أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2546
التاريخ: 20-10-2014
2940
التاريخ: 11-1-2016
12408
التاريخ: 9-12-2015
8382
|
مقا- إذن : أصلان متقاربان في المعنى ومتباعدان في اللفظ : أحدهما أذن كلّ ذى أذن. والآخر العلم. وعنهما يتفرّع الباب كلّه. فأمّا التقارب : فبالإذن يقع علم كلّ مسموع. وأمّا تفرّع الباب : فالأذن معروفة مؤنّثة ، ويقال لذي الاذن آذن ، وللرجل السامع من كلّ أحد اذن- {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة : 61]. والأذن الاستماع. والأصل الآخر : العلم والإعلام. يقال قد أذنت بهذا الأمر : علمت. وآذنني فلان : أعلمني. والمصدر الأذن والإيذان. وفعله بإذني : بعلمي ، ويجوز بأمري. وهو قريب من ذلك. ومن ذلك أذن لي في كذا. ومن الباب الأذان ، وهو اسم التأذين ، كما أنّ العذاب اسم التعذيب. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم : 7] ، أي أعلم ربّكم وربّما قالت العرب : في معنى أفعلت تفعّلت ، ومثله أوعدني وتوعّدني ، هو كثير.
مصبا- أذنت له في كذا : أطلقت له فعله ، والاسم الإذن ، وهو الأمر والإرادة ، نحو بإذن اللّه. وأذنت للعبد فهو مأذون له ، والفقهاء يحذفون الصلة تخفيفا فيقولون للعبد : المأذون ، كما قالوا محجور والأصل محجور عليه. وأذنت للشيء أذنا من باب تعب : استمعت. وأذنت بالشيء : علمت به. ويعدّى بالهمزة- آذنته إيذانا ، وتأذّنت : أعلمت. وأذّنت بالصلاة : أعلمت بها ، والأذان اسم منه ، والفعال يأتى اسما من فعّل مثل الوداع والسلام والزواج والكلام والجهاز. والأذن جمعها الآذان. واستأذنته في كذا : طلبت إذنه ، فأذن لي فيه : أطلق لي فعله.
كليا- { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء : 64] ، أي بإرادته وأمره أو بعلمه ، لكنّ الإذن أخصّ من العلم ولا يكاد يستعمل إلّا فيه مشيّته ، ضامّه الأمر أو لم يضمّه ، {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة : 102] - فيه مشيئة من وجه.
مفر- وأذن : استمع ، نحو- { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق : 2]. ويستعمل ذلك في العلم الّذى يتوصّل اليه بالسماع- {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [البقرة : 279]. والإذن والأذان لما يسمع ، ويعبّر بذلك عن العلم ، إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا- { ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي } [التوبة : 49] ، ... { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} [الأعراف : 167]. وأذنته وآذنته : بمعنى. والمؤذّن كلّ من يعلم بشيء نداء.
{ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف : 70].
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد فيها هو الإطّلاع بقيد الرضا والموافقة سواء صدر منه أمر أم لا ، فهذا المعنى مأخوذ في جميع موارد استعمالها.
فالأذن- كالجنب صفة مشبّهة ، ومعناها- المطّلع الراضي الموافق.
{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة : 61]... {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة : 61].
ثمّ غلب استعمالها في الجارحة المخصوصة الّتى هي حاسّة السمع والاطّلاع.
{وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ} [المائدة : 45].
{أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12].
وجمعها الآذان.
{ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ } [البقرة : 19].
و{فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} [فصلت : 44].
والإذن- اسم من أذنت ، وهو الاطّلاع مع الرضا والوفاق.
{ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران : 145] {وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران : 49]... {خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم : 23]...
{فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} [المائدة : 110]... {وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} [المائدة : 110]... { لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [هود : 105] ... {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [القدر : 4].
أي باطّلاع من الربّ ورضائه ووفاقه ، وكلّ هذه الأمور جارية تحت نظره وتدبيره.
والاستيذان- طلب الاذن والرضا والوفاق في المطلوب.
{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ} ... {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ} [الأحزاب : 13]... {فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ} [التوبة : 83].
أى يطلبون منك التوافق والرضا فيما يريدون.
والتأذين- جعل الناس مطّلعين راضين موافقين ، والأذان اسم منه كما مرّ.
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } [الحج : 27]... {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ} [الأعراف : 44] ... { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ} [التوبة : 3].
والتأذّن- إظهار الإذن والرضا بملاحظات ثانوية ومصالح خارجيّة ، وهذا معنى التكلّف في باب التفعّل ، كالتحلّم والتعجّل والتستّر.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف : 167].
ضمير الجمع راجعة الى الّذين عتوا [فَلَمّٰا عَتَوْا عَنْ مٰا نُهُوا] والتكلّف في الإذن باعتبار بعث العذاب : إشارة الى أنّ التعذيب منه تعالى بملاحظات ثانويّة ، وقد سبقت رحمته غضبه ، فالغضب منه تعالى خلاف رحمته الذاتّيّة ويحتاج الى التكلّف.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7].
فالآية في مقام الإشارة الى عواقب الكفران ، بدليل ما بعدها- {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [إبراهيم : 8]. فلا نحتاج الى إرادة معنى مجازىّ من التأذّن.
والإيذان- مثل التأذين إلّا أنّ النسبة في الإفعال في المرتبة الاولى وفي قصد المتكلّم الى الفاعل ، بخلاف التفعيل فانّ التوجّه والقصد فيه في المرتبة الاولى الى المفعول به ، أي محلّ الوقوع ، فباب الإفعال ناظر الى الصدور وباب التفعيل الى الوقوع. فالنظر الابتدائي في الإيذان الى إظهار الإعلام وفي التأذين الى الإبلاغ والاعلام الى النّاس.
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي} [فصلت : 47] أي أظهرنا اطّلاعنا وأعلنّا.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء : 109] .أي فقد عملتُ بوظائف النبوّة وأبلغتُ رسالاتي وآذنت الجميع قاطبة.
وهذا بخلاف التأذين في- {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لسارقون}.
فانّ المقصود فيها الإبلاغ الى العير والإسماع لهم.
ويدلّ على هذا الفرق بين الهيئتين : وجود حرف الألف في أفعل وحرف الياء والتشديد في فعلّ والتفعيل.
وبما قلناه من الفرق بين البابين : ينكشف لك حقيقة التعبير وسرّه في موارد استعمالهما في كلمات أخر. وكذلك يظهر سرّ التعبير بهذه المادّة واختيارها في مواردها على موادّ- العلم ، الإعلان ، الاطلاع ، الاخبار ، ونظائرها- في القرآن الكريم ، فانّ النظر فيها الى تحقّق الاطّلاع مع الموافقة.
______________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|