجام بعض روايات الأخير مع ما يعتقده الخوارزميّ ويراه، ما يجعلها - بالتالي - غير صحيحة بنظر الخوارزميّ. وربما يكون من هذا القبيل: عدم إشارة الخوارزميّ أصلاً إلى ما رواه ابن أعثم من أنّ يزيد بن معاوية بعد أن مات أبوه وجاء النّاس لبيعته أخذ يمدح أباه ويذكره بما ليس فيه، فصاح به صائح من أقاصي النّاس وقال: كذبت والله يا عدوّ الله.. ثمّ قام رجل من شيعة يزيد فأنشد أبياتاً في مدح يزيد رادّاً بذلك على ذلك الرجل الذي صاح مكذّباً ليزيد، فأمر له يزيد بجائزة حسناء. (ج 5، ص 8).

3- عدم ارتباط بعض الروايات بالموضوع الذي يكتب عنه الخوارزميّ: إذا كان الخوارزميّ في جملةٍ من الموارد يُهمل الحديث عن بعض الحوادث والوقائع، فإنّ السبب في ذلك هو عدم وجود صلةٍ بين هذه الحوادث وبين أحداث قيام وخروج الإمام الحسين عليه السلام. على سبيل المثال، نراه لا يأتي في كتابه على ذكر حادثة إحضار الوليد بن عتبة لعبد الله بن الزبير، وفراره إلى مكّة وما فعله الوليد تجاه ذلك، مع أنّ ابن أعثم كان قد خصّص صفحتين من كتابه لنقل خبر هذه الحادثة (ج 5، ص 14 ـ 16).

4- عدم مراعاة الخوارزميّ للنظم والترتيب الذي اتّبعه ابن أعثم: لم يُراعِ الخوارزميّ في بعض المواضع الترتيب والنظم الذي كان ابن أعثم قد اعتمده في تدوين واستعراض الأحداث المرتبطة بواقعة عاشوراء، ومن هذا القبيل يمكن الإشارة إلى الموارد الآتية:

أـ في الفصل الحادي عشر، لم يعتمد الخوارزميّ نفس الترتيب الذي اعتمده ابن أعثم في بيان المنازل الواقعة على الطريق من مكّة إلى الكوفة، وفي خبر لقاءات الإمام الحسين عليه السلام بأشخاصٍ مختلفين، بل اعتمد ترتيباً آخر وأسلوباً آخر في العرض. فهو بدأ بنقل خبر لقاء الإمام الحسين عليه السلام بالفرزدق في منزل الشقوق، ثمّ لقائه عليه السلام بزهير بن القين، عند نزوله عليه السلام في منازل الخزيميّة والثعلبيّة، ثمّ في النهاية لقائه عليه السلام بأبي هرّة الأزديّ. (ص 321 ـ 325)، مع أنّ ابن أعثم، بعد خبر رسالة الوليد بن عتبة إلى عبيد الله بن زياد والتي أنبأه فيها بنبأ خروج الإمام الحسين عليه السلام وارتحاله إلى العراق، نقل أنّ الإمام الحسين عليه السلام نزل في منازل الخزيميّة والثعلبيّة، ثمّ بعد ذلك أشار إلى خبر لقاء الإمام الحسين عليه السلام بالفرزدق في منزل الشقوق[51]. (ج 5، ص 70 ـ 73).

ب ـ بحسب ما نقله الخوارزميّ، فإنّ الحرّ بن يزيد الرياحي ردّ على الخطبة التي ألقاها الإمام الحسين عليه السلام بعدما صلّى- أي: الإمام عليه السلام- صلاة الظهر، (ص 331). وأمّا ما نقله ابن أعثم فيدلّ على أنّ الحرّ سكت في مقابل خطبة الإمام الحسين عليه السلام بعد صلاة الظهر، وأرجأ جواب الحرّ على الإمام عليه السلام إلى ما بعد خطبته عليه السلام عقيب صلاة العصر. (ج 5، ص 77).

ج ـ روى الخوارزميّ خبر استشهاد سعيد بن عبد الله الحنفيّ بعد خبر استشهاد الحجّاج بن مسروق وزهير بن القين (ج 2، ص 24)، مع أنّ ابن أعثم أورد في كتابه أنّ استشهاده كان قبل استشهاد زهير وبعد استشهاد ابن مسروق (ج 5، ص 109).

