المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

استيلاء المعتمد على قرطبة
7/11/2022
راشد أبو الخطاب المنقري
11-8-2017
مكونات الباباظ الفعالة
2023-09-06
ملوك الاسرة السادسة الملك (بيبي الأول).
2023-07-04
الانزيمات القدوة Pacemaker Enzymes
4-7-2019
خلايا صغيرة Minicells
26-2-2019


أبو الحسن الفالي المؤدب  
  
4267   10:45 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص122-123
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015 2942
التاريخ: 29-12-2015 8858
التاريخ: 29-06-2015 2237
التاريخ: 12-08-2015 2540

هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن سلّك، كان من بلدة فالة قرب إيذج. انتقل الفاليّ إلى البصرة و سمع فيها من عمر بن عبد الواحد الهاشميّ و غيره، ثم قدم بغداد و استوطنها. و اشتغل الفاليّ بالتعليم فلقّب «بالمؤدّب» . و لم يكن رزقه واسعا، فقد كان يملك نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد فباعها بخمسة دنانير بعد أن ركبته الديون و لم يبق معه ما يعيل به أولاده الصغار. و كانت وفاة أبي الحسن الفالي في بغداد سنة 448 ه‍(1056-1057 م) .

كان الفاليّ ذا معرفة بالقرآن و الحديث ثقة، و ذا معرفة بالأدب و الشعر. و كان أيضا شاعرا و راجزا، و شعره القليل الذي وصل إلينا وجداني سهل فيه نكتة. و منه شيء من الهجاء و الزندقة أحيانا. و هو يحسن التضمين من أشعار القدماء.

مختارات من شعره:

- قال في التأفّف من مهنة التدريس:

تصدّر للتدريس كلّ مهوّس... بليد يسمّى بالفقيه المدرّس (1)

فحقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا... ببيت قديم شاع في كلّ مجلس

(لقد هزلت حتّى بدا من هزالها... كلاها و حتّى سامها كلّ مفلس) (2)

- و له في الشكوى من الزمان و أهله:

لمّا تبدّلت المنازل أوجها... غير الذين عهدت من علمائها

و رأيتها محفوفة بسوى الألى... كانوا ولاة صدورها و فنائها (3)

أنشدت بيتا سائرا متقدّما... و العين قد شرقت بجاري مائها

(أما الخيام فإنّها كخيامهم... و أرى نساء الحيّ غير نسائها) (4)

______________________

1) المهوس من كان به طرف من الجنون (المقدم على الأمر لا يدرك نتيجته السيئة على نفسه) .

2) هزلت (بالبناء للمجهول) . الكلي جمع كلوة. و الكلوة عادة لا تبرز من الظهر مهما هزل الانسان، و لكن الشاعر بالغ للتهويل.

3) صدر البيت: مكان الرئاسة فيه. الفناء (بكسر الفاء) الباحة الخالية أمام الدار. ولاة صدر البيت و فنائه: ذوو السلطان الصحيح على أمورهم.

4) و أرى النساء اللواتي هن في الخيام الآن غير النساء اللاتي كن من قبل فيها (في الجمال و الأمانة) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.