المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



علاقة الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) بأخوته  
  
1459   03:04 مساءً   التاريخ: 2023-05-06
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص72-74
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

كان للإمام علي الهادي ( عليه السّلام ) من الذكور أربعة وبنت واحدة ، والذكورهم :

1 - السيد محمد وكنيته أبو جعفر .

2 - الإمام الحسن العسكري .

3 - جعفر ( المعروف بالتوّاب أو الكذّاب ) .

4 - الحسين .

والسيد محمد هو أكبر أولاد أبيه ، وكان سيدا جليلا ومجمعا للكمالات[1] وكانت الشيعة تتصوّر أنه الإمام بعد أبيه ، لما كان يتميّز به من ذكاء وخلق رفيع وسعة علم وسمو آداب .

وتحدّث العارف الكلاني عن وقاره ومعالي أخلاقه قائلا :

صحبت أبا جعفر محمد بن علي الرضا وهو حدث السن فما رأيت أوقر ولا أزكى ولا أجلّ منه . . . وكان ملازما لأخيه أبي محمد ( عليه السّلام ) لا يفارقه .[2]

« ولما خرج الإمام الهادي ( عليه السّلام ) من المدينة إلى سامرّاء ترك ابنه السيد محمد في المدينة المنوّرة وهو طفل ، وبعد سنوات التحق بأبيه ومكث عنده مدّة ، ثمّ أراد الرجوع إلى المدينة وفي الطريق وصل إلى مدينة بلد فمرض هناك وفارق الحياة في سنة ( 252 ه ) . وعمره قد تجاوز العشرين سنة[3].

ولا يعلم سبب مرضه الشديد ؛ فهل انه كان قد سقي سمّا من قبل أعدائه وحسّاده من العباسيين الذين كانوا يظنّون كغيرهم أنه الإمام بعد أبيه وعزّ عليهم أن يروا تعظيم الجماهير إيّاه أم أنّ ما مني به كان مرضا مفاجئا ؟

وتصدّع قلب أبي محمد ( عليه السّلام ) فقد فقد شقيقه الذي كان عنده أعزّ شقيق وطافت به موجات من اللوعة والأسى والحسرات ، وخرج وهو غارق في البكاء والنحيب وتصدّعت القلوب لمنظره الحزين وألجمت الألسن وترك الناس بين صائح ونائح قد نخر الحزن قلوبهم[4].

6 - علاقته بأخيه الحسين :

( وكان الحسين بن علي الهادي فذا من أفذاذ العقل البشري وثمرة يانعة من ثمرات الإسلام ، وقد تميّز بسموّ أدبه وسعة أخلاقه ووفرة علمه ، وكان شديد الاتصال بشقيقه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ، وكانا يسمّيان بالسبطين ، تشبيها لهما بجدّيهما ريحانتي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) .

وقد شاعت هذه التسمية في العصر الذي نشأ فيه ، فقد روى أبو هاشم فقال : « ركبت دابة فقلت : سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ فسمع منّي أحد السبطين ، فقال : لا بهذا أمرت ، أمرت أن تذكر نعمة ربّك إذا استويت عليه »[5] .

7 - علاقته بأخيه جعفر :

لم نعثر على نص خاص يصوّر لنا نوع علاقته بأخيه جعفر ما قبل إمامته .

ولكن هناك نصوصا تفيد أنّ جعفرا كان لا يتورّع عن السعاية إلى السلطان حول أخيه الحسن كما لم يكن متورّعا عن شرب الخمر ، وقد سجن مع الإمام ثم افرج عن الإمام ولم يفرج عنه ولكن الإمام ( عليه السّلام ) لم يخرج من السجن حتى أخرج معه أخاه جعفر بالرغم من أنه كان مسجونا من أجل السعاية على الإمام الحسن ومن أجل تظاهره بشرب الخمر ، وكان بمنادمته للمتوكل يريد الغض من أخيه الحسن ( عليه السّلام ) . ولقب عند الإمامية بالكذاب لأنه ادعى الإمامة بعد أخيه الحسن وقيل إنه تاب بعدئذ ولقب بالتوّاب .[6]

 


[1] الإمام الهادي من المهد إلى اللحد : 136 - 137 .

[2] حياة الإمام الحسن العسكري : 24 - 25 عن المجدي في النسب ( مخطوط ) .

[3] الإمام الهادي من المهد إلى اللحد : 137 .

[4] حياة الإمام الحسن العسكري ( دراسة وتحليل ) : 25 وراجع الكافي : كتاب الحجة ، باب النص على أبي محمد ( عليه السّلام ) . الحديث رقم 8 .

[5] سفينة البحار : 1 / 259 .

[6] راجع منهاج التحرك عند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 8 ، وراجع أيضا الإمام الهادي من المهد إلى اللحد : 138 وراجع أيضا مسند الإمام الحسن العسكري : 52 - 61 و 130 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.