5- الاختلاف في ضبط الأسامي: على مستوى ضبط أسماء الرجال نستطيع أن نشاهد اختلافاً في بعض الموارد بين مقتل الخوارزميّ وبين ما ذكره ابن أعثم. وفي بعض هذه الموارد، يعود السبب في هذه الاختلافات إلى التشابه في اللّفظ، وبالتالي، إلى فرض حصول الخطأ في نقل النسّاخ. ومن هذا القبيل يمكن أن نشير إلى الموارد التالية:

أ- ضبط ابن أعثم اسم صاحب الدار الذي نزله مسلم بن عقيل في الأيّام الأُولى من دخوله إلى الكوفة بلفظ سالم بن المسيّب (ج 5، ص 33)، وأمّا الخوارزميّ، فضبطه بلفظ مسلم بن المسيّب (ص 286).

ب- ضبط ابن أعثم اسم ابنة المنذر بن جارود، وهي زوجة عبيد الله بن زياد، بلفظ حومة (ص 37)، فيما أثبتها الخوارزميّ بلفظ بحرة (ص 288).

ج- أثبت الخوارزميّ (ومثله أبو مخنف) اسم الرجل الذي أرسله عمر بن سعد ليسأل الإمام الحسين عليه السلام عن علّة قدومه إلى العراق بلفظ كثير بن عبد الله الشعبيّ (ص 341)، مع أنّ ابن أعثم نقل أنّ اسمه هو فلان بن عبد الله السبيعيّ (ص 86).

د- في خبر التحاق الكوفيّين بجيش عمر بن سعد، وبالرغم من أنّ الخوارزميّ اعتمد نفس العدد الذي نقله ابن أعثم، لكنّه في بعض الموارد أثبت أسماء بعض قادة جند ابن سعد بنحوٍ مختلف عمّا أورده وأثبته ابن أعثم. فبينما أثبت ابن أعثم الأسماء التالية بهذه الألفاظ: شمر بن ذي الجوشن السلوليّ، وزيد بن ركاب الكلبيّ، والمصاب الماري، ونصر بن حربة (ص 89)، أثبتها الخوارزميّ بهذه الألفاظ - وبالترتيب -: شمر بن ذي الجوشن الضبابيّ، ويزيد بن ركاب الكلبيّ، وفلان المازنيّ، ونصر بن فلان (ص 344).

هـ- أثبت الخوارزميّ اسم قائد كتيبة العدوّ الذي أرسله للقاء حبيب بن مظاهر والقبيلة التي تأتمر بأمره من بني أسد بلفظ الأزرق بن الحرث الصدائيّ (ص 346)، خلافاً لابن أعثم الذي ضبط اسمه بلفظ الأزرق بن حرب الصيداويّ (ص 91).

و- في مقتل الخوارزميّ ضُبط اسم الرجل الذي أعطى الأمان لأولاد أمّ البنين بلفظ عبد الله بن المحل بن حرام العامريّ (ص 348)، وأمّا ابن أعثم، فضبط اسمه بلفظ عبد الله بن حزام العامريّ (ص 93).

ز- أورد الخوارزميّ اسم ذلك الرجل من جند الأعداء الذي قام بسبّ الإمام الحسين عليه السلام، ولعنه الإمام عليه السلام في معرض ردّه عليه، أورده الخوارزميّ بلفظ مالك بن جريرة (ج 1، ص 352)، وفي موضعٍ آخر أثبت اسمه بلفظ ابن حويزة (ج 2، ص 107)، مع أنّ ابن أعثم ذكر في تسميته مالك بن جوزة (ص 96).

ح- نقل الخوارزميّ أنّ مولى أبي ذرّ كان اسمه جون (ج 2، ص 23)، فيما أثبته ابن أعثم بلفظ حُوَيّ (ص 108)، وإن كان نقل الخوارزميّ هذا ينسجم مع ما أثبته أبو الفرج الأصفهانيّ نقلاً عن أبي مخنف[52]. وأمّا ما أثبته ابن أعثم فينسجم مع ما نقله الطبريّ عن أبي مخنف[53].

6- الاختلاف في نقل الأعداد والأرقام: في خبر اقتراح حبيب بن مظاهر على الإمام الحسين عليه السلام أن يطلب له العون من قبيلة بني أسد والتحاق تسعين نفراً منهم بحبيب، روى الخوارزميّ في تعداد الرجال الذين وقفوا في مواجهة الأفراد الذين التحقوا بحبيب أنّهم بلغوا أربعمائة رجلٍ (ص 346)، وهو رقم أكثر انسجاماً مع الواقع، خلافاً لابن أعثم الذي ذكر في تعدادهم أنّهم بلغوا أربعة آلاف رجل (ص 91).

