إذا طلّقت المعتكفة رجعيّا ، خرجت من اعتكافها إلى منزلها‌ عند علمائنا أجمع ـ وبه قال الشافعي وأحمد ⁽¹⁾ ـ لقوله تعالى : {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ} [الطلاق: 1].

ولأنّ الاعتداد في بيتها واجب فلزمها الخروج إليه ، كالجمعة في حقّ الرجل.

وقال ربيعة ومالك وابن المنذر : تمضي في اعتكافها حتى تفرغ منه ثم ترجع إلى بيت زوجها فتعتدّ فيه ، لأنّ الاعتكاف المنذور واجب ، والاعتداد في بيت الزوج واجب ، وقد تعارضا ، فيقدّم الأسبق ⁽²⁾.

وينتقض : بالخروج إلى الجمعة وسائر الواجبات.

أمّا استئناف الاعتكاف فإنّه يصحّ على تقدير أن يكون الاعتكاف واجبا ولم يشترط الرجوع.

__________________

(1) فتح العزيز 6 : 538 ـ 539 ، وقالا به في المتوفّى عنها زوجها في المغني 3 : 151 ، والشرح الكبير 3 : 147.

(2) المدونة الكبرى 1 : 231 ، المغني 3 : 151 ، الشرح الكبير 3 : 147 ـ 148 ، وفيهما قالوا به في المتوفّى عنها زوجها.