المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



خلاص عليّ بن يقطين من شرّ هارون  
  
3643   05:56 مساءً   التاريخ: 16-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص263-265.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى الحميري عن موسى بن بكر إنّه قال : دفع إليّ أبو الحسن الأوّل (عليه السلام) رقعة فيها حوائج و قال لي : اعمل بما فيها، فوضعتها تحت المصلّى و توانيت عنها، فمررت فاذا الرقعة في يده، فسألني عن الرقعة فقلت : في البيت، فقال : يا موسى إذا أمرتك بالشيء فاعمله و إلّا غضبت عليك، فعلمت انّ الذي دفعها إليه بعض صبيان الجن‏ .

ورد في حديقة الشيعة عند ذكر معاجز الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) من جملة معاجزه التي‏ ظهرت لعليّ بن يقطين وزير هارون الرشيد و من الشيعة الخلّص لموسى بن جعفر (عليه السلام) انّه حمل الرشيد في بعض الايام إلى ابن يقطين ثيابا اكرمه بها و كان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، و تقدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) و أضاف إليها مالا كان أعدّه على رسمه له فيما يحمله إليه من خمس ماله، فلمّا وصل ذلك الى أبي الحسن (عليه السلام) قبل المال و الثياب و ردّ الدراعة على يد غير الرسول إلى عليّ بن يقطين و كتب إليه احتفظ بها و لا تخرجها من يدك فيكون لك شأن تحتاج إليها معه، فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه و لم يدر ما سبب ذلك، فاحتفظ بالدراعة، فلمّا كان بعد ايّام تغيّر ابن يقطين على غلام له كان يختص به فصرفه عن خدمته، فسعى به إلى الرشيد و قال : انّه يقول بامامة موسى بن جعفر و يحمل إليه خمس ماله في كل سنة و قد حمل إليه الدراعة التي أكرمه أمير المؤمنين بها في وقت كذا و كذا ؛ فاستشاط الرشيد غضبا و قال : لأكشفنّ عن هذه الحال و أمر باحضار عليّ بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال : ما فعلت تلك الدراعة التي كسوتك بها؟ قال : هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب و قد احتفظت بها و كلّما أصبحت فتحت السفط و نظرت إليها تبركا بها و أردّها إلى موضعها، و كلّما أمسيت صنعت مثل ذلك، فقال : ائت بها الساعة، قال : نعم، و أنفذ بعض خدمه فقال : امض إلى البيت الفلاني و افتح الصندوق و جئني بالسفط الذي ختمته، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما و وضع بين يدي الرشيد، ففكّ ختمه و نظر الى الدراعة مطويّة مدفوفة بالطيب، فسكن غضب الرشيد و قال : ارددها إلى مكانها و انصرف راشدا فلن أصدق عليك بعدها ساعيا، و أمر له بجائزة سنيّة و أمر بضرب الساعي ألف سوط، فضرب خمسمائة سوط فمات في ذلك‏ .

و المعجزة الثانية انّ عليّ بن يقطين كتب إلى الامام (عليه السلام)  : انّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح‏ الرجلين فإن رأيت أن تكتب إليّ بخطّك ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء اللّه ؛ فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام)  : فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء و الذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا و تستنشق ثلاثا و تغسل وجهك ثلاثا و تخلّل شعر لحيتك و تمسح رأسك كلّه و تمسح ظاهر أذنيك و باطنهما و تغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا و لا تخالف ذلك إلى غيره ؛ فلمّا وصل الكتاب إلى عليّ بن يقطين تعجّب بما رسم فيه ممّا أجمع العصابة على خلافه ثم قال : مولاي أعلم بما قال و أنا ممتثل أمره، و كان يعمل في وضوئه على هذا الحدّ و يخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر أبي الحسن (عليه السلام) ؛ و سعي بعليّ بن يقطين إلى الرشيد و قيل : انّه رافضي مخالف لك، فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر عندي القول في عليّ بن يقطين و القرف له‏  بخلافنا و ميله إلى الرفض و لست أرى في خدمته لي تقصيرا و قد امتحنته مرارا فما ظهرت منه عليّ ما يقرف به و أحبّ أن أستبرئ أمره من حيث لا يشعر بذلك فيتحرّز منّي .

فقيل له : انّ الرافضة يا أمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه و لا ترى غسل الرجلين فامتحنه يا أمير المؤمنين من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه، فقال : أجل أنّ هذا الوجه يظهر به أمره، ثم تركه مدّة و ناطه بشي‏ء من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة و كان عليّ بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه و صلاته ؛ فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى عليّ بن يقطين و لا يراه هو فدعا بالماء للوضوء فتمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا و خلّل شعر لحيته و غسل يديه إلى المرفقين ثلاثا و مسح رأسه و أذنيه و غسل رجليه و الرشيد ينظر إليه ؛ فلمّا رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه بحيث يراه ثم ناداه : كذب يا عليّ بن‏ يقطين من زعم إنّك من الرافضة، و صلحت حاله عنده، و ورد عليه كتاب أبي الحسن (عليه السلام) ابتداء من الآن يا عليّ بن يقطين فتوضّ كما أمر اللّه و اغسل وجهك مرّة فريضة و أخرى اسباغا و اغسل يديك من المرفقين كذلك و امسح مقدّم رأسك و ظاهر قدميك بفضل نداوة وضوءك فقد زال ما كان يخاف عليك و السلام‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.