7- تصحيح بعض الأسماء والمرويّات التاريخيّة: نجد الخوارزميّ في جملةٍ من الموارد يصحّح بعض الأسماء، أو بعض العبارات، التي أوردها ابن أعثم بشكلٍ خاطئ، نشير هنا إلى بعض تلك الموارد:

أ- بدلاً من هلال بن رافع البجليّ (الفتوح، ج 5، ص 109)، ضبط الخوارزميّ اسم الرجل بلفظ نافع بن هلال (ج 2، ص 18، و 24).

ب- في خبر مبارزة عليّ الأكبر عليه السلام لجيش عمر بن سعد، روى ابن أعثم عدداً كبيراً من قتلى الأعداء الذين أرداهم عليّ الأكبر، فقال: "فلم يزل يقاتل حتّى ضجّ أهل الشام" (ص 115)، لكن حيث إنّ جيش عمر بن سعد لم يكن فيه أحد من الشاميّين، ولم يتشكّل إلّا من الكوفيّين، غيّر الخوارزميّ هذه العبارة المذكورة وصحّحها، فأتى بلفظ "أهل الكوفة"، بدلاً من لفظ "أهل الشام"[54] (ص 35).

8- اشتباهه في ضبط بعض الأسماء: رغم الجهد الكبير الذي بذله الخوارزميّ في ضبط الأسماء بشكلٍ صحيح، لكنّه في بعض الموارد لم يدقّق جيّداً في ضبط أسامي الأشخاص، كما نجد ذلك في الموارد الآتية:

أ- الاسم الصحيح لحاكم مكّة والمدينة في ذلك الزمان هو عمرو بن سعيد بن العاص، لكنّ الخوارزميّ بدلاً من أن يُثبته بهذا اللّفظ ضبطه بلفظ عمر بن سعد بن أبي وقّاص.

ب- أثبت الخوارزميّ في مواضع عديدة (كما فعل ابن أعثم أيضاً، ج 5، ص 30 و 98) اسم واحدٍ من الجند في جيش عمر بن سعد بلفظ عروة بن قيس[55] (الصفحتان 341 و 354)، مع أنّ الصحيح في تسميته أنّه عزرة بن قيس. وإن كان الخوارزميّ في موضعٍ آخر أثبت اسم هذا الرجل بلفظ عزرة بن قيس (ص 283).

ج- أثبت الخوارزميّ اسم أبي ثمامة عمرو (عمر) بن عبد الله الصائديّ في موضعٍ من كتابه بلفظ: أبي ثمامة بن عمر الصائديّ (ج 1، ص 297)، وأثبته في موضعٍ آخر بلفظ أبي ثمامة الصيداويّ (ج 2، ص 20).

9- التكرار والخلط في بعض الأسماء والحوادث: وقع الخوارزميّ في نقله لبعض الحوادث والوقائع في فخّ التكرار أو الخلط، نذكر من باب المثال الموارد التالية:

أ. خبر مبارزة واستشهاد نافع بن هلال، ذكرها الخوارزميّ (ص 18 و 24).

ب. ذكر الخوارزميّ اسم رجلين، أحدهما: عبد الله بن عمير الكلبيّ (ج 2، ص 11)، ووهب بن عبد الله الكلبيّ (ص 15 ـ 16)، وعدّهما في أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، ناقلاً كيفيّة مبارزة واستشهاد هذين الرجلين، مع أنّه في المصادر القديمة المعتبرة، التاريخيّة منها والرجاليّة، ومن بينها كتاب المقتل لأبي مخنف، لم يُذكر في أصحاب الإمام الحسين عليه السلام سوى عبد الله بن عمير الكلبيّ[56]. وفي هذا المجال، وقع الخوارزميّ في خلطٍ آخر أيضاً، ذلك أنّه عمد إلى ما ورد في المصادر القديمة والموثوقة من خبر مبارزة عبد الله بن عمير وما صنعته زوجته ونسبه إلى وهب بن عبد الله. كما أنّه أيضاً عدّ أمّ وهب زوجة عبد الله أمّاً لوهبٍ هذا. (ص 15 ـ 16).

