مواضع زعموا فيها أختلاف : إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ |
1278
05:52 مساءاً
التاريخ: 17-10-2014
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
1582
التاريخ: 6-1-2023
1139
التاريخ: 17-10-2014
1439
التاريخ: 17-10-2014
1572
|
سؤال :
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } [الأعراف : 28] ، كيف يلتئم مع قوله : {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } [الإسراء : 16].
جواب :
في الآية الثانية تقدير ، أي أَمَرناهم بالصلاح والرَّشاد فَعَصوا وفَسَقوا عن أمر ربّهم ، وهذا كما يقال : أَمَرتُه فعصى ، أي أَمَرتُه بما يُوجب الطاعة لكنّه لم يُطِع وتمرّد عن امتثال الأمر وعن الطاعة .
وإليك الآية بكاملتها :
قال تعالى ـ بشأن الأُمَم الذين عُوقبوا بسُوء أعمالِهم ـ : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء : 16].
تلك سُنّة الله جَرت في الخَلق : أنْ لا عقوبة إلاّ بعد البيان ، ولا مُؤاخذة إلاّ بعد إتمام الحجّة ، {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } [الإسراء : 15]... ثُمّ جاءت تلك الآية {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ} [الإسراء : 16] تفريعاً على هذه الآية ؛ لتكون دليلاً على أنّ العقوبة إنّما تقع بعد البيان .
فمعنى الآية ـ على ذلك ـ : أنّ كلّ قرية إذا حقّ عليها العذاب فإنّما هو ؛ بسبب طغيانهم وعصيانهم بعد البيان وبعد أَمرِهم بما يُسعدهم ، لكنّهم بسوء اختيارهم شَقوا وعَصَوا ، فجاءهم العذاب على أثر الطغيان والفُسوق والعصيان .
وإنّما ذَكَر المُترفون بالخصوص ؛ لأنّهم رأس الفساد والأُسوة التي تَقتدي بها العامّة في سوء تصرّفاتهم في الحياة .
قال الطبرسي ـ في أحد وجوه تفسير الآية ـ : إنّ معناه : وإذا أردنا أنْ نُهلك أهلَ قريةٍ ـ بعد قيام الحجّة عليهم وإرسال الرسل إليهم ـ أمرنا مترفيها أي رؤساءها وساداتها بالطاعة واتّباع الرُسل ، أمراً بعد أمرٍ ، نكرّره عليهم ، وبيّنة بعد بيّنة ، نأتيهم بها إعذاراً للعُصاة وإنذاراً لهم وتوكيداً للحجّة ، ففسقوا فيها بالمعاصي وأبَوا إلاّ تمادياً في العصيان والكفران .
قال : وإنّما خصّ المترفون وهم المُنعَّمون والرؤساء بالذِكر ؛ لأنّ غيرهم تَبَعٌ لهم ، فيكون الأمر لهم أمراً لأَتباعِهم .
قال : وعلى هذا ، فيكون قوله : ( أمرنا مترفيها ) جواباً لـ ( إذا ) ، وإليه يؤول ما روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير : أنّ معناه : أمرناهم بالطاعة فعصوا وفسقوا ، ومِثله : أمرتك فعصيتني ، ويشهد بصحّة هذا التأويل الآية المتقدّمة عليها ، وهي قوله : {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء : 15] (1).
_____________________
(1) مجمع البيان ، ج 6 ، ص 406 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|