المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



دور الاب ووظيفته في التربية  
  
1964   06:41 مساءً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص88
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 2281
التاريخ: 14-5-2017 1721
التاريخ: 5-10-2021 2603
التاريخ: 15-8-2018 1655

الاب هو المسؤول عن توعية طفله وتنشئته ثقافياً، فالطفل يعتقد ان اباه يعلم كل شيء، ويمكنه الاجابة على جميع الاسئلة، ويعي جميع المعادلات، وانه يعلم بجميع الحوادث اينما وقعت، وهو الذي يجب ان يتحدث عن الماضي ويخبر عن المستقبل ويدرك تفاصيل الحياة ودقائقها.

واخيراً فانه هو الذي يفتح بوابة العلم والمعلومات امام طفلة.

قد يكون الطفل مفرطاً في تصوره عن والده، ولكن الكبار وبشكل عام يحملون تجارب اوسع ومعلومات افضل من الاطفال الذين يفتقدونها، وانهم سيحرمون الاطفال تلك الفرصة المناسبة فيها لو بخلوا بهذه المعلومات عليهم. ويجب على الاب ان يقوم بدوره الذي يعجز عن ادائه الاخرون. فالأب هو معلم الاسرة وقائدها وعن طريقه يصل الطفل – كما يقول الخواجة نصير الدين الطوسي – إلى الكمالات النفسية كالثقافة والادب والفن والصناعة والعلم وطريقة العيش، وكلها من اسباب البقاء وكما النفس.

ليس صحيحا ان نتصور بان المدرسة هي المسؤولة فقط عن ثقافة الطفل، فالأب يشيد دعائم العلم والمعرفة في الاسرة ويبذل جهده لكي يسلك الاولاد طريق العلم و البناء ويربي الذوق ويوجه كل ذلك نحو الطريق القويم. فعندما يقدم الاب لولده الكثير مما يعلم ويحل مشاكله ويكشف له عن المجاهيل التي تعترضه في حياته، انما يكون بذلك كالدليل الموجه لطفله، يعبّد له طريقه في الحياة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.