أضف إلى ذلك أنّ الخوارزميّ في موضعٍ آخر[57] نقل خبر استشهاد شابٍّ بما يشبه إلى حدٍّ كبير جدّاً خبر كيفيّة مبارزة عبد الله بن عمير واستشهاده!

ج- تحدّث الخوارزميّ في موضعٍ من كتابه عن بروز رجلٍ إلى الميدان باسم يزيد بن مهاصر الجعفيّ، وروى خبر استشهاده (ج 2، ص 23)، ثمّ في موضعٍ آخر يذكر هذا الرجل نفسه باسم يزيد بن زياد أبي الشعثاء، وأنّه كان يرمي بسهامه جماعةً من جيش الأعداء حتّى حملوا عليه فقتلوه (ص 29)، مع أنّ هذين الاسمين يعودان إلى شخصٍ واحد، اسمه: يزيد بن زياد بن مهاصر أبو الشعثاء الكنديّ البهدليّ[58].

4ـ دراسة تطبيقيّة ومقارنة ميدانيّة بين مقتل الخوارزميّ ومقتل أبي مخنف

تقدّمت الإشارة إلى أنّ الخوارزميّ عند تأليفه للقسم الثاني من الفصل الحادي عشر من كتابه، وهو الذي عقده للحديث عن حوادث يوم عاشوراء، اعتمد في النقل كثيراً على مقتل أبي مخنف. نشير فيما يلي إلى أهمّ موارد التشابه بين هذا القسم من مقتل الخوارزميّ وبين مقتل أبي مخنف:

1- كيفيّة مبارزة واستشهاد عبد الله بن عمير الكلبيّ (ص 11).

2- حادثة التحاق الحرّ الرياحيّ بمعسكر الإمام الحسين عليه السلام (ص 12 ـ 13).

3- بروز برير إلى الميدان وخبر كيفيّة قتاله ومبارزته. (ص 14 ـ 15).

4- كيفيّة مبارزة مسلم بن عوسجة ونافع بن هلال وخبر استشهاد مسلم. (ص 18 ـ 19).

5- اقتراح عمرو بن الحجّاج على عمر بن سعد بأن يرموا الحجارة على جيش الإمام الحسين عليه السلام، ووصفه لأصحاب الإمام عليه السلام بالخوارج، وردّ الإمام عليه السلام عليه. (ص 18).

6- الحوار الذي دار بين برير وبين يزيد بن معقل، من جيش الأعداء، (باختصار)، ومبارزته في الميدان، وكيفيّة استشهاده. (ص 14 ـ 15).

7- تذكير أبي ثمامة الصائديّ للإمام الحسين عليه السلام باقتراب حلول وقت صلاة الظهر، ودعاء الإمام عليه السلام في حقّه، وإقامة صلاة الخوف. (ص 20).

8- كيفيّة مبارزة عابس بن أبي شبيب الشاكريّ (ص 26 ـ 27).

9- مبارزة واستشهاد الأخوين الغفاريّين. (ص 27).

10- مبارزة سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع واستشهادهما. (ص 27 ـ 28).

11- خروج حنظلة بن أسعد الشباميّ إلى الميدان ومبارزته واستشهاده. (ص 28).

12- حادثة استشهاد عليّ الأكبر ولعن الإمام الحسين عليه السلام لقاتله واضطراب السيّدة زينب عليها السلام و.. (ص 36).

13- العبارة الشهيرة للإمام الحسين عليه السلام: "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد...". (ص 38).

14- اضطراب السيّدة زينب عليها السلام وعويلها على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام. (ص 43).

15- حادثة الهجوم على الخيام بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وتعرّض القوم فيها للإمام زين العابدين عليه السلام وتهديدهم إيّاه بالقتل. (ص 45).

16- كلام عبيد الله بن زياد الذي خاطب به أهل البيت عليهم السلام، والردّ المفحم على كلامه على لسان السيّدة زينب عليها السلام، وغضب عبيد الله على أثر سماعه لكلامها. (ص 47).

17- اعتراض عبد الله بن عفيف الأزديّ على انتهاك عبيد الله بن زياد لحرمة رأس الإمام الحسين عليه السلام، ووضع جلاوزة عبيد الله إيّاه تحت المراقبة، وصولاً إلى استشهاده في نهاية المطاف (ص 59 ـ 62). جدير بالذكر أنّ هذا الخبر ممّا اختصّ بنقله أبو مخنف.

