أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2016
2981
التاريخ: 25/12/2022
1305
التاريخ: 10-12-2015
3239
التاريخ: 13-11-2014
2331
|
مصبا- عظم الشيء عظما وعظامة ، فهو عظيم ، وأعظمته وعظّمته تعظيما ، مثل وقّرته توقيرا وفخّمته. واستعظمته : رأيته عظيما. وتعظّم فلان واستعظم : تكبّر.
والعظمة الكبرياء. وعظم الشيء ومعظمه : أكثره.
مقا- عظم : أصل واحد صحيح يدلّ على كبر وقوة. فالعظم : مصدر : الشيء العظيم. تقول عظم يعظم عظما. فإذا عظم في عينيك قلت أعظمته واستعظمته.
وعظمة الذراع : مستغلظها ، ومن الباب العظم ، معروف ، سمّى بذلك لقوته وشدّته.
صحا- عظم الشيء عظما : كبر ، فهو عظيم ، والعظام مثله. وقولهم في التعجّب- عظم البطن بطنك : بمعنى عظم ، انّما هو مخفّف منقول ، وإنّما يكون ذلك فيما كان مدحا أو ذمّا ، وكلّ ما كان على مذهب نعم وبئس : صحّ تخفيفه ونقل حركة وسطه الى أو له ، وما لم يحسن لم ينقل وإن جاز تخفيفه ، تقول حسن الوجه وجهك. وأعظم الأمر وعظّمه أي فخّمه. والتعظيم : التبجيل. واستعظمه : عدّه عظيما. والاسم العظم. والعظيمة والمعظّمة : النازلة الشديدة.
والعظمة : الكبرياء.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الحقير ، وهو ما يكون متفوقا في القوة و السؤدد ، في ماديّ أو معنويّ.
وبهذه المناسبة تطلق على العظام في قبال اللحم ، فانّ العظم أشدّ عضو و أقواه من أعضاء البدن.
وأمّا الكبر ، والجلّ ، والصعود ، والرفع ، والعلو ، والرقيّ : فانّ الكبر : نقيض الصغر ، وهو أعمّ من أن يكون من جهة الجسميّة أو من جهة امور معنويّة من علم وشرف وفضيلة ، ويقابل الصغر.
والجلالة : يكون في غير الأجسام ، وهو عظم شأن ومقام.
والعلو : مطلق رفعة ، سواء تحقّق بعد التسفّل أم لا.
والرفعة : مقابل الخفض في محسوس أو معقول ، في مكان أو غيره. والرّقيّ : رفعة تدريجيّة اختياريّة ، مادّيّة أو معنويّة.
والصعود : مقابل الهبوط ، وهو بعد التسفّل.
فالعظيم من أسماء اللّه تعالى : وهو المتفوق قوة وقدرة على من سواه من الخلق أجمعين مطلقا ، بحيث يكون كلّ عنده متصاغرا وحقيرا.
{وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة : 255].
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [الشورى : 4].
{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة : 74].
{إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ } [الحاقة : 33].
فذكر هذا الاسم في هذه الموارد لتثبيت امور تناسبه وتتحصّل باقتضائه وبسببه ، ويرفع الاستبعاد به.
فانّ العظمة المطلقة والتفوق على الكلّ في القوة : يرفع الاستبعاد على الحافظيّة والمالكيّة ولزوم التسبيح وقبح الكفر.
فالعظيم المطلق من جميع الجهات : هو اللّه المتعال. وفي سائر الموارد بحسب ذلك المورد وباقتضاء الموضوع الخاصّ وبالنسبة الى نوعه كما في- عذاب عظيم ، ذو فضل عظيم ، أجر عظيم ، الفوز العظيم ، بسحر عظيم ، يوم عظيم ، الخزي العظيم ، العرش العظيم ، بهتان عظيم ، عن النبأ العظيم ، لعلى خلق عظيم ، الحنث العظيم.
ثمّ إنّ العظيم أقوى مرتبة وارفع درجة من الكبير ، فانّ الكبير يقابله الصغير ، وبانتفاء الصغر يتحقّق مفهو م الكبر ، وهذا أهو ن من تحقّق مفهو م العظمة ، فذكر العظيم يدلّ على مرتبة رفيعة ، ولا يذكر الكبير الّا في مورد يراد فيه مطلق الرفعة والكبر ، كما في- وأبونا شيخ كبير ، جهادا كبيرا ، لعنا كبيرا ، إنّه لكبيركم ، بل فعله كبيرهم.
وأمّا العظم : جمعه عظام ، أشدّ جزء من الحيوان ، بل الضعف والقوة فيه يتبع الوهن والشدّة في عظامه ، كما قال زكريّا : {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم : 4].
والصلابة في العظام مع كبر الجثّة : من مصاديق العظم.
{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [الصافات : 16].
{وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [الإسراء : 49].
{أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } [النازعات : 11، 12].
{قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [يس : 78].
فانّ قوام الحيوان بالعظام ، كما أنّ قوام البنيان بالأعمدة والجدران ، فهي كالمادّة الأصيلة ، كما أنّ اللحم كالصورة- فكسونا العظام لحما.
فزوال كلّ منهما يلازم زوال المجموع المركّب منهما.
والرفت ، تحول شيء بالبلى والكسر والفتّ. والنخر : الفتّ والبلى.
ولا يخفى أنّ حكمهم هذا مبتنى على ما هم عليه من الحياة الماديّة الدنيويّة ، غافلين عن الحياة الروحانيّة وعن حقيقة الإنسان وعن الروح الذي به جعل الإنسان خلقا آخر- ثمّ أنشأناه خلقا آخر- فالبدن الجسدانيّ كلباس يلبس ثمّ يخلع ثم يلبس لباس ألطف.
ولازم أن يتوجّهوا بأنّ الإنسان في مسيره التكويني يتحول من خلق الى خلق جديد ، وقد كان متحولا من لباس الجماد الى النبات ، ومنه الى لباس الحيوان ، ومنه الى لباس الانسانيّة بنفخ الروح الانسانيّ ، ثم يتحول من بعد الى عوالم اخر ، الى أن يرجع الى اللّه الصمد.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ } [يس : 78] ، {أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} [الإسراء : 49] ،. { يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ} [طه : 102].
وأمّا نصيب العبد من العظمة : قلنا إنّ العظيم من أسماء اللّه عزّ وجلّ بمعنى المتفوق على من سواه في القوة والسؤدد ظاهرا ومعنى. وهذه الصفة من آثار القدرة والعلم.
والعبد المتقرّب من اللّه تعالى : لا بدّ وأن يتّصف بصفات اللّه جمالا وجلالا ، وهذا الاتّصاف انّما هو في النفس لا في البدن ومن جهة القوى المادّية ، فإذا اتّصف العبد بصفة أو صفات من صفات اللّه عزّ وجلّ حقّ الاتّصاف : فهو عظيم في هذه الصفة.
وهذا معنى قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم : 4].
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- صحا - صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|