إذا ركع المأموم مع الامام في الاولى ثم زوحم عن السجود لم يجز له السجود على ظهر غيره أو رأسه أو رجله عند علمائنا أجمع - وبه قال مالك وعطاء والزهري(1) - بل ينتظر حتى يقدر على السجود على الارض، لقوله عليه السلام: (ومكن جبهتك من الارض)(2).

وقال مجاهد و أبو حنيفة والشافعي والثوري وأحمد وإسحاق وأبو ثور: يسجد على ظهر غيره أو رأسه أو رجله، ويجزئه ذلك إن تمكن، وإلا صبر، لان عمر بن الخطاب قال: إذا اشتد الزحام فليسجد أحدكم على ظهر أخيه.

ولان أكثر ما فيه أنه يسجد على نشز(3) من الارض(4).وفعل عمر ليس حجة، والسجود إنما يصح على الارض أو ما أنبتته، ولما فيه من ترك حرمة المسلم. وقال الحسن البصري: هو مخير بين أن يسجد وبين أن ينتظر زوال الزحمة، فبسجوده يخل بكمال السجود ويتابع الامام، وبتأخيره يأتي بكمال السجود ويخل بالمتابعة، فاستوت الحالان(5).

وينتقض : بصلاة المريض حيث لا يؤمر بالتأخير للتكميل.

_____________

(1) المدونة الكبرى 1: 146 و 147، المجموع 4: 575، فتح العزيز 4: 563، المغني 2: 160، الشرح الكبير 2: 179.

(2) الفردوس 1: 281 / 1103.

(3) النشز: المكان المرتفع.

الصحاح 3: 899، القاموس المحيط 2: 194 " نشز ".

(4) الام 1: 206، المجموع 4: 563 و 575، فتح العزيز 4: 563، المغني 2: 160، الشرح الكبير 2: 179، وانظر: مصنف ابن أبي شيبة 1: 264، سنن البيهقي 3: 182 - 183، مسند الطيالسي 13 / 70، علل الحديث للرازي 1: 108 / 294.

(5) المجموع 4: 575، حلية العلماء 2: 243 و 244.