18- خبر زحر بن قيس الذي روى فيه كيفيّة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه على أيدي جيش عمر بن سعد، وإظهار يزيد بن معاوية الندامة على هذا الفعل، وإلصاقه تهمة قتل الإمام الحسين عليه السلام بعبيد الله بن زياد، ثمّ توهين يزيد للرأس الشريف. (ص 62 ـ 64).

19- حادثة طلب رجل من أهل الشام من يزيد بأن يهب له فاطمة بنت الإمام الحسين عليه السلام، وموقف السيّدة زينب عليها السلام الحاسم من ذلك. (ص 69 ـ 70).

20- احتجاج الإمام زين العابدين عليه السلام على يزيد، وردّه المفحم على كلام يزيد. وإن كان الخوارزميّ قد أورد هذا الخبر بصورةٍ أكثر تفصيلاً. (ص 70 ـ 71).

21- بكاء النسوة من آل معاوية على الإمام الحسين عليه السلام وإقامتهنّ المآتم مدّة ثلاثة أيّام، ودعوة يزيد لعمرو بن الحسن بن عليّ عليه السلام (أثبت الخوارزميّ اسمه بلفظ عليّ) أن يقاتل ولداً له اسمه خالد. (ص 82).

22- إظهار يزيد مجدّداً الندامة على قتل الإمام الحسين عليه السلام، ولعنه عبيد الله بن زياد في محضر الإمام زين العابدين عليه السلام، وتسييره أهل البيت عليهم السلام نحو المدينة، وتلطّف رسول يزيد بهم، ووصل أهل البيت عليهم السلام له بسبب معاملته الحسنة لهم. (ص 82 ـ 83).

23. إقامة عبد الله بن جعفر مأتم الحزن والعزاء، وخروج بنت عقيل بن أبي طالب في نساء من قومها وإنشادها الشعر في التفجّع والبكاء[59]. (ص 84).

 

5ـ الأخبار التي نقلها الخوارزميّ عن هشام الكلبيّ[60] من غير مقتل أبي مخنف

نقل الخوارزميّ أكثر من مورد روايات عن هشام (تلميذ أبي مخنف)، وهو ينقلها عن غير أبي مخنف، ومن هذه الموارد:

1- حادثة افتخار يزيد بنسبه، نقلاً عن عوانة بن الحكم (ص 64).

2- بكاء النساء من بني هاشم وإقامتهنّ المآتم عند ورود أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة، واستهزاء عمرو بن سعيد، حاكم المدينة، متمثّلاً بأبياتٍ عن عمرو بن معدي كرب. (ص 84).  

 

[1] محسن رنجبر, العضو بالهيئة العلميّة لدى مؤسّسة الإمام الخميني قدس سره للدراسات والأبحاث.

[2] واشتبه بعضهم فأثبت اسمه بلفظ "موفّق الدّين". راجع: محمّد بن عبد الحيّ اللكنوي الهندي، الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة.

[3] وذكر بعضهم أنّ اسم الخوارزميّ هو إسحاق، وكنيته أبو سعيد. راجع: ياقوت الحمويّ، معجم الأدباء، ج19، ص212. جلال الدّين عبد الرحمن السيوطيّ، بغية الوعاة في طبقات اللّغويّين والنحاة، ج2، ص401. محمّد باقر الموسويّ الخوانساريّ الأصفهانيّ، روضات الجنّات، ج8، ص124. العلّامة الأمينيّ، الغدير، ج4، ص398. لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أكثر الذين تعرّضوا لترجمة حياة الرجل ذكروا أنّ اسم جدّه كان محمّداً، فالذي يبدو لنا هو أنّ هذا الرأي قريب إلى الصواب.

[4] ونقل بعضهم، كالقرشيّ (عبد القادر بن أبي الوفاء، القرشيّ، الجواهر المضيئة، ج2، ص188)، و الفاسيّ (تقيّ الدّين محمّد بن أحمد الحسنيّ الفاسيّ المكّي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، ج7، ص310)، أنّه كان يُلقّب بـ "خطيب خوارزم"، وليس هناك فرق شاسع بين التعبيرين. نعم، الذين استخدموا أفعل التفضيل في حكاية اللّقب الذي كان يُلقّب به إنّما كان مقصودهم تعظيم الرجل وتكريمه والتصريح بتبحّره في إنشاء الخطبة، راجع: الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة آية الله الشيخ جعفر السبحانيّ، ص17.

