أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-18
74
التاريخ: 29-01-2015
1622
التاريخ: 10-11-2021
1950
التاريخ: 7-12-2015
1899
|
قال تعالى : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة : 3] .
بين في هذه الآية مطلبان كلا على حدة ، الأول هو تحريم اللحم الحرام إلا فى حال الاضطرار، والمطلب الآخر هو إكمال الدين ويأس الكفّار، وهذا القسم مستقل استقلالاً كاملاً عن القسم الاول : وذلك لعدة أدلة :
أ) عم الارتباط بين يأس الكفّار من الدين وبين أكل لحم الميتة وعدم أكله . ب) الروايات الواردة من الشيعة والسنة فى شأن نزول هذه الآيه هي في مقام بيان كون جمله {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، غير مرتبطة بالجمل السابقة واللاحقة لها - والتي هي في بيان أحكام الميتة - وهذا يشير إلى أن الجمل القبليه منفصله عما بعدها .
ج) نزلت هذه الآية { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ... } - وطبق روايات الشيعة والسنة - بعد تنصيب علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً في غدير خم.
د) وحتى في حال غض النظر عن الدلائل النقلية فإن التحلل العقلي يؤيد المطالب السابقه ؛ ذلك أن الآية بيّنت أربع خصائص مهمة لذلك اليوم ، هي :
1. يوم بأس الكفّار .
2. يوم إكمال الدين .
3. يوم تمام النعمة الإلهية على الناس .
4. اليوم الذي جُعل فيه الاسلام - وبعنوانه ديناً كاملاً - مورداً لرضا الله تعالى .
فإنا تتبعنا وقائع أيام تاريخ الاسلام فلن نجد يوماً مهماً كالبعثة ، والهجرة ، وفتح مكة ، والغلبة في الحروب ، و ... وإلى جانب كل الاهمية التي كانت لهذه الأيام إلا انها غير واجدة لتلك الخصائص والصفات الاربع البالغة التي طرحت في الآية ، وحتى حجة الوداع لم تكن بهذه الأهمية ؛ لأن الحج جزء من الدين لا الدين كله .
اما البعثة ، وهي اول ايام شروع رسالة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) فلا يمكن قط ان يقال ان الدين اكتمل في اول أيامها.
واما الهجرة ، وهي اليوم الذي خرج فيه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مهاجراً إلى المدينة بأمر من الله تعالى ، فهو اليوم الذى هجم فيه الكفّار على بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يوم يأسهم .
اما ايام الانتصار في حرب بدر والخندق و ... فالكفّار النين يئسوا هم فقط اولئك الذين كانوا في ميدان تينك الحربين ، لا كل الكفّار ، مع ان القرآن يقول :
{ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} ، اي جميعهم.
واما حجة الوداع حيث كان المسلمون يتعلمون آداب الحج من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فالحج بتعليم رسول الله ، لا كل الدين ، في حين نرى ان القرآن الكريم يقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...} اي كل الدين.
واما غدير خم فهو اليوم الذي فيه امر الله تعالى بتنصيب علي بن ابي طالب (عليه السلام) خليفة للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) ، وهو اليوم الوحيد الذي تنطبق عليه الاوصاف الأربعة المذكورة في الآية : ((أكملت ، اتممت ، رضيت ، يئس الذين كفروا)).
واما في ما يتعلق بيأس الكفّار فقد كان بسبب انهم عندما اخفقت مخططاتهم الرامية لاتهام رسول الله ومحاربته ، او قتله يمحى الدين ، لم يبق لهم حينئذٍ غير الأمل بموته (صلى الله عليه وآله) ، فجاء تنصيب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وأفهم كل الناس ان الدين لن ينثر بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ؛ ذلك لأن شخصاً مثل علي (عليه السلام) سيكون خليفة الرسول وقائد الأمة الإسلامية من بعده ، وهنا يئس الكفّار من دين الإسلام بعد أن باءت مخططاتهم بالفشل.
وأما إكمال الدين : فإنه حتى لو اكتمل وضع القوانين والمقررات كلها ولكن من دون تعيين قائد معصوم كامل يقود الأمة والمجتمع فإن تلك القوانين والمقررات تبقى ناقصة.
وأما إتمام النعمة : فإن القرآن قد بيّن أكبر نعمة ، ألا وهي نعمة القيادة والهداية ؛ فلو توفى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وترك الناس من دون مدير ومدبّر لشؤونهم ، فسيكون حينئذٍ قد جاء بفعل لا يأتي بمثله حتى راعي الغنم ! وحاشا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يفعل ذلك ؛ فكيف تكتمل النعمة الإلهية من دون تعيين القائد الإلهي ؟ ! .
وأما رضا الله تعالى ؛ فلأنّه متى ما عُقد القانون الكامل والمنفذ الحاكم العادل مع بعض فسيتحقق رضا الله لا محالة.
فلو تحقق كل واحد فقط من المقدمات السابقة - اكمال الدين ، وإتمام النعمة ، والرضا الإلهي ، ويأس الكفّار - في يوم واحد فهنا كافٍ لأن يكون ذلك اليوم من أيام الله ، فكيف والحال أن يوماً مثل يوم الغدير قد تحققت فيه كل تلك الأمور ؟ !
ولهنا عدّت روايات أهل البيت (عليه السلام) عيد الغدير من أكبر الأعياد ، بل أعظمها.
ثم إن آثار الشيء تارة تكون مترتبة على أجزائه كلها ، مثل الصوم فإذا أفطرنا قبل الأذان ولو بلحظة واحدة فسيُعد باطلاً ؛ لهذا قال تعالى {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} ، وتارة يكون لكل جزء من أجزاء الشيء أثره الخاص، مثل تلاوة آيات القرآن ، إذ إن كمالها بتلاوتها كلها ، كذلك إن لكل قدر وجزء من التلاوة ثوابه ، وتارة تكون الأجزاء بحيث لو لم يكن جزء منها موجوداً فسيكون المجموع ناقصاً ، إلن جانب بقية الأجزاء ، مثل ملاح الطائرة وسائق السيارة : فإن الطائرة والسيارة لا فائدة لهما حينئذٍ من دونهما.
فكذلك القيادة والولاية الحقّة : لأنهما تقودان الإنسان للوصول إلى الله سبحانه وتعالى ، ومن دونهما فإن جميع المخلقوقات والنعم الإلهية ستنقلب نقماً ، وعند ذلك لن يصل الإنسان إلى ربه (1) .
وقد طرح في الآية (109) من سورة البقرة رغبة الكفّار في انحراف المسلمين عن طريقهم ، فأمر الله تعالى المسلمين بالعفو والصفح حتى يأتي الله وأمره سبحانه حيث قال : {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فكان المسلمون ينتظرون ذلك الأمر من الله لييأس الكفّار حتى نزل قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ...} .
_________________
1. لأن جميع ما خلقه الله تعالى إنما خلقه ليوصل الإنسان الى الكمال إن كان بطريق الحق ، وإلا قاد الإنسان نحو الهلاك . (الناشر) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|