أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-06
1215
التاريخ: 2023-09-14
1088
التاريخ: 2023-12-08
1162
التاريخ: 2024-05-22
863
|
كان الناس على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يستمعون إلى القرآن ، ويفهمونه بذوقهم العربيّ الخالص ، ويرجعون إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في توضيح ما يشكل عليهم فهمه ، أو ما يحتاجون فيه إلى شيء من التفصيل والتوسّع.
فكانت علوم القرآن تؤخذ وتُروى عادة بالتلقين والمشافهة ، حتّى مضت سنون على وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وتوسّعت الفتوحات الإسلاميّة ، وبدرت بوادر تدعو إلى الخوف على علوم القرآن ، والشعور بعدم كفاية التلقّي عن طريق التلقين والمشافهة ، نظراً إلى بعد العهد بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نسبيّاً واختلاط العرب بشعوب أخرى ، لها لغاتها وطريقتها في التكلّم والتفكير ، فبدأت لأجل ذلك حركة في صفوف المسلمين الواعين لضبط علوم القرآن ووضع الضمانات اللّازمة لوقايته وصيانته من التحريف.
وقد سبق الإمام عليّ عليه السلام غيره في الإحساس بضرورة اتّخاذ هذه الضمانات ، فانصرف عقيب وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة إلى جمع القرآن.
ففي الفهرست لابن النديم ، أنّ عليّاً عليه السلام حين رأى من الناس عند وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما رأى؛ أقسم أنّه لا يضع على عاتقه رداءه حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيّام ، حتّى جمع القرآن. وسيأتي الكلام عن ذلك في البحث عن جمع القرآن. وما نقصده الآن من ذلك ، أنّ الخوف على سلامة القرآن والتفكير في وضع الضمانات اللّازمة ، بدأ في ذهن الواعين من المسلمين ، عقيب وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وأدّى إلى القيام بمختلف النشاطات. وكان من نتيجة ذلك (علوم القرآن) ، وما استلزمته من بحوث وأعمال.
وهكذا كانت بدايات علوم القرآن ، وأُسُسها الأولى على يد الصحابة والطليعة من المسلمين في الصدر الأوّل ، الّذين أدركوا النتائج المترتّبة على البعد الزمنيّ عن عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والاختلاط بمختلف الشعوب.
فأساس علم إعراب القرآن وُضع تحت إشراف الإمام عليّ عليه السلام ، اذ أمر بذلك أبا الأسود الدؤليّ وتلميذه يحيى بن يعمر العدوانيّ ، رائدَي هذا العلم والواضعَين لأُسُسه؛ فإنّ أبا الاسود هو أوّل من وضع نقط المصحف. وتُروى قصّة في هذا الموضوع ، تشير إلى شدّة غيرته على لغة القرآن ، فقد سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى : {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة : 3] فقرأها بجرّ اللام من كلمة (رسوله) فأفزع هذا اللحن أبا الأسود الدؤليّ وقال : عزَّ وجه الله أن يتبرّّأ من رسوله ، فعزم على وضع علامات معيّنة تصون الناس في قراءتهم من الخطأ ، وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف ، وجعل علامة الكسرة نقطة أسفله ، وجعل علامة الضمّة نقطة بين أجزاء الحرف ، وجعل علامة السكون نقطتين (1) .
____________________________
1-علوم القرآن ، السيّد محمّد باقر الحكيم ، ص22.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|