[5] القرشيّ، مصدر سابق، ج2، ص188. السيوطيّ، مصدر سابق، ج2، ص401، ومحمود بن سليمان الكفويّ، أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان، نقلاً عن: مير حامد النيشابوريّ الهنديّ، عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار عليهم السلام، ج6، ص296.

[6] جمال الدّين أبو الحسن عليّ بن يوسف القفطيّ، إنباه الرواة على أنباه النحاة، ج3، ص232، القرشيّ، مصدر سابق، ج2، ص188، والفاسيّ، مصدر سابق، ج7، ص310.

[7] الأمينيّ، مصدر سابق، ج4، ص398.

[8] إسماعيل باشا البغداديّ، هديّة العارفين، ج2، ص482.

[9] القفطيّ، مصدر سابق، ج3، ص232.

[10] السيوطيّ، مصدر سابق، ج2، ص401، والقرشيّ، مصدر سابق، ج2، ص188.

[11] القرشيّ، مصدر سابق، ج2، ص188.

[12]  أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزميّ، (أخطب خوارزم)، مقتل الحسين، مقدّمة المحقّق، ص9 ـ 10. السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ، أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طُبع في: مجلّة تراثنا، السنة السادسة، العدد 23، 1411 هـ، القسم الرابع، ص79.

[13] الخوارزميّ، مقتل الحسين، ج1، ص15.

[14] القفطيّ، مصدر سابق، ج3، ص232. وقد ذكر تقيّ الدّين الفاسيّ (775 ـ 832 هـ) ما يقرب من هذه العبارات في حقّ الخوارزميّ، راجع: المصدر نفسه، ج7، ص310.

[15] السيوطيّ، مصدر سابق، ج2، ص401. (547) ج1، 815، الأمينيّ، مصدر سابق، ج4، 398. وللتعرّف على المصادر التي تعرّضت لترجمة حياته، راجع: مقدّمة السيّد محمّد رضا الموسويّ خرسان على كتاب المناقب، ص27 ـ 28، والسيّد عبد العزيز الطباطبائيّ، أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طُبع في مجلّة تراثنا، ص83 ـ 84.

[16]  ج1، 815، الأمينيّ، مصدر سابق، ج4، 398. وللتعرّف على المصادر التي تعرّضت لترجمة حياته، راجع: مقدّمة السيّد محمّد رضا الموسويّ خرسان على كتاب المناقب، ص27 ـ 28، والسيّد عبد العزيز الطباطبائيّ، أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طُبع في مجلّة تراثنا، ص83 ـ 84.

[17] أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص11، 161، 205، و 211.

[18] تحدّث الميرزا عبد الله الأفنديّ في رياض العلماء عن هذا الكتاب: ج5، القسم الثاني، ص339، نقلاً عن: الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة السيّد الموسويّ خرسان، ص23.

[19] محمّد تقي دانش پروه، فهرست كتابخانه اهدائى مشكات، ج3، ق 3، ص1569، نقلاً عن: الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة السيّد الموسويّ خرسان، ص2، وكذلك توجد نسخة منه في مكتبة جامعة طهران، الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة الشيخ جعفر السبحانيّ، ص23.

[20] نقلاً عن كتاب مناقب آل أبي طالب، ج2، ص390.

[21] المصدر نفسه.

[22] مصطفى بن عبد الله القسطنطينيّ الحنفيّ (الشهير بـ ملّا كاتب الجلبيّ، والمعروف بـ حاجي خليفة)، كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون، ج1، ص524. نعم، في الطبعات اللّاحقة من هذا الكتاب، إمّا أنّه لم يُؤتَ أصلاً على ذكر اسم هذا الديوان، وإمّا أنّه عندما يُذكر اسمه، فإنّ عبارة "له ديوان من الشعر الجيّد" تُنسب إلى شخصٍ آخر غير الخوارزميّ.

[23] المصدر نفسه، ج2، ص1498.

[24] السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ، أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طُبع في مجلّة تراثنا، ص81.

[25] الأمينيّ، مصدر سابق، ج4، ص399 ـ 401.

[26] الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة محمّد رضا الموسويّ، ص17 ـ 20.

[27] الأمينيّ، مصدر سابق، ج4، ص401 ـ 402.

[28] الخوارزميّ، المناقب، مقدّمة الموسويّ خرسان، ص21 ـ 22.

[29] وعن كيفيّة حصوله على النسخة الخطّيّة من هذا الكتاب يقول: "وأمّا نسخته، فإنّي استجلبتها من تبريز للاستنساخ عليها، وكان كتبها السيّد الفاضل السيّد محمّد المهدي بن عليّ بن يوسف الحسنيّ الطباطبائيّ سنة ستّ وثلاثمائة وألف من الهجرة على نسخة بخطّ السيّد العالم الفاضل محمّد بن الحسين العميديّ النجفيّ، كتبها سنة ستّ وثمانين وتسعمائة في قزوين، وكانت هذه النسخة التي بخطّ محمّد المهديّ الطباطبائيّ سمعت بها قبل عشر سنين وأنّها موجودة في تبريز، فكلّفت جملةً من الأفاضل باستنساخها لقلّة وجودها أو لعدمه في العراق، فلم يتهيّأ لي ذلك، فبقيت مشغوفاً بها حتّى هيّأ الله تعالى لي العلّامة الفاضل الجليل الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد الأمينيّ التبريزيّ صاحب شهداء الفضيلة والغدير وغيرهما، سلّمه الله، فذاكرته بهذا الكتاب فوعدني أن يكلّف من يستنسخه على يد والده الفاضل الشيخ أحمد الأمينيّ سلّمه الله، ولتقاه وحبّه آل بيت الله كتب إلى أبيه وأكّد، فما هو إلّا أن استعاره أبوه للاستنساخ، ثمّ عزم على زيارة النجف، فاستأذن من صاحبه أن يصحبه ذهاباً وإياباً وضمن له سلامته، فأتى به وتفضّل عليّ بأن أستنسخه بيدي ويبقى مدّة الاستنساخ ثمّ يعود به إلى صاحبه. فاستنسخته في شهر بحمد الله ومنّه، فجاءت هذه النسخة صحيحة كاملة... مقدّمة المحقّق، ص2.

[30] حول النسخ الخطّيّة لكتاب مقتل الخوارزميّ راجع: السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ، مصدر سابق، ص82.

[31] لاحظ على سبيل المثال الصفحات 205، 260، 269، 287 ـ 289، 295، 364، 381، و 391، من كتاب روضة الشهداء، وقارن ـ بالترتيب ـ بينها وبين الصفحات 283، 335، 350، من المجلّد الأوّل، والصفحات 11 ـ 14، 17، 46 ـ 47، 64، 65، و 82 ـ 83، من كتاب المقتل للخوارزميّ.

[32] راجع: الصفحات 259، 297، 271 و 353.

[33] لاحظ الصفحات 299، 315 ـ 316، 337، 344، و 346، من روضة الشهداء، وقارن ـ بالترتيب ـ بينها وبين الصفحات 338 من الجزء الأوّل، و 31، 37 ـ 38، من الجزء الثاني، من مقتل الخوارزميّ.

[34] مستندنا في دراسة مقتل الخوارزميّ على النسخة المطبوعة من قبل منشورات دار أنوار الهدى في العام 1418 هـ، وفي مقارنته مع كتاب الفتوح، على طبعة 1411 هـ، طباعة دار الأضواء، وتحقيق عليّ شيري، والمستند في أخبار أبي مخنف على المجلّد الخامس من تاريخ الأمم والملوك للطبريّ، تحقيق أبي الفضل إبراهيم.

[35] راجع: نهاية الفصل الأوّل، ج1، ص21، ونهاية الفصل الرابع، ج1، ص50.

[36] مقالات القزوينيّ، ج2، ص278.

[37] مقتل الحسين، ج1، الفصل 4، ص76، ح23.

[38] المصدر نفسه، ج1، الفصل 5، ص132.

[39] المصدر نفسه، ج2، الفصل 11، ص4.

[40] المصدر نفسه، ج2، الفصل 11، ص6.

[41] المصدر نفسه، ج2، الفصل 12، ص98.

[42] مقتل الحسين، ج1، ص270.

[43] الخوارزميّ، المصدر نفسه، ج1، ص252 ـ 253.

[44] الخوارزميّ، المصدر نفسه، ص254 ـ 262.

[45] المصدر نفسه، 263 ـ 274.

[46] وإن كان في ثنايا بعض هذه الصفحات التي نقل فيها روايات ابن أعثم قد ذكر روايات قصيرة أُخرى في تأييد أو ردّ أخبار ابن أعثم.

[47] الخوارزميّ، مصدر سابق، ج2، ص8 ـ 9.

[48] راجع الجدول رقم1.

[49] الخوارزميّ، المصدر نفسه، ج2، ص11 ـ 41.

[50] يُقارن بخبر أبي مخنف: الطبريّ، ج5، ص440.

[51] نعم، أورد الخوارزميّ خبراً آخر نقلاً عن عليّ بن أحمد العاصميّ، مفاده أنّ الفرزدق التقى بالإمام عليه السلام في منزل الصفاح. ج1، ص319.

[52] أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين، ص75.

[53] ابن أعثم، مصدر سابق، ج5، ص420.

[54] لكن مع ذلك يمكن أن يكون تعبير ابن أعثم, باعتبارٍ آخر, صحيحاً وأكثر فنّيّةً، حيث إنّ الكوفيّين أقدموا على هذا الفعل بأمرٍ من يزيد، وهم كانوا في الواقع جزءاً من جيش يزيد، وجيش الشام.

[55] راجع: الإرشاد، ج2، ص38، الهامش رقم1.

[56] محمّد تقي التستريّ، قاموس الرجال، ج6، ص544 ـ 546، و ج10، ص448، 450، 452، و 456، ولهذا المؤلّف نفسه: الأخبار الدخيلة، ص68. وذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى استبعاد أن يكون هناك رجلان يحملان نفس الاسم ونفس المواصفات ويكونان كلاهما من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، ثمّ ذكر في سبب هذا الخلط والخطأ ما نصّه (مترجماً): إنّ ما تسبّب لدى المؤرّخين وأرباب المقاتل بهذا الخطأ هو أنّ عبد الله بن عمير كان يُكنّى أبا وهب، وكانت زوجته تُكنّى أمّ وهب، غاية الأمر: أنّهم كانوا في النقل أقلّ اعتناءً بكنية عبد الله نفسه من كنية زوجته أمّ وهب، ثمّ بعد ذلك التفتوا إلى أنّه في أحداث عاشوراء يُؤتى على ذكر أمّ وهب التي برزت إلى الميدان و... ثمّ خمّنوا أنّ أمّ وهب هذه، التي تُنسب إليها هذه الصفات وهذه الأفعال هي أمّ وهب الذي كان حاضراً بنفسه في كربلاء والذي استشهد مع أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، ثمّ تدريجيّاً تحوّل عبد الله بن عمير من أبي وهب الكلبيّ إلى وهب الكلبيّ، وانتقل هذا الخبر بمرور الزمان من كتاب إلى كتاب. في حين إنّ أمّ وهب هي زوجة عبد الله بن عمير الشهيد، وليست أمّه؛ إذ هو يُكنّى أبا وهب، وقد كانت أمّه حاضرةً أيضاً في كربلاء، ودعا لها الإمام عليه السلام وعزّاها وصبّرها، لكنّها لم تكن تُكنّى أمّ وهب، ولو كانت لها كنية، فإنّها كانت ستكنّى نسبةً إلى ابنها، أي: أمّ عبد الله. انظر: محمّد صادق نجمى، سخنان حسين بن علي عليه السلام از مدينه تا كربلا، ص196 ـ 197.

[57] الخوارزميّ، مصدر سابق، ج2، ص25 ـ 26.

[58] راجع أيضاً: محمّد تقي التستريّ، قاموس الرجال، ج11، ص101 ـ 103. وقد حصل هذا الخلط أيضاً للعلّامة المجلسيّ رحمه الله، فراجع: بحار الأنوار، ج45، ص30.

[59] ذكر الشيخ المفيد أنّ اسمها أمّ لقمان، وأنّ من خرجن معها من النسوة هنّ أخواتها، وهنّ أم هاني وأسماء ورملة وزينب. انظر: الإرشاد، ج2، ص124.

[60] هشام بن محمّد بن سائب بن بشر (المعروف بـ هشام الكلبيّ)، النسّابة، العالم بالتاريخ، المشهور بالعلم والفضل، من أتباع مذهب أهل بيت النبوّة، كان الإمام الصادق عليه السلام يقرّبه ويدنيه. راجع: أبا العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ، رجال النجاشيّ، ص434.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.